سجل محمد صلاح هدفين في الشوط الثاني أمام ساوثهامبتون، ليقود ليفربول إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي، حيث بذل الريدز جهدًا كبيرًا للفوز على متذيل الترتيب.

وتعد هذه أول مباراة خارج ملعب "أنفيلد" في الدوري الإنجليزي الممتاز، يسجل فيها الريدز أولاً، ثم يتأخر، ثم يعود من التأخر ليفوز، وذلك منذ يناير/ كانون الثاني 2016، في فوزه (5-4) على نورويتش سيتي تحت قيادة يورغن كلوب.

وفاز أرني سلوت بـ10 من أصل 12 مباراة خاضها في الدوري الإنجليزي الممتاز في قيادة الفريق الأحمر (تعادل 1 وخسر 1)، وهو أسرع رقم يصل إليه أي مدرب في عدد الانتصارات منذ بداية مسيرته في المسابقة، بالتساوي مع غوس هيدينك وكارلو أنشيلوتي.

هزة دفاعية عابرة أم بداية مشكلة؟

دخل ليفربول المباراة وهو صاحب أفضل سجل دفاعي خلال الجزء الأول من الموسم، حيث استقبل 6 أهداف فقط، لكنه اليوم بدا وكأنه ظل للهيكل الدفاعي الصلب الذي نفذه سلوت بعد قدومه، بسبب اهتزاز مستوى الثنائي فيرجيل فان ديك وإبراهيما كوناتي.

أدى قرار فان ديك المجنون بمحاولة تمرير الكرة بكعب القدم في دائرة المنتصف مباشرة إلى ركلة الجزاء، كانت لمسة غير ضرورة وبلا مبالاة من المدافع الهولندي.

المثير للقلق أن الاهتزاز الدفاعي لليفربول جاء أمام فريق سجل سبعة أهداف فقط قبل مباراة اليوم، وأمام ليفربول سجل هدفين.

ويجب الإشادة باختيار  المهاجم بول أونواتشو الذي كان مفاجئًا وناجحًا من قبل مدرب ساوثهامبتون راسل مارتن، حيث استخدم اللاعب قوته وطول قامته لزعزعة استقرار الثنائي الدفاعي لليفربول.

هل يستطيع ليفربول تحمل خسارة صلاح؟

هناك حقيقة رقمية تقول إن محمد صلاح شارك بشكل مباشر في 67% من أهداف ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم 2024-25، من خلال المساهمة في 16 هدفًا من أصل 24 هدفًا سجلها النادي، ما يعني أن ذهابه سينعكس سلبًا ويؤدي لانهيار النادي.

وتعد هذه أعلى نسبة مساهمة للاعب لأي فريق في أي درجة من الدوريات الإنجليزية لهذا الموسم. فقط الأسطورة مات لو تيسيه أسهم في أهداف أكثر من نجم مصر في تاريخ الدوري الممتاز، وذلك مع ساوثهامبتون في موسم 1993-94، حيث أسهم في 34 هدفًا من أصل 49 هدفًا أي بنسبة 69% من أهداف فريقه.

وأصبح صلاح أول لاعب يسجل في خمس مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز مع الريدز، منذ رقمه هو نفسه في أكتوبر 2021 (حين سجل في 7 مباريات متتالية). وكان هدف المصري الثاني اليوم، هو الهدف رقم 100 له خارج ملعب "أنفيلد" مع ليفربول في جميع المسابقات.

محمد صلاح برع في الهدف الأول في توقيت انطلاقته خلف كايل ووكر بيترز بشكل مثالي، وانطلق مسرعًا في توقيت لعب رايان غرافينبيرش الكرة، وكان بمقدوره أن يصل للهاتريك لولا كرة في القائم.

تحركات صلاح ولمساته في الخريطة أعلاه، كما تعبر عن الشيء الذي يُميزه في فكرة اللعب في المساحة بين الظهير والمدافع بالطريقة التي يحبها.

الأخطاء الفردية كلفت ساوثهامبتون أفضل مبارياته

خسر ساوثهامبتون 10 من أصل 12 مباراة خاضها في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (فاز 1 وتعادل 1)، وهو أسرع رقم يصل إليه "القديسون" في موسم الدوري على الإطلاق في عدد الهزائم.

كما أن الفريق العائد إلى البريميرليغ، هو الفريق الثامن على الإطلاق الذي يخسر 10 أو أكثر من مبارياته الـ12 الأولى في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز.

ساوثهامبتون بقيادة راسيل مارتن يعتمد على وضع لاعب وسط دفاعي، وهو اللاعب فلاين داونز كليبرو في دفاع ثلاثي لمحاولة بناء الهجمات من الخلف، لكنه دفع ثمن أسلوبه في محاولة بناء اللعب من الخلف في هدف ليفربول الأول، ومن ثم عدل أسلوبه.

ساوثهامبتون عادة ما يعاني من هذه الطريقة، فقد تسبب لاعبوه في 8 أخطاء أدت مباشرة إلى أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهو أكبر عدد من الأخطاء بين الفرق.

فلاين داونز نفسه هو الذي أخطأ في الهدف الأول لليفربول، فلم يكن من المفترض أن يشتت الكرة بهذا الشكل وفي منتصف الملعب، بل كان من المفترض أن تخرج الكرة على الجانب.

ساوثامبتون خسر بسبب الأخطاء الفردية فقط، فبخلاف أخطاء داونز، فالحارس مكارثي يتحمل مسؤولية هدفين، وهدف صلاح الأول يعبر عن بطء شديد للحارس في الخروج والتعامل مع الكرة، ويسأل أيضًا عن الهدف الأول.