خريطة مشتعلة.. هل تحمل 2025 السلام إلى عالم لا يمل الحروب؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشهد العالم تحولات جيوسياسية غير مسبوقة، تقف فيه الخريطة الدولية في السنوات الأخيرة أمام تحديات كبيرة، مع مواصلة الصراعات العسكرية والنزاعات المسلحة والحروب الأهلية التأثير على الأمن الدولي.

وبالنظر إلى الصراعات المستمرة في أوكرانيا وغزة ولبنان، والتوترات المتزايدة في مناطق أخرى من العالم، تبرز تساؤلات كبيرة حول ما إذا كان عام 2025 قد يحمل في طياته فرصًا حقيقية للسلام أم أنه سيظل عامًا آخر من الحروب والعنف.

ووسط هذا التخبط العالمي، تبرز عودة الرئيس الأمريكي المنتخب مؤخرا دونالد ترامب إلى الساحة السياسية الأمريكية كعنصر آخر قد يساهم في تأجيج الأوضاع الدولية بشكل أو بآخر.

أوكرانيا.. حرب مفتوحة بين الشرق والغرب

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، يعيش العالم تحت وطأة صراع دامٍ باتت تبعاته تتجاوز حدود المنطقة. فالحرب التي اندلعت في أوكرانيا لم تعد مجرد صراع بين دولتين، بل تحولت إلى معركة جيوسياسية تشمل القوى الكبرى في العالم. روسيا، المدعومة من بعض الدول المناوئة للغرب، تواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يمد أوكرانيا بالأسلحة والدعم السياسي.

هذا النزاع، الذي أدى إلى مئات الآلاف من القتلى والمصابين، يهدد بتقويض الاستقرار العالمي على عدة مستويات. فمن جهة، يشكل تهديدًا للأمن الأوروبي ويدفع إلى إعادة تشكيل التحالفات العسكرية والاقتصادية. ومن جهة أخرى، يفتح المجال أمام تحديات جديدة أمام الدول التي كانت تسعى للحياد أو الاستقلالية في تحالفاتها الدولية.

وتشير الأوضاع في أوكرانيا إلى أن الحلول السلمية بعيدة المنال في ظل تعنت الأطراف المتورطة وإصرارهم على فرض أجندتهم السياسية. لكن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تمثل مفتاحا لوقف هذا الصراع الذي أثرت تداعياته على سلاسل الإمداد العالمي.

غزة.. العدوان يتواصل

على الجبهة الأخرى من العالم، وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط، يظل العدوان الإسرائيلي على غزة واحدًا من أبرز أزمات الشرق الأوسط. ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية واستهداف المدنيين، أصبح الوضع في غزة نقطة محورية في أي نقاش حول مستقبل المنطقة.

وأصبحت غزة محط أنظار العالم في سياق محاولات إحياء عملية السلام، والتي يبدو أنها أصبحت بعيدة المنال. فالعدوان الإسرائيلي المتكرر على القطاع يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.

وفي الوقت الذي تزداد فيه الضغوط على الحكومات والمؤسسات الدولية للبحث عن حلول سلمية، يظل الوضع على الأرض غير قابل للتسوية في الوقت الراهن. ومع تزايد الأزمة الإنسانية في غزة، تبرز ضرورة البحث عن حلول جذرية لمستقبل إقامة الدولة الفلسطينية، في وقت تتزايد فيه شراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

لبنان.. الأزمات تتراكم

وفي لبنان، تستمر الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في التأثير على حياة المواطنين، في ظل استقطاب سياسي حاد وغياب الحلول الداخلية. وزاد العدوان الإسرائيلي الوضع تعقيدا بعد استهداف بيروت وضاحيتها الجنوبية ومنطقة البقاع بشكل وحشي من قبل جيش الاحتلال.

وحتى بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز النفاذ قبل أسبوع، تتواصل الخروقات الإسرائيلية بحجة ملاحقة حزب الله.

ومنذ انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، لم يتمكن لبنان من التعافي تمامًا من تداعيات هذا الحادث، ولا يزال يعاني من أزمة سياسية معقدة بين القوى السياسية المختلفة.

وأدت الأزمة إلى انهيار كامل للنظام المالي اللبناني وتدهور مستوى المعيشة، في الوقت الذي لا تلوح فيه أية آفاق لحل هذه الأزمة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم حالة الفراغ الرئاسي في زيادة تعقيد الوضع الداخلي اللبناني.

عودة ترامب.. هل تنهي الصراعات الدولية؟

رغم أن ترامب قد غادر البيت الأبيض في 2021، فإن تأثيره السياسي لا يزال قائمًا، سواء على الصعيد الأمريكي أو على مستوى السياسة الدولية. فعودة ترامب إلى المنافسة على الرئاسة في انتخابات 2024 تثير العديد من التساؤلات حول سياسته الخارجية في حال فوزه مجددًا.

ومن المتوقع أن يسهم ترامب، حال فوزه، في إعادة النظر في سياسات أمريكا تجاه حلفائها وأعدائها على حد سواء. فتوجهاته التي تنحو للانعزالية قد تؤثر بشكل كبير على استقرار التحالفات الدولية، وربما تزيد من التوترات بين القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك بين الولايات المتحدة والصين.

هل تحمل 2025 السلام؟

في ظل هذه الظروف المشتعلة، يتساءل الكثيرون: هل يحمل عام 2025 السلام لعالم لا يمل الحروب؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون صعبة، إذ أن العديد من التحديات العميقة لا يمكن حلها بسهولة. إلا أنه من الممكن أن نشهد في المستقبل القريب بعض المحاولات الجادة لإيجاد حلول دبلوماسية في أوكرانيا وغزة ولبنان.

وعلى الرغم من الأوضاع المعقدة، قد تساهم التحولات السياسية في بعض البلدان الكبرى، بما في ذلك انتخابات الولايات المتحدة، في خلق فرص لتسوية النزاعات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق