عانى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من أول استقالة من حكومته اليوم الجمعة عندما استقالت وزيرة النقل لويز هاي بعد ساعات من ظهور إدانتها بجريمة احتيال تتعلق بالهاتف قبل عقد من الزمن.

ويمثل الرحيل ضربة لرئيس الوزراء البريطاني، الذي تعرض لسلسلة من الانتكاسات منذ فوز حزب العمال في الانتخابات في يوليو/تموز، لكن السرعة التي استقالت بها لويز هاي تشير إلى أن داونينج ستريت يأمل في تقليل التداعيات السياسية.

بصفتها وزيرة النقل، أشرفت لويز هاي على إحدى سياسات حزب العمال الرئيسية المتمثلة في إعادة شبكة السكك الحديدية الخاصة المضطربة في بريطانيا إلى الملكية العامة، من خلال التشريع الذي أكمل مؤخرا إقراره في البرلمان.

جاءت استقالتها بعد تقارير من صحيفة تايمز أوف لندن مساء الخميس كشفت أنها اعترفت بالذنب في جريمة ارتكبت في عام 2013. في ذلك الوقت كانت تبلغ من العمر 24 عاما وتعمل لدى شركة التأمين أفيفا، عندما تعرضت للسرقة في لندن.

وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، قالت لويز هاي في خطاب استقالتها: “كانت التجربة مرعبة”، وأضافت: “في أعقاب ذلك مباشرة، أبلغت الشرطة بالحادثة، أعطيت الشرطة قائمة بممتلكاتي التي اعتقدت أنها مسروقة، بما في ذلك هاتف العمل الخاص بي".

وأضافت: “بعد مرور بعض الوقت، اكتشفت أن الهاتف المعني لا يزال في منزلي. كان ينبغي عليّ إبلاغ صاحب العمل على الفور، وكان عدم القيام بذلك على الفور خطأً".

وفي بيان منفصل قدمته قبل استقالتها، أوضحت هاي أنه بعد أن أعطاها صاحب العمل هاتفًا جديدًا، اكتشفت أن الهاتف المفقود لا يزال في منزلها، فقامت بتشغيله ولفت انتباه الشرطة، مما أدى إلى اعتقالها، وتم استدعاؤها للاستجواب.

قالت لويز هاي إنها، بناءً على نصيحة محاميها، اعترفت بالذنب عندما عُرضت القضية على محكمة جزئية في عام 2014 وحصلت على إبراء ذمة "أدنى نتيجة ممكنة".

وبعد ستة أشهر تم انتخابها لعضوية البرلمان للمرة الأولى، أخبرت لويز هاي رئيس الوزراء البريطاني بالقضية قبل أن تنضم إلى فريقه السياسي الأعلى في المعارضة في عام 2020، وفقا لتقارير وسائل الإعلام البريطانية. لكن هذه القضية لم تكن معروفة على نطاق واسع بين الناخبين.

وفي خطاب استقالتها الموجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني، قالت هاي، التي يُنظر إليها على أنها تنتمي إلى يسار حزب العمال، إن الأخبار المتعلقة بالقضية "ستكون حتما مصدر إلهاء عن إنجاز عمل هذه الحكومة".

وأضافت: "ما زلت ملتزمة تماما بمشروعنا السياسي، لكنني أعتقد الآن أنه سيتم تقديم أفضل خدمة له من خلال دعمي لك من خارج الحكومة".

تحرك داونينج ستريت بسرعة لاستبدال هاي بالنائبة الوسطية، هايدي ألكسندر، التي كانت وزيرة العدل.

خلال الفترة التي قضاها كزعيم لحزب العمال، اكتسب ستارمر سمعة القسوة بعد تطهير سلفه، جيريمي كوربين، وهو مشرع يساري متشدد. وبينما قاد ستارمر حزب العمال إلى الوسط السياسي، كان يُنظر إلى هاي، التي دعمت محاولة كوربين لقيادة الحزب في عام 2015، على أنها واحدة من حاملي راية اليسار الباقين على قيد الحياة.

وأشار الحلفاء إلى أن سبب رحيلها وهو إدانة بسيطة قبل أكثر من عقد من الزمن يضع حدا أدنى للوزراء الآخرين للاستقالة في المستقبل. كما أشادوا بالوزيرة، التي كانت أصغر عضو في مجلس الوزراء، باعتبارها وزيرة نقل نشطة وفعالة.

وفي يوم الجمعة، ردا على رحيل  هاي، كتب ستارمر قائلاً: “أعلم أنه لا يزال لديك مساهمة كبيرة يمكنك تقديمها في المستقبل”.

لكن قصر رسالته المكونة من ثلاث جمل يشير إلى أن رئيس الوزراء لم يكن مستعدا لاستثمار الكثير من دعمه السياسي في محاولة الاحتفاظ بها.

aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg

جزيرة ام اند امز