في إطار الحديث عن حجم احتياطيات واعدة، يتساءل الكثيرون: أين يوجد النفط في الأردن؟ ولا سيما مع استمرار اعتماد عمّان على الاستيراد لسد الاحتياجات المحلية المتزايدة من الخام.
ويتطلّب تجديد احتياطيات النفط في الأردن جذب المزيد من الشركات العالمية للاستثمار في حفر آبار استكشافية بـ11 منطقة يُحتمل احتواؤها على احتياطيات نفطية وغازية هائلة، منها منطقتان للتطوير، وهما منطقتا حقل حمزة والسرحان، بهدف تعزيز إنتاج الخام في المملكة وخفض فاتورة الاستيراد.
وتجيب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خلال التقرير، عن التساؤل: أين يوجد النفط في الأردن؟ بالإضافة إلى حجم الاحتياطيات المتوقعة، من خلال استعراض أبرز المعلومات عن هذه المناطق الاستكشافية بالمملكة، اعتمادًا على بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.
وتُظهر البيانات الرسمية أن الحكومة الأردنية تُعوّل كثيرًا على جهود التنقيب وتطوير الحقول لتحسين إنتاج النفط محليًا، ومع تنوع المواقع والمكامن النفطية في مناطق مثل البحر الميت وحقل حمزة، تسعى المملكة لاستثمار مواردها بكفاءة، مع تعزيز استعمال التقنيات الحديثة لتحقيق الاستدامة في قطاع النفط.
وفي سياق متصل، حُفِرَت، العام الماضي 2023، بئران بمنطقتي السرحان والجفر، كما وُقِّعَت اتفاقية حفر وخدمات مع شركة أدنوك الإماراتية لحفر آبار جديدة في حقل حمزة وتطويره، بهدف زيادة معدل إنتاجه.
إنتاج الأردن من النفط
سجّل إنتاج الأردن من النفط تراجعًا خلال العام الماضي، على أساس سنوي، بحسب البيانات الواردة بالتقرير السنوي لوزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.
وللعام الثاني، تواصل هبوط إنتاج النفط في الأردن خلال عام (2023) إلى 94 ألفًا و988 برميلًا، مقارنة بنحو 94 ألفًا و675 برميلًا، في عام 2022، الذي سجّل الإنتاج خلاله تراجعًا مقارنة بإنتاج عام 2021، البالغ 107 آلاف و88 برميلًا.
الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض إنتاج النفط والغاز في الأردن خلال المدة من 2018 إلى 2023:
وأظهرت البيانات الرسمية تراجع معدل إنتاج حقل حمزة، المنتج الوحيد للنفط في المملكة، في عام 2023، إلى نحو 200 برميل من النفط يوميًا، مقابل 300 برميل يوميًا في عام 2022.
وتشكّل واردات الأردن من النفط نحو 90% من إجمالي الطلب على الوقود، ولا سيما من العراق الذي يُصدّر إليه 15 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، تُمثّل نحو 7% من احتياجات السوق الأردنية.
وضمن مساعي الأردن لتحقيق أمن الطاقة، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، تُخطط عمّان لتطوير عدة حقول جديدة، بالإضافة إلى حقل حمزة، مستهدفةً زيادة إنتاجها النفطي، ويُتوقع إعلان التوصل إلى احتياطيات نفطية جديدة خلال المرحلة المقبلة، مع تواصل أعمال التطوير.
يُشار إلى أن عام 2022 شهد إطلاق وزارة الطاقة الأردنية البرنامج الوطني للتنقيب عن النفط والغاز، تماشيًا مع رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن.
احتياطيات حقل حمزة
تشير التقديرات إلى أن احتياطيات حقل حمزة تتراوح ما بين 19 و22 مليون برميل من النفط الخام، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة عن مناطق النفط في الأردن.
وبلغ الإنتاج التراكمي للحقل النفطي، حتى عام 2020، نحو 900 ألف برميل، بمقدار كثافة 32، وفق مقاييس معهد النفط الأميركي، استخرجت من مكمني شعيب والحمر، على عمق يصل إلى نحو 3 آلاف متر.
