يعزز اكتشاف الغاز في الأردن التطلعات نحو تحقيق مزيد من التقدم بملف الطاقة في المملكة، التي تستورد ما يصل إلى 90% من احتياجاتها الطاقية من الخارج، وتسعى إلى خفض فاتورة الاستيراد مستقبلًا.
وفي هذا السياق، كشف خبير الغاز والهيدروجين المهندس وائل حامد عبدالمعطي، عن اعتقاده بأن حجم الاحتياطيات المكتشفة التي أُعلِنَت في حقل الريشة الأردني "ضخمة"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأوضح أنه إذا صحّت تقديرات حجم اكتشاف الغاز في الأردن بأنه يبلغ نحو 9.4 تريليون قدم مكعبة قياسية؛ فإن هذه الكميات بإمكانها أن تدعم احتياجات المملكة من الغاز الطبيعي لمدة تصل إلى نحو 60 عامًا.
وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في المملكة قد أشارت إلى دراسات غير نهائية، تحدثت عن إمكان اكتشاف الغاز في الأردن بكميات ضخمة، إذ تجري الوزارة أعمال تنقيب عن النفط والغاز في العديد من المناطق؛ منها حقل الريشة الغازي، المملوك لشركة البترول الوطنية.
اكتشاف الغاز في الأردن بحقل الريشة
قال خبير الغاز والهيدروجين المهندس وائل عبدالمعطي، إن أهمية اكتشاف الغاز في الأردن بحقل الريشة تكمن في تحقيق عدد من الأهداف؛ من بينها دعم احتياجات المملكة لنحو 5 أو 6 عقود، وجعلها في غير حاجة إلى استيراد الغاز الإسرائيلي تمامًا، بالإضافة إلى وقف استيراد الغاز المسال.
وكان الإعلان عن احتمالات الوصول إلى اكتشاف الغاز في الأردن بحقل الريشة، قد عزز تطلعات المملكة إلى إمكان التحول إلى دولة مصدرة للغاز بدلًا من أن تظل مستوردة له، خاصة مع الإعلان عن احتياطيات تقدر بنحو 10 تريليونات قدم مكعبة.
وكانت المتحدثة الإعلامية لوزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية ليندا النعيمات، قد أشارت إلى استمرار أعمال التنقيب عن النفط والغاز في مناطق عديدة، مؤكدة في الوقت نفسه عدم إمكان الحديث عن قدرات تصديرية حاليًا، إذ إن التطوير يحتاج سنوات للعمل.
ولفتت ليندا النعيمات إلى أن كميات الغاز المنتجة من حقل الريشة ربما تسد جزءًا من الاحتياجات المحلية فقط، وتسهم في مزيج الطاقة الكلي، وفق التصريحات التي نشرتها وزارة الطاقة وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت إن اكتشاف الغاز في الأردن داخل حقل الريشة يدعم قطاع الصناعة المحلي، إذ تدعم الوزارة القطاع بالغاز الطبيعي، بهدف خفض التكاليف التشغيلية، ودعم المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية، وزيادة فرص العمل.
وأشارت إلى ضرورة النظر إلى واقع قطاع الغاز في الأردن بنظرة إستراتيجية وشمولية، والتعامل بعقلانية مع سقف التوقعات في هذا الشأن الاقتصادي الحساس؛ ولا سيما مع انخفاض تكلفة استعماله بنسبة 30% مقارنة بالوقود الثقيل، و55% مقارنة بغاز النفط المسال، و60% مقارنة بالديزل.
حقل الريشة
يُعَد إنتاج حقل الريشة الأردني واحدًا من 4 مصادر تعتمد عليها المملكة للحصول على إمدادات الغاز الطبيعي، والتي تشمل الغاز المسال من العقبة، والغاز المصري عبر الأنابيب، وغاز الشمال عبر الأنابيب؛ لذلك فهو الحقل الوحيد المنتج في البلاد.
ويقع الحقل الغازي في شمال شرق المملكة على بُعد نحو 370 كيلومترًا من العاصمة عمّان، وهو مكتشف منذ عام 1985، في حين بدأ الإنتاج منه عام 1989، وتشغّله حاليًا شركة البترول الوطنية بموجب اتفاقية امتياز مع الحكومة.
وبحسب بيانات إنتاج النفط والغاز في الأردن لدى منصة الطاقة المتخصصة؛ فقد بلغ إنتاج الحقل خلال العام الماضي (2023)، نحو 40 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، في حين تخطط المملكة لتطوير احتياطياته، بحفر 18 بئرًا جديدة على مدى العامين المقبلين.
يشار إلى أن الغاز الطبيعي كان قد أسهم بنحو 61.1% من إجمالي إنتاج الكهرباء المنتجة في الأردن خلال العام الماضي (2023)، بنسبة تراجع بلغت 68% عن عام 2022، إذ بلغت كميات الغاز المستهلكة في محطات الكهرباء خلال العام الماضي نحو 315 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتستهدف المملكة تنفيذ برنامج لحفر 8 آبار خلال العام الجاري (2024)؛ منها 4 تحفرها الشركة الكويتية للحفر، و4 تحفرها شركة البترول الوطنية، و10 آبار أخرى ستنفذ خلال العام المقبل (2025)؛ منها 6 ستنفذها الشركة الكويتية للحفر، و4 بوساطة شركة البترول الوطنية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق