عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم رئيس الوزراء الماليزي: الأزهر ساعد في إثارة اهتمام أكبر بمحنة الفلسطينيين - سعودي فايف
منال الوراقي
نشر في: الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 1:38 م | آخر تحديث: الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 1:38 م
- أنور: الإمام الطيب أظهر عزيمة وشجاعة حقيقيتين في التعبير عن المعاناة الفلسطينية
وصل رئيس وزراء ماليزيا، الدكتور أنور إبراهيم، إلى القاهرة، في زيارة تستمر حتى الغد، حيث عقد خلالها عدد من اللقاءات والاجتماعات على رأسها مقابلته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والوزراء، وقادة الصناعات ورجال الأعمال المصريين والماليزيين.
وخلال اليوم الثاني لزيارته، ألقى الدكتور أنور إبراهيم محاضرة في الأزهر الشريف حول تمكين الأمة الإسلامية، أشار فيها أنور إلى أن حديثه في قاعات جامعة الأزهر المقدسة هو من أندر وأروع التكريمات في حياة أي مسلم، فلأكثر من ألف عام، كان الأزهر منارة للعلم.
وتابع: "هنا، ازدهرت النهضة قبل فترة طويلة من رواج هذا المصطلح، واشتعل التنوير قبل بزوغ فجر عصر العقل في الغرب، هنا يكمن ألف عام من التعلم المتراكم، حيث سعى الرجال والنساء من الحكمة منذ فترة طويلة لفهم كلمة الله، وتعاليم النبي، وأسرار الكون".
وأضاف رئيس الوزراء الماليزي: "لذلك لا بد لي من أن أتوقف لحظة لأعرب عن عميق تقديري وعميق امتناني لشيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب على دعوته الكريمة لإلقاء هذه المحاضرة العامة في هذه المؤسسة الموقرة وأمام هذا الجمع المجيد من الجمهور المحترم والمثقف".
-عزيمة وشجاعة حقيقيتين بالتعبير عن معاناة الفلسطينيين
وأوضح أنور، أن الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب نفسه شخص ذو مكانة عالية بحيث لا يكفي أن نحاول الإشادة بإنجازاته، متابعا: "ما يمكنني قوله بمنتهى اليقين هو أن فضيلة الإمام الأكبر هو نموذج لفضائل الاعتدال على طريق الوسطية، وهذا يترجم في مساهمته الديناميكية والمثرية للأمة في قيادة الأزهر الشريف، مما يدل على جودة الأزهر الشريف والأمة، ليس فقط في المعرفة ولكن في الروحانية، وليس فقط في الأقوال بل في الأفعال، وليس فقط في الدنيا بل في الآخرة".
وتابع رئيس الوزراء، "لقد أظهر الشيخ عزيمة وشجاعة حقيقيتين في التعبير عن المعاناة الفلسطينية، وساعد بذلك في إثارة اهتمام أكبر بمحنة الفلسطينيين في جميع أنحاء مصر والمنطقة، ولا سيما بين المجتمع الفكري والطلاب".
وأردف أنور: "لقد قدم الأزهر الشريف مساهمات كبيرة للعالم الإسلامي، وقد استفدنا منها كثيرًا في أرخبيل الملايو، فلقد كان خريجو الأزهر دائمًا متألقين في الدفاع عن الإيمان والمعرفة وغرس روح الإسلام وجوهره في مجتمعاتهم"، متابعا: "من منا لا تتاح له فرصة الدراسة في الأزهر غير زيارته مثلي، فلا يزال يستفيد من أساتذتنا ومشايخنا، ويستفيد من خطابات العلماء".
-يجب ألا ننسى دور الأزهر الشريف
وأشار إلى أنه يجب على الأمة ككل ألا تنسى أبدًا الدور التقليدي الذي يلعبه الأزهر الشريف، الذي يعد مركز الإصلاح، ومعقل المعرفة والتفكير الإبداعي، والأهم من ذلك، المدافع عن الأمة ضد هجمة الاستعمار مع الحفاظ على وتأكيد حقوق الأمة وهوية الأمة الإسلامية.
وقال رئيس الوزراء: "السؤال الذي يطرح نفسه علينا في هذا العصر هو ماذا الآن؟ فهل ما زال الأزهر الشريف قادراً على القيام بهذه الأدوار الحاسمة؟".
ليرد قائلا: "لقد تعلمنا ذلك من المشايخ الكبار، مثل الشيخ رشيد رضا ومحمد عبده، الذين ألهمونا بالدعوة إلى إصلاح الأمة وتجديدها نحو التحديث المستنير، واليوم، لا يزال الأزهر الشريف مدفوعًا بنفس روح الحداثة، بينما يعمل في زمن مختلف ونموذج مختلف نحو تقدم العلوم والتكنولوجيا من أجل رفعة الأمة وتقدمه".
