أعلنت الحكومة الهندية عن إطلاق أول مضاد حيوي محليًا، وهو "نافيثروميسين" (المعروف أيضًا باسم ميكناف)، الذي يعالج العدوى البكتيرية المميتة التي لا تستجيب للمضادات الحيوية التقليدية، ويُعرف هذا النوع من العدوى بـ "مقاومة المضادات الحيوية".

تم تطوير الدواء بواسطة شركة Wockhardt Ltd الهندية، ويستهدف البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة، وهو أول دواء في هذا المجال بعد أكثر من ثلاثة عقود دون تطوير مضاد حيوي جديد في هذه الفئة.

وأوضح الأطباء أن مقاومة مضادات الميكروبات تحدث عندما تصبح البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات غير قابلة للعلاج بواسطة الأدوية المتاحة حاليًا. وتعد الالتهابات الرئوية المقاومة للأدوية أحد الأسباب الرئيسية للوفيات العالمية، حيث تودي بحياة أكثر من مليوني شخص سنويًا.

كيفية عمل نافيثروميسين

وفقًا لوزارة العلوم والتكنولوجيا الهندية، يُعتبر نافيثروميسين أقوى بعشر مرات من المضادات الحيوية القديمة، ويوفر فعالية أعلى ثماني مرات للرئة. يتم تناوله مرة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أيام، ويتميز بسلامة وتحمل ممتازين، حيث يبلغ معدل الشفاء السريري 96.7%.

يتميز نافيثروميسين بقدرته على استهداف كل من المسببات النموذجية وغير النموذجية للعدوى، مما يجعله حلاً مبتكرًا في مواجهة مقاومة البكتيريا للأدوية، وهي مشكلة كبيرة تواجه العلاجات الحالية.

يُعد نافيثروميسين نتيجة 14 عامًا من البحث المتواصل، وشملت تجاربه السريرية دولًا مثل الولايات المتحدة وأوروبا والهند.وتنتظر الحكومة الهندية الآن الموافقة النهائية من منظمة مراقبة معايير الأدوية المركزية (CDSCO) للموافقة على تصنيعه واستخدامه العام، وهو ما يُعد خطوة كبيرة في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية في الهند.

مقاومة المضادات الحيوية تهدد الصحة العامة

مقاومة المضادات الحيوية تُعد واحدة من أكبر التهديدات الصحية العالمية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حيث تسببت في 1.27 مليون وفاة في السنوات الثلاث الماضية. يُعد الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، سواء لدى البشر أو الحيوانات أو النباتات، من العوامل الرئيسية التي تساهم في تطور مقاومة البكتيريا للأدوية.

تُعرّض مقاومة المضادات الحيوية العديد من مكاسب الطب الحديث للخطر، مما يجعل علاج العدوى أكثر صعوبة، ويزيد من مخاطر الإجراءات الطبية مثل الجراحة والعلاج الكيميائي للسرطان. وتُعتبر هناك أزمة عالمية في الحصول على المضادات الحيوية، حيث لا يكفي البحث والتطوير لمواجهة مستويات المقاومة المتزايدة.