عبد الرحمن الشرقاوي صاحب "الأرض" و"الكلمة".. كيف أنصف الإسلام؟ - سعودي فايف

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم عبد الرحمن الشرقاوي صاحب "الأرض" و"الكلمة".. كيف أنصف الإسلام؟ - سعودي فايف

قدم الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي أعمالا أدبية نصرت الحق ورفعت رايته، أولت اهتماما للكلمة ومنحتها قدرها، وفي ذكرى يوم ميلاده، نتذكر كيف أنصفت مؤلفاته الإسلام، وبسطت سيّر الخلفاء.

في طفولته، اعتاد عبد الرحمن الشرقاوي أن يصحب والده في جلسات الاستماع للقرآن الكريم، وشرح قصص الأنبياء، والأحاديث النبوية، وكانت والدته تُحدثه عن "الحسين" وتروي عليه قصص القرآن، واعتاد أن يستقيظ من نومه في الطفولة على صوت والده يقرأ مدحًا للرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين.

من هو عبد الرحمن الشرقاوي؟

تبدو طفولة الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي مُعبرة عن المصير الذي اختاره لنفسه فيما بعد، فلقد عاش في القرية التي ولد بها في الدلاتون بمحافظة المنوفية في دلتا مصر في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1921، وتشرّب من حياة الريف التي ظلت تفاصيلها محفورة بداخله، ومن كُتاب القرية إلى المدارس التوجيهية، ثم إلى جامعة فؤاد الأول.

كانت غايته الدراسة في كلية الآداب، نظرا لميله نحو الشعر والأدب، ولكن والده أصر على المحاماة والقانون، فالتحق بكلية الحقوق تحقيقًا لرغبته، وفور تخرجه ترك القانون للأدب والشعر، "أحب القانون، لكنه فُرض عليّ".

ورغم ذلك لا ينسى عبد الرحمن الشرقاوي فضل دراسة القانون عليه، وكيف ساهمت في تشكيل وعيه عن الحرية والوطن، وأصقلت موهبته الشعرية والأدبية، فكان يقول "أستفدت جدًا من دراستها، ووجهتني إلى الصدق الكامل في التعبير وأن تكون الكلمة على قدر المعنى دون إطناب أو حشو.. وشكّل المنطق القانوني موقفي من الحرية"، فعاش الشرقاوي مدينَا للقانون باعتباره "أب"، حسب وصفه.

بدأ مشواره مع الكتابة من الصحافة، فالتحق عبد الرحمن الشرقاوي بمجلة "الطليعة"، ومجلة "البداية"، ومجلة "الفجر" وكانت من المجلات ذائعة الصيت قبل ثورة يوليو، وبعد الثورة، عمل في مجلة "الشعب" وجريدة "الجمهورية"، وجريدة "الأهرام"، كما تولى منصب رئاسة تحرير جريدة "روز اليوسف".


مؤلفات عبد الرحمن الشرقاوي

مع العمل بالصحافة، كان عبد الرحمن الشرقاوي مهمومًا بالأدب، ومُشبعا بالحياة الريفية فكان خير من رصد طبيعة حياة الفلاح في مصر، وصف مشاعره وتعلقه بالأرض، فكانت من أولى أعماله الروائية رواية "الأرض" عام 1954، التي تحولت إلى فيلم سينمائي قام ببطولته محمود المليجي، أخرجه يوسف شاهين.

وقدم عبد الرحمن الشرقاوي للمكتبة العربية مؤلفات جمعت بين الرواية والقصص والأعمال الشعرية المسرحية، ومن أهم روايات:

  • رواية "الفلاح" –1967
  • رواية "الشوارع الخلفية" – 1985
  • رواية "قلوب خالية" – 1956

مسرحيات عبد الرحمن الشرقاوي

بدأت رحلة عبد الرحمن الشرقاوي مع الكتابة من الشعر، ففي أثناء مرحلتي التوجيهية والجامعة كان يكتب الشعر المسرحي مقلدًا لأحمد شوقي- كما أوضح بنفسه- ثم اتجه للشعر الغنائي أي القصيدة، ولكنه سرعان ما عاد ثانية للشعر المسرحي.

اشتهرت له أعمال شعرية مسرحية مختلفة، منها ما تم تحويله إلى مسرحيات، أو أعمالا درامية، وأكثر ما انتشر من شعره المسرحي ما جاء في مسرحيته الشعرية "الحسين شهيدًا"، حين قال على لسان "الحُسين" في حواره لـ "الوليد":

أتعرف ما معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة في كلمة

دخول النار على كلمة

وقضاء الله هو الكلمة

...

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

يعتبر عبد الرحمن الشرقاوي من رواد المسرح الشعري في مصر بعد أحمد شوقي وعزيز أباظة، وتفرّد بإنجازه في المسرح الشعري، فكان يمزج بين المسرح والقصيدة الشعرية الدرامية، ومن أهم المسرحيات الشعرية التي قدمها:

  • "الفتى مهران" – 1965
  • "الحسين ثائرًا" – 1970
  • "مأساة جميلة" – 1959
  • "وطني عكا" – 1968
  • "صلاح الدين النسر الأحمر" – 1976
  • "عرابي زعيم الفلاحين"


كتابات عبد الرحمن الشرقاوي عن الإسلام

في مقدمة كتابه "محمد رسول الحرية"، أهدى عبد الرحمن الشرقاوي عمله الأدبي إلى والده، وكتب "إلى أبي الذي علمني حب محمد"، وأراد أن يخلد هذه المحبة في أعمال تنصف الإسلام، من الظلم الذي أوقعه المسلمون أنفسهم عليه- حسب قوله- فكرّس عددًا من كتاباته حول الرسول والخلفاء الراشدين.

شارك عبد الرحمن الشرقاوي مع الكاتب توفيق الحكيم والكاتب عبد الحميد جودة السحار في تأليف فيلم "الرسالة" عن رسالة الإسلام ونزول الوحي، كما ساهم في إثراء المكتبة الإسلامية بأعمال عن الخلفاء والأئمة، منها:

  • "علي إمام المتقين"
  • "الفاروق عُمر"
  • "أئمة الفقه التسعة"
  • "ابن تيمية – الفقيه المعذب"
  • "الصديق أول الخلفاء".

نال عبد الرحمن الشرقاوي جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فكان دوما صاحب "كلمة" أراد لها ان تكون على الحق وسعى أن تكون موصولة بالشباب، وتمنى للجيل الذي يليه ألا يُهدر هويته وأن يصون اللغة العربية، التي اعتقد أنها تقع تحت "المهانة" وتحتاج لنضال أجيال.

رحل عبد الرحمن الشرقاوي بعمر 66 عامًا، في 24 نوفمبر عام 1987.

aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg جزيرة ام اند امز US
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق