شهدت العاصمة الهولندية أمستردام اشتباكات عنيفة بين مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي ومشجعي فريق أياكس الهولندي، عقب مباراة كرة القدم ضمن الدوري الأوروبي. وتفجرت المواجهات بعد أن أقدم مشجعون إسرائيليون على تمزيق علم فلسطين من شرفات المنازل، ما أثار موجة من الغضب لدى مؤيدي القضية الفلسطينية، وأدى إلى فرض حظر للمظاهرات لمدة ثلاثة أيام لمواجهة الاضطرابات الأمنية.
تمزيق العلم الفلسطيني وإطلاق شعارات معادية.. بداية الأحداث في أمستردام
وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قام عدد من مشجعي مكابي تل أبيب بتمزيق الأعلام الفلسطينية المعلقة على شرفات المنازل في وسط أمستردام، مرددين شعارات مؤيدة للجيش الإسرائيلي ومعادية للعرب. أثار هذا الفعل غضبًا واسعًا في الأوساط الهولندية، وأدى إلى اشتباكات عنيفة بين مشجعي مكابي ومجموعات داعمة لفلسطين. ولم تقتصر هذه الاشتباكات على الهتافات، بل تطورت لتشمل استخدام العصي والأسلحة البيضاء.
After rampaging through the streets of Amsterdam day and night tearing down Palestinian flags and singing “kill all the Arabs,” the rabid fans of Israeli football club, Maccabi, finally got their asses rightly kicked. ⚽️
— Samira Mohyeddin سمیرا (@SMohyeddin) November 8, 2024
And now, people are calling it a pogrom. 😂 Just stop. pic.twitter.com/uBmDvSz872
تدخل الشرطة الهولندية.. تحقيق موسع وحظر للمظاهرات
مع تصاعد الأحداث، سارعت الشرطة الهولندية إلى تعزيز وجودها في مناطق وسط أمستردام مساء الأربعاء، حيث اندلعت الاشتباكات بعد تصريحات وهتافات من الجانبين. وأعلنت شرطة أمستردام إطلاق تحقيق واسع في هذه الأحداث، للتحقيق في ما إذا كانت الاعتداءات مرتبطة بمشاعر معادية للسامية. وذكرت الشرطة في بيان رسمي أنها قد فرضت حظرًا على المظاهرات لمدة ثلاثة أيام، كما منحت قوات الأمن سلطات إضافية للتفتيش في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني في المدينة.
ردود فعل دولية على الأحداث.. إدانات واسعة وتحرك سياسي
أثارت الأحداث اهتمامًا واسعًا على المستوى الدولي، إذ أصدر رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف تصريحًا شديد اللهجة أدان فيه ما وصفه بـ "الهجمات المعادية للسامية"، مؤكدًا تضامن بلاده مع المجتمع الإسرائيلي. وأعرب رئيس الوزراء الهولندي خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "فزعه" من هذه الأحداث، وأكد أن الجناة سيتم التعرف عليهم ومحاكمتهم. كما دعت السفارة الإسرائيلية في أمستردام إلى ضرورة حماية المشجعين الإسرائيليين في هولندا، واصفة الاعتداءات بأنها جزء من سلسلة هجمات متكررة منذ اشتعال الأحداث الأخيرة في غزة.
تأثيرات الأحداث على الوضع الأمني في أوروبا
جاءت هذه الأحداث في وقت تتزايد فيه حدة التوترات الإقليمية والعالمية على خلفية النزاع في غزة، حيث سجلت عدة تقارير ارتفاعًا ملحوظًا في حوادث معاداة السامية في أوروبا منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وأفادت عدة منظمات يهودية في هولندا بزيادة تهديدات الكراهية التي تصل إلى المدارس والمعابد اليهودية، مما يثير المخاوف من تصاعد التوترات في ظل استمرار النزاع.
« Laissez l'armée israélienne gagner et allez vous faire foutre avec les Arabes ! »
— L'Anachorète ... Justicier ou Juge ?..🇵🇸🐢🐢 (@racmess) November 8, 2024
Les hooligans du Maccabi Tel Aviv ont scandé cette chanson génocidaire alors qu'ils étaient protégés par la police à Amsterdam.
La chanson contient un couplet qui dit : « Il n’y a pas… pic.twitter.com/4y1RZP9Emb
إجلاء المشجعين الإسرائيليين.. إجراءات إسرائيلية لضمان الأمن
ردًا على الأحداث، أرسلت إسرائيل طائرات لإجلاء المشجعين الإسرائيليين من أمستردام خشية تفاقم الاعتداءات، لكن عدد من استفادوا من هذه الإجراءات لم يُعلن عنه بشكل رسمي حتى الآن. وأظهرت لقطات على منصات التواصل الاجتماعي انتشار وحدات مكافحة الشغب في أماكن الاشتباكات، وتوثيق لحظات ترديد هتافات معادية للعرب من قبل مشجعي مكابي تل أبيب، إضافة إلى شعارات مناوئة لإسرائيل.
يعزو بعض المراقبين هذه الأحداث إلى تصاعد التوترات السياسية والدينية في أوروبا عمومًا وفي هولندا بشكل خاص، حيث يُنظر إلى التوترات الحالية على أنها امتداد للتوترات المتصاعدة منذ سنوات حول قضايا الشرق الأوسط، مع تنامي المواقف المتضامنة مع القضية الفلسطينية لدى العديد من المجتمعات الأوروبية. وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الرياضة في إشعال القضايا السياسية، وتحول الملاعب الرياضية إلى ساحات للتعبير عن المشاعر الوطنية والمواقف السياسية المتباينة.
0 تعليق