هجوم المكلا يفتح باب الجدل السياسي والعسكري في حضرموت واليمن
أثار الهجوم الذي استهدف ميناء المكلا على ساحل محافظة حضرموت شرقي اليمن، الثلاثاء، موجة واسعة من الغضب والاستياء في الأوساط السياسية والفكرية، وسط تحذيرات من تداعياته العميقة على مستقبل المشهدين السياسي والعسكري في المحافظة واليمن عمومًا.
هجوم المكلا .. أبعاد سياسية تتجاوز حضرموت

ورأى كتاب ومحللون سياسيون أن هذا التطور المفاجئ في الوضع العسكري بحضرموت لا يمكن فصله عن السياق السياسي العام، مؤكدين أنه يحمل دلالات خطيرة قد تسهم في إعادة رسم موازين القوى، وفرض معادلات جديدة في أي تسوية سياسية محتملة خلال المرحلة المقبلة.
وذهب بعض المراقبين إلى أن استهداف ميناء استراتيجي بحجم ميناء المكلا قد يشكل نقطة تحول، ليس فقط على مستوى حضرموت، بل على امتداد الخارطة اليمنية، سواء من حيث التحالفات السياسية أو الترتيبات العسكرية الميدانية.
قراءة سياسية للهجوم
في هذا الإطار، اعتبر الكاتب السياسي صالح علي الدويل باراس أن قصف ميناء المكلا يمثل «مواجهة مكشوفة مع القضية الجنوبية»، مشيرًا إلى أن هذا النهج، على حد وصفه، أكثر وضوحًا من محاولات الالتفاف أو إدارة الصراع خلف الكواليس.
وأكد باراس في تصريحات صحفية أن هذا التطور سيضع قضية شعب الجنوب على طاولة الاهتمام الدولي، ويجعلها عنصرًا حاضرًا في أي حل سياسي شامل، مشددًا على أن تجاهلها أو تهميشها لم يعد ممكنًا في ظل المعطيات الحالية.
وأضاف أن للهجوم أبعادًا عسكرية لا تقل خطورة، إذ قد يدفع الأطراف الإقليمية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها في اليمن، موضحًا أن القصف الجوي وحده لا يكفي لفرض وقائع جديدة على الأرض أو حسم الصراع لصالح طرف بعينه.
انعكاسات على موازين القوى
وأشار باراس إلى أن التطورات الأخيرة قد تعزز من حضور القوى الجنوبية في المشهد السياسي، مؤكدًا أن أي حل قادم سيأخذ في الاعتبار من يمتلك القوة والانتشار والتأثير الفعلي على الأرض.
كما توقع أن تواجه بعض الأطراف الإقليمية ضغوطًا دولية متزايدة لإعادة النظر في طريقة تعاملها مع الملف الجنوبي.
ويأتي الهجوم على ميناء المكلا في وقت حساس تمر به اليمن، ما يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول طبيعة المرحلة المقبلة، واحتمالات التصعيد أو إعادة ترتيب الأوراق سياسيًا وعسكريًا، في ظل تشابك المصالح الإقليمية وتعقيدات المشهد الداخلي.

تعليقات