رحيل صالح الجعفراوي.. حلم اللقاء الذي لم يكتمل

رحيل صالح الجعفراوي.. حلم اللقاء الذي لم يكتمل
صالح الجعفراوي

يُعد صالح الجعفراوي واحدًا من أبرز الأصوات الإعلامية الفلسطينية التي برزت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، لما تميز به من شجاعة ومهنية في نقل الحقيقة من قلب الميدان.

ووُلد الجعفراوي في 22 نوفمبر 1997 في قطاع غزة، وكرّس حياته لتوثيق الأحداث الميدانية وكشف الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، متحديًا الخطر والموت في سبيل إيصال صوت الفلسطينيين إلى العالم.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي عام 2023، لمع نجم الجعفراوي كأحد رموز المقاومة الإعلامية، إذ اشتهر بمقاطع مصوّرة تنقل القصف والدمار لحظة بلحظة، وتُظهر حجم المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر. كان يردد دومًا: “الصحافة رسالة، والحق لا يُخاف منه.”

تفاصيل استشهاد صالح الجعفراوي

صالح الجعفراوي
صالح الجعفراوي

في مساء الأحد 12 أكتوبر 2025، استُشهد الصحفي صالح الجعفراوي أثناء تغطيته لأحداث دامية في حي الصبرة بمدينة غزة. ووفقًا لمصادر محلية، فقد أصيب بسبع رصاصات مباشرة خلال اشتباكات مسلحة بين مجموعات مسلحة وأجهزة أمنية في المنطقة.

رحل الجعفراوي وهو يؤدي واجبه المهني بشجاعة نادرة، ليُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الصحفيين الفلسطينيين الذين قدّموا حياتهم ثمنًا لكلمة الحق والدفاع عن الحقيقة في أرضٍ أنهكها العدوان.

إرثه الإعلامي وتأثيره الإنساني

لم يكن صالح الجعفراوي مجرد صحفي ينقل الأخبار، بل كان صوتًا إنسانيًا حرًا يُجسّد معاناة الشعب الفلسطيني. كانت مقاطعه وتغريداته تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حاملةً للعالم وجع غزة بلغة الصدق والواقع.

بأسلوبه الجريء والمباشر، استطاع أن يجذب اهتمام الملايين، وأن يكرّس صورة الصحفي الفلسطيني المقاوم الذي لا يخشى الخطر. ورغم تلقيه تهديدات متكررة، وُصف دوماً بأنه “الكاميرا التي لا تنام”، وبقي مؤمنًا بأن الكلمة الحرة أقوى من الرصاصة.

شكّل استشهاده صدمة كبيرة في الأوساط الإعلامية العربية والدولية، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة حماية الصحفيين في مناطق النزاع، واحترام المواثيق الدولية التي تضمن سلامتهم.

لحظة مؤلمة… خروج شقيقه الأسير

وفي مشهد يزيد من مأساة الفقد، كشفت مصادر إعلامية فلسطينية أن الأسير ناجي الجعفراوي، الشقيق الأكبر للشهيد صالح، كان من المقرر أن يُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى الجارية حاليًا.

كان الجميع ينتظر لحظة لقائهما بعد سنوات طويلة من الأسر، لكن القدر شاء أن يرحل صالح قبل أن يرى شقيقه محررًا. هذا الخبر المؤلم أثار موجة من الحزن بين محبي الجعفراوي، الذين عبّروا عن ألمهم قائلين: “رحل صالح قبل أن يحتضن أخاه، لكنه ترك لنا إرثًا لا يموت من الشجاعة والحق.”