التضخم قد يعود بقوة أشار الخبير المالي المخضرم في وول ستريت بيل بلين إلى أنه رغم انخفاض تكاليف الاقتراض التي قد تمنح الأسر والشركات متنفسًا مؤقتًا إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المستمر سيظل يشكل عبئًا كبيرًا مما قد يؤدي إلى تراجع حاد في أسواق الأسهم خلال العام المقبل.
التضخم قد يعود بقوة
وأوضح بلين الذي يشغل منصب استراتيجي ومدير في Wind Shift Capital Advisors أنه يتوقع أن تكون الأشهر الاثني عشر المقبلة صعبة على سوق الأسهم حيث يرى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يقوم بخفض أسعار الفائدة إلى مستويات منخفضة كما تأمل الأسواق بل إنه قد يتجه بالفعل لرفع تكاليف الاقتراض من مستوياتها الحالية وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض حجم الإقراض ويؤثر سلبًا على إبرام الصفقات مما قد يسفر عن هبوط الأسهم الأمريكية والعالمية بنسبة تتراوح بين 7% و12%.
وأضاف بلين في مقابلة مع Business Insider أن التحدي الأساسي الذي يواجهه الاقتصاد الأمريكي حاليًا يتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة مع عدم قدرة الحكومات على الاستمرار في تعزيز الاقتصاد في ظل هذه البيئة المرتفعة لأسعار الفائدة خاصة في ضوء فقدان دعم الأسواق وفي حالة حدوث أزمة ائتمانية يشكك بلين في قدرة الولايات المتحدة على تقديم حزم تحفيزية ضخمة كما فعلت خلال أزمة الجائحة وذلك بسبب المخاوف المرتبطة بمستويات الديون المرتفعة وتأثيرها التضخمي على الاقتصاد.
يرى بلين أن التضخم سيعود تدريجيًا إلى الاقتصاد العالمي مما سيدفع أسعار الفائدة إلى الارتفاع ويبدو أن توقعات بلين قد تتعارض مع توقعات بعض المستثمرين الذين كانوا يتوقعون تخفيف السياسة النقدية الصارمة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي غير أن بلين يعتقد أن الاقتصاد الأمريكي يواجه العديد من العوامل الضاغطة التي من شأنها أن تؤدي إلى استمرار السياسة النقدية المتشددة حيث قفز الدين الفيدرالي إلى مستوى تاريخي بلغ 35 تريليون دولار وهو ما يشكل تهديدًا إضافيًا بزيادة التضخم.
وفي ظل استمرار تحديات سلاسل التوريد والتوترات الجيوسياسية المتزايدة يتوقع بلين أن التجارة العالمية ستصبح أكثر تفتتًا مما سيدعم التضخم على المدى المتوسط كما أن التهديد بفرض تعريفات جمركية مرتفعة على السلع الأميركية قد يسهم أيضًا في زيادة الأسعار على المستهلك.
0 تعليق