يرى محمد العريان، الاقتصادي من أصول مصرية، ويعمل حاليا في كلية كوينز في كامبريدج، أن نسبة التضخم التي يستهدف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحقيقها عند 2% قليلة جدا في هذا الوقت، ونصح بالسماح بزيادته بنسبة قليلة عن ذلك.

وتستهدف أمريكا خفض معدلات التضخم إلى 2%، لذلك أبقت على سعر الفائدة أعلى 5% لمدة طويلة، لكن بدأت خفض معدلات الفائدة في سبتمبر.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، والذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، إلى 3.3% على أساس سنوي في سبتمبر (آخر الأرقام المعلنة)، مقابل 3.2 % في أغسطس.

كما خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة يوم الخميس الماضي بنسبة 0.25%، وهي الآن بين 4.5 و4.75%.

وتتوقع كثير من بنوك الاستثمار العالمية عودة التضخم إلى الارتفاع بقوة خلال المدة المقبلة، عقب فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بسبب السياسات التي وعد بتطبيقها، وهي فرض رسوم جمركية هائلة على الواردات الصينية قد تصل إلى 60%.

ويتربع ترامب على كرسي الحكم، ولمدة 4 سنوات بدءا من 20 يناير المقبل.

وفي حين توقع بنك مورجان ستانلي، أن يزيد معدل التضخم بنسبة 2.5%، يرى البنك الأمريكي جولدمان ساكس أنه سيرتفع بنسبة 3%.

ووصف العريان تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بشأن مدة استهداف خفض التضخم إلى بين 2-2.1%بالمرتبكة، والمترددة، ففي حين أكد من قبل أنه يستهدف تحقيقها في 12 شهرا، أشار مؤخرا إلى أن تلك المدة تتراوح بين 3 و6 أشهر.

وأضاف العريان، في لقاء مع وكالة بلومبرج، أن باول، وقع رهينة للمعلومات الكثيفة، ما أربك المشهد بالنسبة لسعر الفائدة، أيضا، مشيرا إلى صعوبة الاجتماع المقبل المقرر في ديسمبر.

وأضاف أن سعر الفائدة المستهدف (وفق تقييمات معظم الخبراء) هو 3%، والمسافة بين المعدل الحالي والنسبة التي يجب أن يخفضها بعيدة، ولأن هذا الاتجاه كان من المفترض أن يبدأ في يوليو، لكنه ثبت الفائدة في اجتماع هذا الشهر.

ولأنه، وعلى حسب المتوقع كان من المفترض خفض سعر الفائدة 3 مرات حتى نهاية 2024، بنسبة 0.25% في كل مرة، قام الاحتياطي بتخفيض 0.50 % في اجتماع سبتمبر، ثم خفض 0.25%.

وتابع قائلا، إنه في ضوء المعلومات المتوفرة حاليا، فإن خفض سعر الفائدة في اجتماع ديسمبر بنسبة 0.25% سيكون جيدا، ونصح بالتركيز الفترة المقبلة على عدة أهداف من بينها تحفيز النمو.