من جبال السراة إلى أضواء الرياض.. حامد الغامدي يروي حكاية الإصرار والتحول
في لحظة تجمع بين الأصالة والطموح، أزاح الإعلامي السعودي المخضرم حامد الغامدي الستار عن كتابه الجديد “الراعي والشاشة” خلال مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، كاشفًا من خلال صفحاته رحلة ملهمة انطلقت من جبال السراة لتصل إلى بريق شاشات التلفزيون السعودي.
كتاب حامد الغامدي الجديد
الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، بل قصة إنسانية عميقة تلخص مسيرة كفاح طويلة، وتمثل شهادة حية على التحول من حياة البساطة إلى فضاء الإعلام والنجاح. فقد بدأ الغامدي حياته راعياً بسيطاً في جبال الباحة، يقطع يوميًا عشرات الكيلومترات بين الوديان والمرتفعات، في تجربة يصفها بأنها “مدرسة الصبر والمسؤولية الأولى”، تلك المرحلة التي شكلت ملامح شخصيته ورسخت فيه قيم العزيمة والإصرار.
من الراعي إلى الإعلامي.. رحلة لا تشبه سواها
يسرد الغامدي في كتابه تفاصيل رحلته من الريف الجبلي إلى أروقة الإعلام، كاشفًا كيف تحول شغفه بالمعرفة وصوته الإذاعي المميز إلى بوابة عبور نحو التلفزيون السعودي، رغم التحديات التي واجهها في بداياته.
ويقدم الكتاب منظورًا عميقًا عن معنى النجاح الحقيقي، مؤكدًا أن الإنجاز لا يُقاس بالمنصب أو الشهرة، بل بالرحلة التي يخوضها الإنسان للوصول إلى هدفه.
ملحمة إنسانية توثق روح المكان والزمان
ولد حامد الغامدي في منطقة الباحة، فكانت الجبال والطبيعة والتعليم الركائز التي صاغت شخصيته. فقد ورث من أبناء السراة روح الالتزام والإصرار، ومن بيئته التراثية حب البساطة والتواضع.
ويرى النقاد أن “الراعي والشاشة” لا يكتفي بسرد تجربة شخصية، بل يساهم في توثيق الذاكرة الثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي، ويعيد تسليط الضوء على قيمة التراث المحلي كجذر أصيل في مسيرة التطور الوطني.
إشادة واسعة ورسائل ملهمة
منذ لحظة إطلاقه، حظي الكتاب باهتمام كبير من المثقفين والإعلاميين الذين أشادوا بأسلوبه السلس القريب من القارئ، وبالرسائل التحفيزية التي يحملها بين طياته.
كما لاقى صدى واسعًا بين فئة الشباب، الذين وجدوا في الغامدي نموذجًا حقيقيًا للتحول والنجاح دون أن يفقد الإنسان هويته أو جذوره.
ويختتم الغامدي كتابه بعبارة مؤثرة لخصت فلسفته في الحياة: “من يعرف طريق الجبال لا يضل طريق الحياة، ومن يحفظ جذوره لا يخشى رياح التغيير.”
رحلة حامد الغامدي من راعي الأغنام إلى نجم الشاشة السعودية ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل ملحمة وطنية وإنسانية تؤكد أن الأحلام لا تحدها الجغرافيا، وأن من يتمسك بجذوره يصنع مستقبله بثقة وثبات.
“الراعي والشاشة”.. ليس مجرد كتاب، بل مرآة تعكس رحلة وطن في إنسان، ورسالة تلهم الأجيال بأن الإصرار هو طريق المجد مهما كانت البدايات متواضعة.
تعليقات