دمية “لابوبو” تُثير الذعر على مواقع التواصل: أسطورة جديدة أم خيال جماعي؟

دمية “لابوبو” تُثير الذعر على مواقع التواصل: أسطورة جديدة أم خيال جماعي؟
قصة دمية لابوبو

في مشهد يذكّر بروايات الرعب والأساطير القديمة، أثارت دمية “لابوبو” حالة واسعة من الجدل والخوف على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مزاعم بأنها تتسبب في كوابيس، ومشاعر اختناق، وحتى ظهور خدوش غامضة أثناء النوم، وسط تفاعل كبير عبر منصة “تيك توك”.

بداية حكاية لابوبو من “تيك توك”

قصة دمية لابوبو
قصة دمية لابوبو وعلاقتها بـ بازوزو

انطلقت القصة من مقطع فيديو نشرته فتاة على “تيك توك”، ادعت فيه أنها تعرضت لتجربة مرعبة بعد اقتنائها الدمية “لابوبو”.

ووصفت الفتاة استيقاظها فجأة في منتصف الليل وهي تشعر بالاختناق، مع ظهور علامات خدوش على عنقها، إلى جانب سماع أصوات غريبة في غرفتها.

حصد الفيديو آلاف المشاهدات في وقت قصير، وأثار موجة من التعليقات والانقسام بين من صدّق الرواية واعتبرها دليلاً على أمر خارق، وبين من فسّرها نفسيًا باعتبارها انعكاسًا للقلق أو التوتر، أو حتى مجرد خدعة لجذب الانتباه.

ربط غامض بـ”بازوزو” والميثولوجيا القديمة

في خضم تفاعل الجمهور، ذهب البعض إلى الربط بين الدمية وشخصية “بازوزو”، الروح الشريرة في الأساطير البابلية والآشورية، التي ارتبطت تاريخيًا بالمرض والشر، واشتهرت عالميًا بعد ظهورها في فيلم الرعب الشهير The Exorcist.

وقد زاد هذا الربط من تصاعد حالة الرعب، خصوصًا مع تشابه ملامح “لابوبو” الغريبة وابتسامتها المشوهة مع رموز تُستخدم عادة في ثقافة الرعب المرئي.

وتنوّعت تعليقات المستخدمين بين من قال إنه شعر بالطاقة السلبية فور اقترابه من الدمية، وآخرين تحدثوا عن كوابيس وتغيرات مزاجية بعد اقتنائها. بينما أكد البعض أن تصميمها غير المألوف يبعث على القلق دون الحاجة لأي أحداث خارقة.

وعلى خلفية هذا الجدل، سارعت شركة “بوب مارت”، المصنّعة للدمية، إلى إصدار بيان رسمي تنفي فيه أي صلة للدمية بمعتقدات غامضة أو خلفيات مخيفة.

وأوضحت أن “لابوبو” شخصية خيالية مستوحاة من مخلوق نرويجي ورد في أحد كتب الأطفال، وتهدف فقط إلى التعبير عن روح الفكاهة والسريالية الفنية. وأكد المصمم كاسينج يونج أن تصميم الشخصية يعتمد على التراث الإسكندنافي في تصوير المخلوقات الغريبة التي تسكن الغابات، دون أي مرجعية روحية أو خرافية.

وجهة نظر علم النفس: “رعب رقمي جماعي”

من جهتهم، اعتبر عدد من الأخصائيين النفسيين أن هذه الظاهرة تمثل نموذجًا لما يُعرف بـ”الرعب الجماعي”، وهو نوع من التأثر النفسي الذي ينتشر في بيئة رقمية يغذيها تكرار القصص والتأثير البصري القوي.

وأوضحوا أن الخوف الذي تسببه مثل هذه الدمى لا يعتمد على حقائق، بل على مدى قدرة المحتوى المرئي والمسموع في إثارة مخيلة المتابعين، خاصة الأطفال والمراهقين الذين يكونون أكثر عرضة للانخداع بالمؤثرات القصصية والدرامية.

رغم نفي الشركة المصنعة وتوضيحات الخبراء، لا تزال دمية “لابوبو” تشغل مواقع التواصل وتثير موجات متتالية من الفضول والخوف، لتُضيف فصلاً جديدًا في عالم الخرافات الرقمية التي تتسلل من شاشة الهاتف إلى أحلام الناس… وربما كوابيسهم.