- تنشئة جيل من المفكرين والقادة
وأكد رئيس الوزراء أن الإسلام دين يوحد المادي والروحي، ويمزج الفكر مع الهدف الأخلاقي لإرشادنا نحو فهم شامل لدورنا في الخلق، متابعا: "لذلك تلعب مؤسساتنا التعليمية دورًا حاسمًا في رعاية هذه الرؤية للمعرفة، ويجب أن تكون أماكن يتعلم فيها الطلاب ليس فقط التفوق بل الخدمة، حيث يقترن التفكير النقدي ببوصلة أخلاقية قوية، ومن خلال هذا التكامل بين الفكر والأخلاق، تعمل مؤسساتنا على تنشئة جيل من المفكرين والقادة المستعدين للحفاظ على كرامة الجميع وبناء عالم يعكس الوحدة والرحمة التي يتصورها الإسلام".
ولفت إلى أن هذا هو دور الأزهر الشريف، متابعا: "هذا هو الدور الذي يجب أن تقوم به جميع مؤسسات التعليم العالي، فهناك على سبيل المثال بعض المؤسسات ذات الشهرة العالمية التي اكتسبت سمعة طيبة من حيث التميز الأكاديمي ولكن يُنظر إليها للأسف على أنها تنتج خريجين مفلسين أخلاقيا، وهنا يصبح معيار التميز مع البوصلة الأخلاقية ضروريًا للغاية".
-كيف يستجيب العالم الإسلامي؟
وقال رئيس الوزراء متسائلا: بينما يتحول العالم بوتيرة غير مسبوقة، كيف يستجيب العالم الإسلامي؟، ليجيب إن هذه التغييرات تتطلب أكثر من مجرد التكيف أو التقليد؛ إنهم يدعون إلى المرونة والبصيرة والرؤية الراسخة، وللتغلب على هذه التحولات المعقدة، يجب علينا أن نسعى بجرأة إلى الابتكار، كما تحدث محمد إقبال عن التجديد والإصلاح، وتعزيز الجهود التعاونية، والبقاء منفتحين على التقدم.
وتابع أنه وللقيام بذلك، يجب علينا أيضًا أن نستفيد بعمق من التعاليم الخالدة لإيماننا، والتي توفر بوصلة أخلاقية ترشدنا نحو مجتمع متوازن ومتناغم، متجذر في العدالة والرحمة والوحدة.
وقال رئيس الوزراء إنه في عصرنا هذا، تساعد مقاصد الشريعة على معالجة القضايا العالمية الملحة، من الفقر وعدم المساواة إلى الأضرار البيئية، متابعا: عندما نقوم بتضمين هذه المبادئ في مؤسساتنا، فإنها تضمن أن الحكم والأنظمة الاجتماعية والسياسات الاقتصادية تخدم الصالح الجماعي وليس المكاسب الفردية.
وأضاف، "فمن خلال ترسيخ قراراتنا في هذه الأهداف العليا، فإننا نبني مجتمعًا تكون فيه الرحمة والإنصاف والنزاهة في قلب كل عمل، مما يحمي حقوق وكرامة كل فرد ورفاهية الأجيال القادمة".
-القيادة ليست امتياز بل مسئولية
وتابع رئيس الوزراء أن القيادة ليست امتيازًا، بل مسئولية التكليف والتصريف يجب أن تُقابل بالتواضع والحكمة والالتزام الصادق تجاه الناس، متابعا أن الحكم في الإسلام يتجاوز الهياكل السياسية ويصبح واجبا أخلاقيا، حيث يكون القادة مسئولين ليس فقط أمام شعوبهم ولكن أمام الله، موضحا أن هذا النموذج من القيادة متجذر في الخدمة والعدالة والرحمة، وهو تقليد يجسده النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنفسه.
-الإسلاموفوبيا أحد التحديات الأكثر انتشارا
وتطرق رئيس الوزراء إلى أن أحد التحديات الأكثر انتشارًا التي نواجهها اليوم هو الإسلاموفوبيا، موضحا أن هذا التحيز يشوه الإسلام، ويدفع أتباعه إلى الصور النمطية الضارة التي تغذي الشكوك والعداء تجاه المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وقال رئيس الوزراء، إن استمرار كراهية الإسلام يعكس جهلاً عميقاً يحجب المساهمات الغنية والمتنوعة للحضارة الإسلامية، ومثل هذه المشاعر تفشل في الاعتراف بالمساهمات التي قدمها الإسلام للحضارة العالمية، من التقدم في الطب والرياضيات إلى الحفاظ على المعرفة الكلاسيكية.
-استمرار كراهية الإسلام يعكس جهلا عميقا
وتابع رئيس الوزراء أنه يجب أن يكون ردنا على الإسلاموفوبيا متجذرا لمواجهة الجهل بالمعرفة والحكمة والرحمة والفهم، والرد على العداوة بالصبر واللطف والحكمة، فالتراث الفكري والأخلاقي للإسلام يقف شاهدا على الدور البناء الذي لعبه المسلمون في تقدم المعرفة الإنسانية وتعزيز السلام.
وأشار إلى أنه من خلال المبادرات الاستباقية والتبادل بين الثقافات، يمكننا كسر الصور النمطية الضارة واستبدالها بتقدير حقيقي لمساهمات الإسلام في مجتمع عادل وسلمي، متابعا: بالصمود والحكمة، يمكننا إنشاء مجتمع أكثر شمولاً، حيث يتعايش المسلمون وغير المسلمين على حد سواء بكرامة واحترام متبادل.
