افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل أبوابه رسمياً، كأول مركز مختصّ بفنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، متخذاً من منطقة الدرعية التاريخية المسجّلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي موقعاً له.

تأتي هذه المبادرة بالتعاون بين وزارة الثقافة وهيئة المتاحف وشركة الدرعية، بهدف إثراء المشهد العالمي لفنون الوسائط الجديدة، عبر تقديم وجوه إبداعية من المنطقة، تجمع بين الفن والتكنولوجيا والابتكار.

تجاوز حدود الإبداع

يشهد المركز معارض فريدة ومبادرات تفاعلية مع الجمهور، مع التركيز على تمكين الفنانين والباحثين والمختصّين في التكنولوجيا من داخل المنطقة وخارجها، في بيئة إبداعية مجهّزة بأحدث المختبرات والاستوديوهات الرقمية ومساحات العرض المبتكرة.

من جهته، قال الدكتور هيثم نوّار، مدير مركز الدرعية لفنون المستقبل: "يمثّل المركز منعطفاً في السردية القائمة حول فنون الوسائط الجديدة، كونه يخرج بالمرئيات والتصوّرات الإقليمية إلى منابر الحوار العالمية".

وأكد أن "المركز سيتجاوز حدود الإبداع المتعارف عليها نحو آفاق جديدة، وسيقدّم للعالم مساحة للابتكار والنقد الفني البنّاء عند تقاطع الفن والعلوم والتكنولوجيا".

وبالتزامن مع تدشين مركز الدرعية لفنون المستقبل، انطلق معرضه الأوّل بعنوان "ينبغي للفنّ أن يكون اصطناعياً: آفاق الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية"، الذي يستكشف تاريخ فن الحاسوب منذ نشأته في ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، من خلال أعمال فنية متنوعة تحمل توقيع أكثر من 30 فناناً إقليمياً وعالمياً. ويستمر حتى 15 فبراير 2025.

كما يطلق المركز "برنامج الفنانين الناشئين" في مجال فنون الوسائط الجديدة، بالتعاون مع الاستوديو الوطني للفن المعاصر - لوفرينوا في فرنسا. ويمتد لعام كامل، ويقدّم دعماً للفنانين الناشئين بالمعدّات المتطوّرة والتوجيه والتمويل اللازم، لإبداع أعمال متعدّدة التخصّصات.

كما أعلن المركز عن برنامج "مزرعة" للإقامة الفنية المخصّص لفناني الوسائط الرقمية، الذي سيستمر من فبراير حتى أبريل 2025. ويهدف إلى استكشاف العلاقة بين الطبيعة والتكنولوجيا والمجتمع من خلال موارد المركز.

يجسّد مركز الدرعية لفنون المستقبل رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الابتكار، والتعاون العالمي، وترسيخ مكانة المملكة كوجهة رائدة في الاقتصاد الإبداعي العالمي.

يذكر أن مركز الدرعية لفنون المستقبل يقع في قلب منطقة الدرعية التاريخية، المسجّلة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

تأسس المركز بمبادرة من وزارة الثقافة السعودية، ليكون أول مركز يُعنى بفنون الوسائط الجديدة والفنون الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وويسهم في إثراء المشهد الفني في المملكة، وتعزيز مكانتها كوُجهة عالمية لفنون الوسائط الجديدة والرقمية.