ويقع حقل حمزة التطويري في شرق الأردن، ويمتد على مساحة 363 كيلومترًا مربعًا، ويحتوي على 19 بئرًا، منها 4 آبار منتجة اكتشافه منذ عام 1983.
أماكن وجود النفط في الأردن
في سياق متصل حول سؤال: أين يوجد النفط في الأردن؟ أُجريت مسوحات زلزالية ثنائية الأبعاد بطول 1.040 كيلومترًا، ومسوحات ثلاثية الأبعاد على مساحة 298 كيلومترًا مربعًا لاستكشاف المزيد من المكامن النفطية.
وفي مايو/أيار 2020، وقّعت وزارة الطاقة الأردنية اتفاقية لتطبيق تقنية الضخ بالمضخات الغاطسة بهدف زيادة الإنتاج، وفي يوليو/تموز 2021، دُشنت عملية إعادة تأهيل الحقل.
ويجري العمل على حفر 3 آبار جديدة وتطوير نموذج ديناميكي لتحليل البيانات والاحتياطيات، بهدف رفع الإنتاج إلى 2000 برميل يوميًا، إذ أظهرت نتائج الزيارة التفقدية التي أجراها وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة، في أبريل/نيسان (2024)، مؤشرات بقرب الوصول إلى كميات كبيرة من الخام، في البئر 18، والبئر 19، ما سيُنعش احتياطيات المملكة من النفط.
منطقة الأزرق
تقع منطقة الأزرق شرق العاصمة عمّان، وتبلغ مساحتها نحو 6 آلاف و311 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي المنطقة على 6 آبار.
وحُدّد أين يوجد النفط في الأردن بمنطقة الأزرق في المكامن النفطية الموجودة في تكويني وادي السير وناعور، إذ نُفّذت مسوحات زلزالية بطول 1.256 كيلومترًا لتحديد مواقع النفط، التي تتركز في مناطق مثل دبيديب والكرنب وماعين وشعين والحمر.
البحر الميت
تمثّل منطقة البحر الميت الواقعة غرب المملكة إحدى أهم المناطق الاستكشافية، وتبلغ مساحتها 10 آلاف و841 كيلومترًا مربعًا، وتضم 20 بئرًا نفطيًا.
وتجيب المسوحات الثنائية الأبعاد التي أُجريت بطول 800 كيلومتر، والمسوحات ثلاثية الأبعاد على مساحة 75 كيلومترًا مربعًا، عن تساؤل: أين يوجد النفط في الأردن؟ إذ توجد مكامن نفطية محتملة في تكويني الكرنب وسالب، بالإضافة إلى وجود الغاز في تكوين غارب.
منطقة شرق الصفاوي
تقع منطقة شرق الصفاوي شرق الأردن، وتبلغ مساحتها 9 آلاف و643 كيلومترًا مربعًا، وفق بيانات قطاع النفط والغاز الأردني لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتحتوي المنطقة على 4 آبار، تعمل بها شركة البترول الوطنية بموجب اتفاقية مشاركة إنتاج مُوقعة منذ عام 2014.
وأُجريت مسوحات زلزالية ثنائية الأبعاد بطول 3.002 كيلومترًا لرصد أين يوجد النفط في الأردن وتحديد المواقع النفطية بالمنطقة، التي تمركزت في مكامن دبيديب والكرنب وماعين.
المرتفعات الشمالية
تمتد منطقة المرتفعات الشمالية على مساحة 7 آلاف و908 كيلومترات مربعة شمال الأردن، وفق البيانات المتوفرة لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتضم المنطقة 7 آبار أظهرت آثارًا للنفط، وتشير المسوحات الزلزالية ثلاثية الأبعاد التي أُجريت على مساحة 1.106 كيلومترًا مربعًا، إلى وجود مكامن نفطية في تكويني الكرنب وماعين، في إطار تحديد أين يوجد النفط في الأردن.
منطقة بترا
تمتد منطقة بترا، الواقعة غرب الأردن، على مساحة 7 آلاف و822 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي على 3 آبار.
