في اعتراف غير مباشر يعدّ الأول من نوعه، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية إسرائيل عن تفجير أجهزة النداء الآلي "البيجر" التي يستخدمها حزب الله اللبناني. وجاء هذا الاعتراف ضمنيًّا في تصريحات لنتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، حيث أشار إلى وجود اعتراضات داخل جهاز الأمن الإسرائيلي على تنفيذ هذه العملية، مما يعزز التكهنات حول تورط الموساد في زرع متفجرات داخل أجهزة الاتصالات قبل وصولها إلى حزب الله.
تفاصيل العملية ودور الموساد في زرع المتفجرات
بحسب مصادر إعلامية، يُعتقد أن جهاز الموساد قام بزرع مواد متفجرة في آلاف أجهزة "البيجر" وأجهزة الاتصال اللاسلكية الأخرى التي كانت موجهة لعناصر حزب الله. وفي سبتمبر الماضي، انفجرت هذه الأجهزة بشكل متزامن، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة الآلاف، في عملية وُصفت بالدقيقة والمعقدة، وتهدف إلى شل قدرات التواصل بين أفراد حزب الله، والتقليل من قدرتهم على التنسيق والتنظيم.
واعتبر محللون أن استهداف شبكة الاتصال التابعة للحزب يشير إلى استراتيجية متقدمة لإسرائيل في الحرب الإلكترونية والاستخباراتية، حيث تهدف لزعزعة قدرات حزب الله على التخطيط والتواصل، وبالتالي إضعاف بنيته التنظيمية.
خلافات داخلية في إسرائيل حول العمليات ضد حزب الله
أشار نتنياهو إلى وجود اعتراضات داخل جهاز الأمن وبعض المستويات السياسية بشأن العملية التي استهدفت أجهزة الاتصالات، لاعتبارات أمنية وسياسية. وكشف أن معارضة مشابهة ظهرت بشأن مهام أخرى، مثل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله واجتياح مناطق في جنوب قطاع غزة، مرجعًا بعض التحفظات إلى عدم التعاون الكامل من الولايات المتحدة في بعض المهام الحساسة.
التوتر المتصاعد: اتهامات متبادلة بين نتنياهو و"عناصر داخلية"
ضمن خطابه، اتهم نتنياهو "عناصر داخلية وخارجية" بنشر معلومات مضللة حول المفاوضات الجارية بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، متهماً حركة حماس بتشديد موقفها منذ إعدام ستة رهائن في نفق برفح في أغسطس الماضي. وأشار نتنياهو إلى أن هذه المعلومات غير الصحيحة تهدف إلى تشويه صورة إسرائيل في هذا الملف الحساس.
واتهم نتنياهو تلك العناصر بمحاولة التأثير على السياسة العامة إزاء التعامل مع الأزمة في غزة، وزعم أن حماس تستخدم ملف الرهائن كأداة ضغط في مفاوضاتها مع إسرائيل، مما يعقد الوضع أكثر.
تصعيد مستمر على جبهات متعددة
يأتي الاعتراف الإسرائيلي الضمني بعد تصاعد غير مسبوق في التوترات الإقليمية، حيث تستمر الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله في ظل توتر عسكري متزايد على الحدود الشمالية. وقد سعت إسرائيل في السنوات الأخيرة إلى تدمير أو تعطيل شبكات الاتصال والبنى التحتية العسكرية للحزب، سواء عبر العمليات المباشرة أو الهجمات الاستخباراتية.
المستقبل القريب: هل يتجه الصراع إلى مواجهة أوسع؟
يشير هذا التطور إلى احتمال تصعيد خطير بين إسرائيل وحزب الله، خاصة مع استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات استخباراتية وعسكرية تستهدف الحزب داخل لبنان، مما يعزز المخاوف من اندلاع مواجهة أوسع قد تمتد إلى المنطقة بأسرها.
0 تعليق