واردات البرازيل من الفحم تقفز إلى مستويات قياسية في نوفمبر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجّلت واردات البرازيل من الفحم مستوياتٍ قياسيةً خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على خلفية الهبوط الحاد في إنتاج البلاد من الطاقة الكهرومائية، نتيجة موجات الجفاف الطويلة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومع ارتفاع الطلب على الكهرباء في البرازيل بنحو 7% على أساس سنوي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، يُتوقع أن يُسهم استعمال الفحم بمعدلات متزايدة في البلاد في زيادة حجم الانبعاثات، على الرغم من اعتمادها على المصادر النظيفة في توليد 92% من الكهرباء.

وتسلّط الزيادة القياسية في واردات البرازيل من الفحم -حاليًا- الضوء على هشاشة أنظمة الطاقة المتجددة عند حصول ظروف طقس متطرفة مثل فترات الجفاف المطولة.

وقد يدفع ذلك التحدي الحكومات والشركات إلى إعادة تقييم إستراتيجياتها في التحول إلى اقتصادات منخفضة الكربون، ومحاولة تحقيق توازن بين أمن الطاقة من جهة ووأهداف المناخ من جهة أخرى.

واردات البرازيل من الفحم

من المتوقع أن تلامس واردات البرازيل من الفحم الحراري قرابة 900 ألف طن متري خلال نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، وهي أعلى حصيلة شهرية على الإطلاق، كما تزيد 3 أضعاف على المتوسط الشهري لعام 2024 حتى الآن، وفق بيانات صادرة عن شركة كبلر المتخصصة في رصد بيانات الطاقة.

وتأتي الزيادة المتوقعة في واردات البرازيل من الفحم الحراري في الوقت الذي قلّصت فيه موجة جفاف مستمرة إنتاج الطاقة الكهرومائية إلى أدنى مستوياتها في 3 أعوام؛ ما دفع شركات الطاقة إلى البحث عن مصادر بديلة لتوليد الكهرباء قبل أشهر السنة الأكثر سخونة حينما يلامس الطلب ذروته على تلك السلعة الإستراتيجية، بحسب رويترز.

سد كهرومائي في البرازيل
سد كهرومائي في البرازيل - الصورة من gihub

انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية

تمثّل الطاقة الكهرومائية عادةً نحو 65% من إنتاج الكهرباء على مستوى المرافق في البرازيل؛ حيث جاء متوسط إنتاج الكهرباء المولدة بهذا المصدر النظيف دون 40 تيراواط/ساعة شهريًا خلال النصف الأول من عام 2024، بحسب بيانات مركز إمبر لأبحاث الطاقة.

ومع ذلك هبط إنتاج الطاقة الكهرومائية في شهر سبتمبر/أيلول الماضي إلى 28.7 تيراواط/ساعة؛ إذ أثر انخفاض هطول الأمطار على إنتاج السدود، مقارنةً بالعام السابق.

وبلغ إجمالي معدل هطول الأمطار في جنوب شرق البرازيل -موطن العديد من أكبر أنظمة السدود في البلاد- 584 مليمترًا فقط (23 بوصة) خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام، وفقًا لبيانات مجموعة بورصات لندن إل إس إي جي (LSEG)، وهي شركة بريطانية للأوراق المالية والمعلومات المالية.

ويقل ذلك المعدل المذكور بنسبة 10% عن المتوسط المسجل خلال المدة من عام 2019 إلى عام 2023، كما أنه يمثّل العام الثاني على التوالي الذي يقل فيه معدل هطول الأمطار عن 600 مليمتر خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام.

وتسبّب انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية في تقليل حصة هذا المصدر المتجدد للطاقة في مزيج الكهرباء في البلد الواقع في أميركا اللاتينية، إلى 50% في سبتمبر/أيلول الماضي؛ ما يجبر موردي الطاقة على تعزيز الإنتاج من مصادر بديلة من أجل سد الطلب المتنامي.

محطة كهرباء عاملة بالفحم في البرازيل
محطة كهرباء عاملة بالفحم في البرازيل - الصورة من .americas.fichtner.de

الوقود الأحفوري

على الرغم من أن البرازيل تمتلك أحد أنظف مصادر الطاقة في العالم، فإنه من المرجح أن تعتمد شركات إنتاج الكهرباء على الوقود الأحفوري لتعويض الكثير من الطاقة الكهرومائية المفقودة؛ إذ من الممكن تعديل إنتاج محطات الطاقة العاملة بالغاز والفحم بسرعة لتحقيق التوازن بين احتياجات النظام.

وشكّلت السدود الكهرومائية -حتى الآن هذا العام- قرابة 63% من إجمالي إمدادات الكهرباء، واستأثرت مزارع الرياح بنحو 15%، في حين اسهمت محطات الطاقة الشمسية بقرابة 10%.

واستحوذت محطات الطاقة النووية على حصة إضافية نسبتها 2.5%، في حين ولّدت محطات الطاقة الحيوية التي تعتمد أساسًا على حرق لُب قصب السكر، كهرباء إضافية بنسبة 1.5%.

وتبلغ حصة توليد الكهرباء التراكمية من مصادر نظيفة حتى الآن في عام 2024 نحو 92%، وهو ما يظل واحدًا من أعلى المعدلات على مستوى العالم، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك فإن حصة توليد الكهرباء المتبقية البالغة نسبتها 8% تأتي من مصادر الوقود الأحفوري، والتي سيتزايد استعمالها بكميات أكبر -على ما يبدو- خلال الشهور المقبلة حال استمرار تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية.

ولامس إنتاج الكهرباء المولدة بالغاز الطبيعي في البرازيل نحو 6% حتى الآن في عام 2024، في حين ولّدت محطات الطاقة العاملة بالفحم والنفط إنتاجًا إضافيًا نسبته 2.2%.

وارتفع الطلب على الكهرباء في البرازيل بنسبة 7% خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2024، من المدة ذاتها في عام 2023، مسجلًا أعلى وتيرة نمو خلال تلك المدة، منذ عام 2021 حينما تعافى الاقتصاد الوطني من قيود جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق