عبر الجراح البريطاني ريتشارد فيللر، الذي عمل على معالجة المصابين في قطاع غزة خلال عدة مناسبات، عن قناعته بأن ما يجري هناك يشكل جرائم ضد الإنسانية. في تعليق له على تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" بتاريخ 14 نوفمبر، والذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم تهجير قسري، قال فيللر إنه لا يمكن أن يكون هناك شك في هذا الأمر، معتمدًا على تجربته الميدانية وشهادته المباشرة.
شهادات من قلب الميدان
في مقال نشره مؤخرًا، أشار فيللر إلى أنه عمل جراحًا في غزة خلال احتجاجات العودة عام 2018، حيث عالج العديد من المصابين بطلقات نارية. وأوضح أن معظم الحالات التي تعامل معها كانت لإصابات في عظام الساق الأمامية لدى رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، مشيرًا إلى أن هذه الإصابات كانت تهدف بشكل واضح إلى التسبب بإعاقات دائمة، وليس القتل، وهو ما اعتبره أسلوبًا متعمدًا لإحداث معاناة طويلة الأمد.
وأضاف فيللر أنه عاد إلى غزة مجددًا هذا العام، ووثق مشاهداته في كتابه الجديد "مسعف غزة: قصة جراح حرب 2024". ووفقًا لما ذكره، فإن أغلب الحالات التي عاينها كانت لأطفال ونساء وكبار السن، مؤكدًا أنه لم يشاهد أي مقاتلين أو أنفاق، ولكن رأى الكثير من العائلات تُفجع والكثير من الأطفال يتحولون إلى أيتام في لحظة.
تجربة شخصية وتأثير نفسي
أكد الجراح البريطاني أنه لا ينتمي لأي طرف سياسي، مشددًا على أن همه الوحيد كان دائمًا معالجة المرضى الذين أمامه. لكنه اعترف بأن التجربة تركت أثرًا نفسيًا عميقًا عليه، قائلاً:
"ما زلت أقضي ليالي بلا نوم بسبب ما شاهدته في غزة. ولو كنت سياسيًا، لشعرت بالخجل من عجزنا عن حل هذه الأزمة التي تمثل واحدة من أكثر القضايا مأساوية في عصرنا الحديث."
رسالة للعالم
اختتم فيللر كلمته بتوجيه الشكر لكل من يسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى عدم تجاهل هذه الكارثة الإنسانية، التي يراها واحدة من أكبر التحديات الأخلاقية في العالم الحديث.
0 تعليق