يوم التحرير.. ملحمة خالدة من التضحيات والبطولات محفورة في ذاكرة الكويتيين
مع حلول الذكرى السنوية لمناسبة يوم التحرير في 26 فبراير من كل عام، يستذكر الشعب الكويتي بكل فخر وإجلال التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناؤه من شهداء وجرحى وأبطال، الذين سطروا بأرواحهم ملحمة خالدة في مواجهة الغزو الغاشم هذه الذكرى العظيمة تظل محفورة في وجدان الكويتيين، كرمز لوحدتهم الوطنية وإصرارهم على استعادة حريتهم واستقلالهم.
ذكرى الغزو والاحتلال قبل يوم التحرير
في الثاني من أغسطس 1990، انتهكت القوات العراقية سيادة الكويت، متجاهلة كل الأعراف والقوانين الدولية، في محاولة لإسقاط شرعية الدولة الكويتية. هذا العدوان ترك تداعيات كبيرة ليس فقط على الكويت، بل على المنطقة العربية والعالم بأكمله.
ومع ذلك، وقف الشعب الكويتي كتلة واحدة، رافضًا الاحتلال، ومؤكدًا تمسكه بقيادته الشرعية ممثلة في الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، الذي قاد مسيرة النضال من أجل تحرير الوطن.
تضحيات الشهداء ودور الدول الشقيقة والصديقة
في يوم التحرير، يستذكر الكويتيون بشرف وعرفان تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً لحرية الكويت واستقلالها. كما لا ينسون الدور البطولي للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانبهم في حرب التحرير، وساهمت بتضحيات كبيرة في دعم القضية الكويتية. هذه الجهود عززت أواصر الأخوة والصداقة بين الكويت وهذه الدول، وسطرت تاريخًا مشرفًا من التعاون والتضامن.
جهود القيادة الكويتية في حشد التأييد الدولي
قادت القيادة الكويتية جهودًا دبلوماسية وسياسية جبارة لتحرير الوطن، حيث نجحت في حشد التأييد الدولي لدعم الحق الكويتي في المحافل الدولية. وكان للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد كلمات خالدة ألقاها على منبر الأمم المتحدة، حيث خاطب العالم قائلًا: “جئت اليوم حاملاً رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله، وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الأمل في مأواه، وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه أن يستسلم للاحتلال”. هذه الكلمات كانت بمثابة صرخة حق أثارت تعاطف العالم مع القضية الكويتية.
دور مجلس التعاون الخليجي والدول العربية
منذ اللحظات الأولى للغزو، تحركت دول مجلس التعاون الخليجي بسرعة لتدعم الكويت، مستندة إلى روابط الأخوة ووحدة المصير المشترك. وقد نجحت هذه الدول في عقد قمة عربية طارئة في القاهرة في 10 أغسطس 1990، بالإضافة إلى اجتماعات لوزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي. كما ساهمت هذه الدول في استصدار سلسلة من قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار رقم 660 الذي أدان الغزو وطالب بانسحاب القوات العراقية دون شروط.
قرارات مجلس الأمن وجهود التحرير
في 29 نوفمبر 1990، أصدر مجلس الأمن القرار رقم 678 الذي أجاز استخدام القوة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وقد أدت هذه القرارات إلى تشكيل تحالف دولي قاده الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب، الذي أعلن بدء العمليات العسكرية لتحرير الكويت في 17 يناير 1991. وبفضل جهود قوات التحالف والدعم الدولي، تحققت النصر العظيم في 26 فبراير 1991، وعادت الكويت حرة مستقلة إلى أبنائها.
دور القادة الكويتيين في مسيرة التحرير
لا يمكن نسيان الدور البارز للأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، الذي قاد جهود الدفاع عن الحق الكويتي بكل إصرار وتفانٍ. كما كان للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، دور كبير في حشد التأييد الدبلوماسي العربي والدولي، مستفيدًا من خبرته الدبلوماسية الواسعة.
العرفان بالدعم السعودي والدولي
يستذكر الكويتيون بالعرفان والتقدير دور خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، الذي فتح بلاده للقيادة الكويتية وأبناء الكويت منذ اليوم الأول للغزو، وقدم الدعم المادي والعسكري. كما لا ينسون مواقف قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين قدموا كل أشكال الدعم واستضافوا أبناء الكويت في محنتهم.
عودة الكويت حرة مستقلة
بفضل تضحيات الشهداء وجهود القادة والدول الشقيقة والصديقة، عادت الكويت في 26 فبراير 1991 حرة مستقلة، لتبدأ مسيرة جديدة من البناء والإعمار والتنمية الشاملة. هذه الذكرى تظل رمزًا للصمود والتضحية، وتذكيرًا دائمًا بأن الحرية والاستقلال هما أغلى ما يمكن أن يناضل من أجله شعب.