في محكمة الأسرة بزنانيري، وقفت رانيا، البالغة من العمر 49 عامًا، تتحدث بحرقة عن السنوات الصعبة التي مرت بها مع زوجها الذي كان يظهر أمام الناس كـ "شخصية محترمة"، بينما في المنزل كان يتحول إلى شخص آخر تمامًا.
قالت رانيا لـ تحيا مصر: "زوجي بيعمل الخطأ طوال اليوم ويستغفر آخر الليل، لكنه أمام الناس يُظهر نفسه كالشخص المثالي، بينما كان يعاملني بشكل مختلف، وكان يعاملني كأنني أداة للطاعة فقط."
وأضافت أن زوجها، الذي يعمل مدققًا لغويًا ويكسب رزقًا وفيرًا، كان يستخدم المال للضغط عليها، قائلة: "هو يصرف علينا لكن الهدف من ذلك كان أن يذلنا. هو يتحكم في كل شيء من خلال المال، كأن المال هو الطريقة الوحيدة التي يعتقد أنه يستطيع أن يفرض بها سيطرته علينا." وفي الوقت نفسه، كانت تعيش تحت وطأة أسلوبه القاسي، مستحملةً ضغوطه من أجل أولادها.
وجبة طعام
رانيا لم تتوقف عن سرد ما مرت به من معاناة، ووصفته بـ "النرجسي" الذي يستمتع بالإهانة والضرب، خاصة أمام أولادها وأمام الآخرين، وتحدثت عن واحدة من أكثر المواقف إيلامًا: "مرة، طلب مني تحضير وجبة معينة من الطعام، وعندما تأخرت في تقديمها، ألقى بالطعام على الأرض في وجهها. وعندما لم أنتهي من تحضير الغذاء في الوقت المحدد، أخذ الحلة السخنة ورماها عليّ. وفي كل مرة كنت أتحمل وأصمت."
رائحة زوجها كريهة
لكن رانيا ذكرت أن هناك شيئًا لا تستطيع تحمله، وهو رائحة زوجها قائلة: "هو لا يستحم أبدًا، وكنت أضطر لتحمل هذا الأمر، بالإضافة إلى أنه يقضي ساعات طويلة على الهاتف مع فتيات ويتابع أفلامًا غير لائقة. كنت أشعر أن كل ما كان يفعله يؤثر على أولادي. كيف أزرع لهم المفاهيم الصحيحة بينما هو ينشر مفاهيم معاكسة؟"
طرد من منزل الزوجية
لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فقد جاء الموقف الأكثر قسوة عندما طردها زوجها في شهر رمضان، تقول رانيا: "في رمضان، عند الساعة العاشرة مساءً، طردني من المنزل لأنني اعترضت على تصرفاته، وبعد أسبوع عاد ليصالحني من أجل أولادنا، لكني كنت أعيش في خوف دائم."
أما اللحظة الأكثر صدمة في حياتها، فكانت عندما طلقها زوجها في مكالمة هاتفية. قالت رانيا: "كان ذلك بسبب شجار بينه وبين أخي. أخي لم يرني منذ 6 سنوات، وعندما علم بما حدث، سارع للتحدث مع زوجي، مما دفعه للطلاق في مكالمة هاتفية. لم يعطني ورقة الطلاق حتى بعد ذلك، ولم أستطع أخذ حقوقي القانونية إلا بعد أن تدخلت سيدة كانت على علاقة به."
أولادها فرحوا بطلاقها
وعلى الرغم من كل ما مرت به، تقول رانيا أن أولادها فرحوا بالطلاق، معتبرة أن هذه كانت بداية النهاية، مضيفة: "رفعت دعوى نفقة، وفوجئت باتصال من سيدة تسألني عن أخلاق زوجي لأنه كان ينوي الزواج منها، فأخبرتها عن كل شيء، لكنها لم تصدقني، وبعدما تزوجها، طلبت منه ورقة الطلاق، وأعطاها إياها."
وأخبرت رانيا أنها الآن تعيش حياة أفضل مع أولادها، الذين دخلوا الجامعة، وأنها تعيش في سلام بعيدًا عن زوجها السابق. لكنها لم تنسَ ما مرت به، واستطاعت أن تعبر عن نصيحة هامة للفتيات: "قبل أن تتزوج، عليك أن تسألي كثيرًا عن الشخص الذي ستتزوجينه، وأن تأخذي وقتك في فترة الخطوبة. لا تستعجلي الأمور، ولا تتسرعي في اتخاذ القرار. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تستمعي إلى نصيحة أهلك، فهم يعرفون أكثر منك."
رانيا الآن تستعيد حياتها، وتعتبر أنها نجا من ظلم طويل، مؤكدة أنها لا تحتاج إلى رجل يذلها، بل إلى حياة هادئة ومستقرة مع أولادها.
0 تعليق