ساكنة "واويزغت" تتطلع إلى التنمية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قلب جبال الأطلس، تتربع جماعة واويزغت، حاملة إرثا طويلا من النضال ضد الاستعمار، بيْد أن أمجاد الماضي لم تشفع لأبناء المنطقة الذين يعانون اليوم من واقع تنموي متدهور يفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية. فرغم المؤهلات الطبيعية، تبقى واويزغت حبيسة دائرة التهميش، ما دفع السكان إلى الاحتجاج بشكل متكرر مطالبين بتحسين أوضاعهم التي ما عادت تحتمل التأجيل.

مطالب أساسية

في خطوة احتجاجية، خرج العشرات من سكان واويزغت، أخيرا، في مسيرة غاضبة للتعبير عن استيائهم المتزايد من تردي الخدمات وسيادة الفوضى والعبث في جميع المجالات، كما نظم عدد من أهالي دوار آيت شريبو مسيرة احتجاجية للمطالبة بتوفير مدرسة لأبنائهم وتحسين الطريق الرابطة بينهم وبين العالم الخارجي. يروي أحد الآباء بحسرة: “أطفالنا يعانون للوصول إلى مدارسهم، كل ما نريده هو حقهم في تعليم مناسب دون عناء.”

يأتي هذا المطلب ضمن سلسلة من المطالب التي يكررها السكان، لا سيما بعد تدهور الخدمات الأساسية بشكل مقلق، إذ تعاني الجماعة من ضعف المشاريع التنموية وسوء أوضاع البنية التحتية، بالإضافة إلى غياب خدمات صحية ملائمة، مما يزيد من معاناة السكان ويخلق حالة من الاستياء العارم.

البنية والصحة

كانت فعاليات محلية من واويزغت أكدت في بيان مشترك أن الخدمات الأساسية تتدهور بشكل ملحوظ، حيث يعاني السكان من شح كبير في توفير البنية التحتية الأساسية مثل تبليط الأزقة وتنفيذ مشروع الصرف الصحي، بالإضافة إلى انقطاع متكرر للمياه، ونقص الأطباء بالمستشفى، ومشكلات بيئية وصحية بسبب النفايات العادمة وروائح الصرف الصحي.

وضمن تصريح لهسبريس حول هذا الوضع، قال لحسن أكرام، عضو المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “مشروع الصرف الصحي لم يحقق أهدافه؛ فكثير من الدواوير لا تتوفر على شبكة للصرف الصحي، مما يؤدي إلى توجيه المياه العادمة نحو بحيرة بين الويدان، وهو ما يخلق مشكلة بيئية خطيرة.”

وأضاف أكرّام أن “عملية جمع النفايات الصلبة غير ملائمة؛ فالشاحنة المخصصة لجمعها ليست مصممة لذلك، والمطرح الحالي يشكل إزعاجا للسكان، ويقترب من البحيرة ويبدو عشوائيا في غياب حلول مناسبة”. كما أكد أن محطة معالجة المياه تنبعث منها روائح كريهة نتيجة عدم احترام دفتر التحملات البيئية، مما يؤثر سلبا على صحة قاطني التجمعات السكنية المجاورة.

انتظارات الشباب

يعاني الشباب في واويزغت، شأنهم شأن الكبار، من غياب أي أفق للتنمية، في ظل عدم وجود مشاريع سياحية، أو مرافق ترفيهية، أو مصانع توفر فرص عمل. يقول يوسف، أحد شباب المنطقة العاطلين: “نحن نعيش وسط حالة من الانتظار القاتل، فلا توجد أي فرص تنموية تساعدنا على بناء مستقبلنا”. هذه المعاناة تترافق مع غياب مساحات خضراء، وانتشار المخدرات بين الشباب وافتقارهم لأدنى وسائل الترفيه أو التوجيه الاجتماعي.

أمام هذا الواقع، يدعو النشطاء إلى إعادة النظر في سياسات التنمية المتبعة، مع التركيز على حماية البيئة المحلية من آثار التلوث، وحاجة المنطقة إلى مشاريع تنموية صديقة للبيئة. ويقترح لحسن أكرام القيام بحملة تشجير واسعة للحد من التلوث وعوامل التعرية، فضلا عن بناء سد تلي في آيت شريبو لمكافحة الفيضانات، كما يرى ضرورة استكمال مشروع حوض أم الربيع، وبناء أودية لحماية الجماعة من المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق