انعقدت القمة العربية الإسلامية المشتركة في العاصمة السعودية الرياض، بحضور قادة وممثلي 50 دولة عربية وإسلامية. وتضمنت أعمال القمة مناقشة جملة من القضايا المحورية، من بينها الأزمة اللبنانية والأوضاع المتدهورة في فلسطين، وسط دعوات متجددة لوقف العدوان الإسرائيلي. واحتوت مسودة مشروع البيان الختامي على مطالب بالإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وتشكيل حكومة تستند إلى الدستور واتفاق الطائف، مما يعكس قلقاً إقليمياً من تداعيات الفراغ الرئاسي في لبنان وتأثيره على استقراره ووحدته.
دعم عربي قوي للبنان وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي
جاء في مسودة البيان الختامي للقمة إدانة واضحة للعدوان الإسرائيلي على لبنان والانتهاكات المستمرة لسيادته. واعتبرت القمة أن العدوان لا يهدد فقط استقرار لبنان، بل يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وحقوق المدنيين. ودعا القادة إلى تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر عام 2006، والذي ينص على وقف العدوان على لبنان واحترام حدوده. وأعربت الدول المشاركة عن دعمها الكامل للشعب اللبناني، وتأكيدها على أهمية بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
انتخاب رئيس جديد في لبنان.. مطلب عربي ملح
في ضوء الفراغ الرئاسي في لبنان، شددت القمة على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة قادرة على التصدي للتحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان. وأشار البيان إلى أن هذا الأمر يعتبر خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، مشددًا على ضرورة احترام الدستور اللبناني واتفاق الطائف كإطار قانوني يضمن استمرارية المؤسسات. ويأتي هذا الدعم العربي والإسلامي تأكيدًا على أهمية استقرار لبنان في ظل أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة تؤثر على الشعب اللبناني بشكل كبير.
إدانة عربية لقتل المدنيين وعمليات التهجير القسري في لبنان
أدانت القمة بشدة استهداف المدنيين والتدمير الممنهج للمناطق السكنية في لبنان، ووصفت تلك الأفعال بأنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان. كما تضمن البيان دعوة لحماية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بعد تعرّضها للاستهداف، ودعت إلى توفير الحماية الكاملة لها ولجميع العاملين فيها. وأكدت القمة على دور الجيش اللبناني باعتباره ضامنًا أساسيًا لاستقرار لبنان ووحدته، مشددة على ضرورة تعزيز قدراته لضمان حماية سيادة البلاد.
قطر تحذر من تعليق جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس
فيما يخص الوضع في قطاع غزة، أعلنت قطر عن إمكانية تعليق جهود الوساطة في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بين إسرائيل وحماس، مؤكدة أن هذه الجهود ستستأنف في حال توافر الجدية اللازمة من الأطراف المعنية لإنهاء النزاع. وذكرت الدوحة أن جهودها تأتي في سياق محاولات إنقاذ حياة المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها ستكون على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات في حال التزام جميع الأطراف بخطوات فعلية نحو إنهاء العدوان.
موقف سعودي واضح: دعم فلسطين ورفض الاعتداءات الإسرائيلية
خلال كلمة افتتاحية ألقاها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد مجددًا على رفض المملكة للاعتداءات الإسرائيلية في غزة، وشدد على ضرورة وقف تلك الاعتداءات فورًا. وأشار إلى أن السعودية مستمرة في تقديم الدعم السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني، وأعرب عن رفض المملكة لإعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة. وأكد الأمير محمد بن سلمان على موقف المملكة الداعم لحل الدولتين، وأن فلسطين تستحق عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن دعم حقوق الفلسطينيين والحفاظ على سيادة لبنان يشكلان أولوية للمملكة.
دعوات لمجلس الأمن للضغط على إسرائيل وفرض حظر على السلاح
شدد البيان الختامي للقمة على أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه مجلس الأمن الدولي لإلزام إسرائيل بوقف سياساتها العدوانية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، ودعت القمة إلى فرض حظر على تصدير السلاح إلى إسرائيل كإجراء للحد من قدرتها على مواصلة العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين. وأكدت القمة على أهمية تجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، كخطوة عقابية على انتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.
اجتماعات دبلوماسية مكثفة ودعوات عربية لوقف إطلاق النار
وعلى هامش القمة، عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اجتماعات ثنائية مع عدد من ممثلي الدول المشاركة، من بينهم وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى. وتمحورت هذه الاجتماعات حول بحث سبل دعم لبنان وفلسطين، وناقش الأمير فيصل مع وزير الخارجية اللبناني الجهود الممكنة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وأكد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية، وضمان حماية المدنيين.
القمة تختتم أعمالها بتأكيد الدعم للبنان وفلسطين
اختتمت القمة العربية الإسلامية المشتركة أعمالها بالتأكيد على التضامن مع لبنان وفلسطين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. وشددت الدول المشاركة على أن استقرار لبنان واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني تشكلان أولوية قصوى، معربة عن استعدادها لبذل كافة الجهود الممكنة لتحقيق ذلك، والالتزام بدعم المواقف التي تصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي.
0 تعليق