عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم نظرية الهيمنة والمصالح الأمريكية العارية - سعودي فايف
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
لم يكن نظام توازن القوى مستقراً في أي عصر من العصور التاريخية. بل سيطرت أو هيمنت كيان ودولة من أجل تحقيق الاستقرار. بعبارة أخرى كان من الضروري أن يهيمن كيان ما من أجل استدامة النظام في النظام الدولي. وواحدة من أقدم الأمثلة على ذلك هي مدينة إسبرطة اليونانية التي هيمنت على شبه الجزيرة اليونانية عام 404 قبل الميلاد.
وتشير الهيمنة إلى هيمنة نظام مشترك من الأفكار والقيم والأخلاق داخل مجتمع ما خلال فترة تاريخية معينة. وقد تطور مفهوم الهيمنة وتطبيقاته حتى أصبح نظرية سياسية حظيت بمكانة في الفكر السياسي الغربي منذ القرن التاسع عشر. وقد تأسست فرضيات تلك النظرية منذ منظرها الأول الإيطالي " أنطونيو جرامشي" ( ١٨٩١- ١٩٣٧) على أن الهيمنة تشير إلى هيمنة فاعل اجتماعي أو مجموعة على أنها النظام الطبيعي للأشياء. ومن ثم استخدم "جرامشي" مصطلح الهيمنة المرتبط به لتحديد الفاعل أو المجموعة أو الطبقة أو الدولة التي تمارس القوة المهيمنة أو المسؤولة عن نشر الأفكار المهيمنة.
ثم تطورت فرضيات النظرية لتصبح القوة المهيمنة ضرورية لتطوير ودعم نظام سياسي واقتصادي دولي مستقر. وقد تم تطوير النظرية في السبعينيات من قبل "روبرت غيلبين" و"ستيفن د. كراسنر" وآخرين.
وتضحد نظرية الهيمنة مقولات توازن القوى الدولي وإمكانية وجود أكثر من فاعل أو قوى دولية في النظام الدولي إذ سيظل هناك صراع حتى تهيمن إحداها على الأخرى. وكان هذا السلوك السياسي الدولي في القرن العشرين يتم من خلال الردع بالسلاح، وبصفة خاصة القوة النووية.
ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي في مطلع القرن الحادي والعشرين وبروز فاعل دولي واحد متمثل في الولايات المتحدة الامريكية هيمنت مجموعة من الأفكار السياسية والاقتصادية على العالم تدور حول سيادة الرأسمالية الليبرالية والحرية السياسية والتعددية الفكرية واحترام حقوق الإنسان. وقد ظن المجتمع الدولي أن الأمر استقر لهذه الأفكار، إلا أنه ما لبث أن ظهرت المصالح العارية من خلف تلك الأفكار وهي ضرورة أن تهيمن تلك الأفكار على العالم بأسره حتى تتحقق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد عبر الرئيس المنتخب الفائز " دونالد ترامب" منذ بداية حملته الانتخابية منذ عدة أشهر عن مفهوم الهيمنة في تصريحاته حول الصين، حيث أشار إلى أنه من أجل الحفاظ على قدرة الولايات المتحدة التنافسية في مواجهة الهجوم الصيني، يتعين على الولايات المتحدة أن تظل المكان الأفضل في العالم للاستثمار والإبداع وممارسة الأعمال التجارية. وبينما تسعى الصين إلى تقويض القوة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، يجب على واشنطن أن ترد الجميل - كما فعلت خلال الحرب الباردة، عندما عملت على إضعاف الاقتصاد السوفييتي.
في الواقع، فإن واشنطن تسعى إلى الهيمنة من خلال فصل اقتصادها عن اقتصاد الصين. وقد بدأ ترامب سياسة الأمر الواقع المتمثلة في الفصل من خلال فرض تعريفات جمركية أعلى على حوالي نصف الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، مما ترك لبكين خيار استئناف التجارة الطبيعية إذا غيرت سلوكها. والآن – وبعد الفوز برئاسة الولايات المتحدة الامريكية – يعتبر "ترامب" في موقف مناسب للضغط بشكل أكبر، مع فرض تعريفة بنسبة 60% على البضائع الصينية، وفرض ضوابط أكثر صرامة على الصادرات على أي تكنولوجيا قد تكون مفيدة للصين.
0 تعليق