الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي.. من الاحتفال بنهاية حرب غزة إلى استشهاد غامض بعد تهديد علني
خيم الحزن على الأوساط الإعلامية الفلسطينية والعربية بعد تأكيد مقتل الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، الذي كان أحد أبرز الأصوات الإعلامية في تغطية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث وثّق عبر عدسته وقلمه تفاصيل القصف والمعاناة الإنسانية منذ اندلاع العدوان عام 2023.
غياب مفاجئ يثير القلق
في الساعات الأخيرة قبل إعلان مقتله، لاحظ متابعو الجعفراوي غيابه المفاجئ عن مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يعتادوه منه خلال العامين الماضيين، إذ كان دائم الحضور والنشاط في نقل الأخبار والمشاهد الميدانية من قلب الحدث.
تأكيد استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي
ومع انقطاع أخباره، انقسم رواد المنصات إلى فريقين: أحدهما رجّح أن الاتصالات قُطعت عنه نتيجة الأوضاع الميدانية المتوترة، بينما أشار آخرون إلى أنه قُتل خلال اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركة حماس وعائلة دغمش في مدينة غزة، قبل أن يُؤكد الصحفي الفلسطيني أنس النجار الخبر رسميًا عبر حسابه على «فيسبوك»، قائلاً: «تم تأكيد استشهاد صالح الجعفراوي.. ربنا يرحمه ويغفر له».
تهديد آفيخاي أدرعي قبل أيام من مقتله
قبل استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي بأيام قليلة، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي آفيخاي أدرعي مقطع فيديو عبر منصاته الرسمية، وجّه فيه اتهامات مباشرة للجعفراوي بأنه «يستغل معاناة أهل غزة»، مضيفًا بلهجة تهديد: «لعنة السكان ستطال كل من تاجر ونافق واستثمر بحياة الأهالي».
هذا الفيديو أثار جدلاً واسعًا، خاصة بعد اختفاء الجعفراوي الغامض، حيث ربط كثيرون بين تهديد أدرعي ومقتله المفاجئ، معتبرين أن ما حدث ربما عملية انتقامية غير مباشرة، في وقتٍ لم تصدر فيه أي توضيحات رسمية حول ظروف مقتله حتى الآن.
آخر ما كتبه الجعفراوي
آخر منشور للصحفي الراحل كان حول اتفاق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن هدنة غزة، حيث شارك تفاصيل حول الصفقة، وحرص على توثيق ردود الفعل الشعبية. وخلال الساعات التي تلت اختفاؤه، انهالت التعليقات على هذا المنشور بين دعوات بالرحمة والتساؤلات عن مصيره:
- «اللهم تقبله في الشهداء والصالحين»
- «هو استشهد إزاي؟ مش الحرب انتهت؟»
- احتفل بانتهاء الحرب.. ثم رحل
قبل أيام فقط من مقتله، نشر الجعفراوي منشورًا مؤثرًا احتفل فيه بوقف إطلاق النار في غزة، وكتب فيه: «الحمد لله إن ربنا كتب إني أشهد وقف إطلاق النار للمرة الثانية.. الإبادة انتهت».
لكن القدر لم يمهله طويلاً، إذ رحل بعد هذا المنشور بأيام قليلة، تاركًا خلفه صدمة وحزنًا كبيرين بين متابعيه وزملائه في الميدان، الذين وصفوه بأنه «صوت الميدان الذي لم يعرف الخوف».
تعليقات