-الفجوة أصبحت صارخة
وعن أوضاع المسلمين في العالم، أوضح رئيس الوزراء أن الفجوة اليوم أصبحت صارخة، والعواقب ملحة، حيث تحتل عشر دول ذات أغلبية مسلمة فقط مرتبة في فئة مؤشر التنمية البشرية المرتفع، وهو الرقم الذي لم يتحسن إلا بالكاد خلال أكثر من عقد ونصف من الزمن.
وأضاف أنه ومع أن متوسط الاستثمار في البحث والتطوير لا يتجاوز 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، فإن البلدان ذات الأغلبية المسلمة أقل كثيراً من المتوسط العالمي الذي يبلغ 1.78%، حيث يعني هذا النقص فرصًا ضائعة وإمكانات غير مستغلة ونقصًا مقلقًا في الإستعداد للمستقبل.
وأكد أنه في ظل غياب الاستثمار الحاسم والمستدام في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإننا نخاطر بالتخلف عن الركب، متابعا أنه من الضروري تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات منذ السنوات الأولى، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير بشكل كبير، وإعطاء الأولوية للمجالات التحويلية مثل التكنولوجيا الحيوية، والعلوم الكيميائية، وتكنولوجيا المعلومات، حيث تمثل هذه القطاعات أهمية بالغة ليس فقط للنمو الاقتصادي، بل أيضاً لمعالجة القضايا الملحة من أزمات الرعاية الصحية إلى التدهور البيئي التي لا يمكنها انتظار حلول الغد.
-الأولوية للاستثمارات في البنية الرقمية
ولفت إلى أن الاقتصاد الرقمي يطرح تحديا ملحا آخر، فمع تزايد الترابط بين العالم، يتعين على العالم الإسلامي أن يعطي الأولوية للاستثمارات في الأمن السيبراني، والبنية التحتية الرقمية، ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، متابعا: ويتعين علينا أن نعمل على إنشاء أطر قوية للأمن السيبراني، وبناء بنى تحتية رقمية مرنة، والتأكد من استعداد الجيل القادم للإبحار وتشكيل المشهد الرقمي سريع التطور.
وأوضح أنه وعلى نفس القدر من الأهمية هناك الحاجة إلى تعاون واسع النطاق وعبر الحدود الوطنية في مجال العلوم، حيث قال إن المشاريع المشتركة في استكشاف الفضاء، وعلم الفلك، وعلوم البحار، والحوسبة عالية الأداء ليست من الكماليات، بل هي من الضروريات، إذ تتيح هذه المشاريع الطموحة لدولنا الفرصة لتطوير أحدث التقنيات، وتحسين الأمن الإقتصادي، وإظهار قوة الأمة الموحدة.
وقال أنور إنه غالباً ما يتم تصوير العالم الإسلامي على أنه مجتمع محفوف بالخلاف والانقسام، متابعا: هذا بالطبع تبسيط مبالغ فيه، فورغم استمرار التحديات، يجب علينا أيضًا أن نعترف بالخطوات الإيجابية التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة، وهذا أمر يجب علينا جميعا أن نشيد به ونشجعه.
-قوة الدبلوماسية والحوار في سد أعمق الانقسامات
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذا التقدم يؤكد قوة الدبلوماسية والحوار في سد أعمق الانقسامات، متابعا: وتذكرنا هذه التطورات الأخيرة أنه مهما بدت الخلافات مستعصية على الحل، فإن حتى القضايا الأطول أمداً يمكن أن تخضع للدبلوماسية والصبر والرؤية المشتركة للتعايش.
وأكد أنور أن أي حرمان من التعليم وغيره من الحقوق الأساسية للمرأة هو أمر غير إسلامي وأمر مقيت، وشدد على أن المشاركة لا تعني محو اختلافاتنا، فعندما نتحدث عن وحدة المسلمين، فإننا لا نعني التماثل، ولا نتصور عالماً تتحرك فيه جميع الدول الإسلامية في إنسجام تام.
وأضاف أنه مع وجود ما يقرب من ملياري شخص في مناطق مختلفة، فإن توقع اتفاق كامل بشأن كل قضية ليس أمرا واقعيا ولا مرغوبا فيه، فالرؤية الواقعية للوحدة تعني إيجاد أرضية مشتركة حول القضايا الأساسية والعمل جنبا إلى جنب مع إحترام اختلافاتنا مع السعي نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
وتابع: وكما هو الحال مع الأسرة، حيث قد يحمل أفرادها وجهات نظر مختلفة ولكنهم يظلون مرتبطين بالحب والمسئولية المشتركة، فإن قوة الأمة تكمن في تنوعها، إن وحدتنا متجذرة في الإلتزام الجماعي بالسلام والعدالة والرخاء للجميع، لذلك دعونا نبني على النجاحات الأخيرة لتجاوز التحديات التي نواجهها وتشكيل مستقبل أكثر توحيدا وإشراقا للعالم الإسلامي.
0 تعليق