من هو ملفي بن شرعان الحربي ويكيبيديا.. سيرته الذاتية وأبرز ما قدمه
من هو ملفي بن شرعان الحربي ويكيبيديا؟.. من الأسئلة التي انتشرت مؤخرًا خاصًة بعد أن فقدت المملكة العربية السعودية والعالم العربي فجر الأحد 27 أبريل 2025، رمزًا فريدًا من رموز الفلك البدوي الأصيل، برحيل ملفي بن شرعان العريمة الحربي، المعروف بلقب “أبو شرعان”.
حيث امتدت حياة هذا الرجل الملهمة لما يقارب القرن، تاركًا خلفه قصة وفاء نادرة بين الإنسان والصحراء والنجوم.
من هو ملفي بن شرعان الحربي ويكيبيديا
فيما يخص إجابة سؤال من هو ملفي ابو شرعان الحربي ويكيبيديا فقد وُلد أبو شرعان عام 1929 في بادية حائل، وسط رمال الثويرات الشاسعة.
وفي بيئة كانت السماء جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية، نما شغفه بمراقبة النجوم مبكرًا. ومع مرور الوقت، أصبح اسم ملفي بن شرعان مرتبطًا بعلم الفلك البدوي الأصيل، حتى صار من أبرز مراجع الطقس بين أهل البادية.
تمسك بالحياة البدوية رغم زحف المدنية
على الرغم من مظاهر الحداثة التي اجتاحت منطقة الخليج والسعودية، بقي أبو شرعان وفيًا لأسلوب حياته البدوي. عاش في خيمته متنقلًا بسيارته “الشاص”، محافظًا على نمط معيشته بين الأغنام والصحراء. كان يردد دومًا: “لا سقف أحنّ من السماء”، معبرًا عن رفضه لمغريات الحياة الحديثة.
مرجع فلكي لا غنى عنه
أمضى أبو شرعان عمره مراقبًا للسماء، قارئًا لمنازل القمر وحركة الكواكب، ومعتمدًا على خبرته العميقة لتحديد مواعيد الأمطار والفصول. تحولت معارفه إلى مرجع أساسي للبدو وسكان الحضر وحتى خبراء الطقس في السعودية. ومن أقواله الخالدة: “من عرف منازل القمر لم يخطئ المطر”، والتي تلخص فلسفته العميقة في ارتباط الإنسان بالسماء.
قصة حب لم تكتمل
رغم شهرته ومحبة الناس له، لم يتزوج أبو شرعان قط. أحب فتاة من منطقته، لكنه قوبل برفض عائلتها، فظل على وفائه لذكراها مدى الحياة. اختار أن يظل صادقًا مع قلبه، ومع الصحراء التي شهدت قصة عشقه الأول والأخير.
وتعرض أبو شرعان لجلطة دماغية قبل سنوات، نقل على إثرها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة. ورغم تحسن حالته لفترة قصيرة، لم يمهله المرض طويلًا. كان حلمه الدائم العودة إلى خيمته تحت السماء المفتوحة. وفي صمت وهدوء، فارق الحياة عن عمر ناهز 96 عامًا، صباح الأحد 27 أبريل 2025.
برحيل أبي شرعان، خسرت الجزيرة العربية رمزًا حيًا من رموز التراث الفلكي البدوي. فقد أسس مدرسة فريدة تقوم على الرصد المباشر دون الاستعانة بالأجهزة الحديثة، مؤمنًا بأن السماء كتاب مفتوح لمن يعرف كيف يقرأه.
ولم يكن مجرد خبير بالنجوم، بل كان صورة حية للبادية الأصيلة، وحارسًا لذاكرة الصحراء واستقر أبو شرعان في خيمته وسط نفود الثويرات، تلك الصحراء الممتدة بين شرق حائل وشرق القصيم، وصولًا إلى شمال وغرب الزلفي. الوصول إليه كان يتطلب رحلة شاقة عبر الكثبان الرملية، لكنه ظل يقطعها بثقة مستعينًا بسيارته “الشاص” المخلصة.