وتشير البيانات إلى أن تكوين المدورة يملك إجابة مهمة عن سؤال: أين يوجد النفط في الأردن؟ إذ يمثل المصدر الرئيس المتوقع للخام بمنطقة بترا.
منطقة رم
تقع منطقة رم جنوب المملكة على مساحة 8 آلاف و779 كيلومترًا مربعًا وتضم 5 آبار، وفق معلومات قطاع النفط الأردني التي نقلتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتظهر المسوحات الزلزالية الثنائية الأبعاد التي أُجريت بطول 209 كيلومترات، أن تكوين المدورة الصخري يعد مصدرًا أساسيًا للنفط في المنطقة.
منطقة السرحان
تغطي منطقة السرحان، الواقعة جنوب شرق الأردن، مساحة تبلغ نحو 7 آلاف و970 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي على 3 آبار.
وبهدف الوصول إلى أين يوجد النفط في الأردن بمنطقة السرحان، أُجريت مسوحات زلزالية بطول 2419 كيلومترًا لتحديد مواقع الخام، التي تركزت في مكامن دبيديب والكرنب.
وفي مايو/أيار 2022، أطلق وزير الطاقة الأردني صالح الخرابشة، مشروع استكشاف النفط في بئر السرحان التي امتدت عمليات الحفر بها إلى عمق يتراوح ما بين 1400 و1750 مترًا.
وحُدد موقع البئر بعد دراسة مستفيضة للمنطقة استندت إلى معلومات المسح الزلزالي ثلاثي الابعاد، التي حُلّلت لتحديد مناطق الأنهار الجليدية التي تعرضت لها المنطقة قبل ملايين السنين، ضمن جهود التوصل إلى أين يوجد النفط في الأردن؟
منطقة السرحان التطويرية
تضم منطقة سرحان التطويرية 9 آبار، إذ رُصد فيها وجود للنفط، وفقًا لما نقلته وحدة أبحاث الطاقة، التابعة لمنصة الطاقة المتخصصة، عن مناطق النفط في الأردن.
وأسهمت المسوحات الزلزالية ثنائية الأبعاد بطول 327 كيلومترًا، والمسوحات ثلاثية الأبعاد على مساحة 217 كيلومترًا مربعًا، في تحديد أين يوجد النفط في الأردن بالمكامن النفطية الواعدة في منطقة السرحان التطويرية.
وفي إطار الإجابة عن التساؤل: أين يوجد النفط في الأردن؟ عُولجت المعلومات الزلزالية ثلاثية الأبعاد لمنطقة السرحان التطويرية، ووُقعت مذكرة تفاهم مع شركة المجرة للصخر النفطي والموارد الطبيعية لاستغلال الصخر النفطي في منطقة اللجون.
منطقة غرب الصفاوي
تقع منطقة غرب الصفاوي شرق الأردن، وتمتد على مساحة 7 آلاف و695 كيلومترًا مربعًا، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة الأردنية.
وتضم المنطقة 11 بئرًا، وتتوافر لها مسوحات زلزالية ثنائية الأبعاد بطول 235 كيلومترًا لتحديد أين يوجد النفط في الأردن بمنطقة غرب الصفاوي، والتوصل إلى مواقع النفط بالمكامن.
منطقة الجفر
في سياق المسح "أين يوجد النفط في الأردن؟"، تمتد منطقة الجفر، الواقعة جنوب شرق المملكة، على مساحة 10 آلاف و662 كيلومترًا مربعًا.
وتحوي المنطقة 7 آبار، وتشير بيانات المسوحات زلزالية ثنائية الأبعاد بطول 2118 كيلومترًا، إلى وجود مكامن نفطية واعدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- خريطة المناطق الاستكشافية بقطاع النفط الأردني من وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.
- إنتاج النفط في الأردن خلال عام (2023) من وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.
- مستجدات تطوير حقل حمزة النفطي من وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.
- تدشين مشروع استكشاف النفط في بئر السرحان من شركة البترول الوطنية.
0 تعليق