10:47 م الإثنين 11 نوفمبر 2024

كتب - أحمد جمعة:

تصدّرت طبيبة النساء والتوليد "وسام شعيب" قائمة الأكثر انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "إكس" و"فيسبوك"، خلال الساعات الأخيرة، بعد نشرها بثًا مباشرًا على حسابها الشخصي تضمن سرد مواقف تعرضت لها خلال عملها، بينها وقائع حمل غير شرعي، وأطفال ولدوا خارج إطار الزواج.

وذكرت الطبيبة المقيمة في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، أن إحدى هذه الوقائع تتعلق بطفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، رغم مزاعم أهلها بأنها بلغت 17 عامًا، وتحمل جنينًا عمره 8 أشهر رغم ادعائها الزواج منذ 4 أشهر فقط. وذكرت أن والدتها طلبت إجهاضها بزعم أن زوجها "لا يصلح لتحمل المسؤولية"، ثم مضت الطبيبة لسرد وقائع أخرى، مرجعة ذلك إلى عدم اهتمام الأسر بتنشئة الفتيات.

لم تتوقف "شعيب" عند هذا الأمر، بل طالبت بإجراء تحاليل DNA للأطفال لإثبات نسبهم، قبل أن تعود لاحقًا لتعتذر، قائلة إنها لم تقصد "التعميم".

لاقى الفيديو الخاص بالطبيبة رواجًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، فيما دخلت قائمة "الترندات" بأكثر من وسم، أبرزها اسم "وسام شعيب"، فضلًا عن عبارات "التربية الإيجابية"، و"كفر الدوار"، و"شرف المهنة". وقد تباينت آراء المدونين حول الفيديو بين مؤيد ومعارض.

تحقيق نقابي

من جانبها، أعلنت النقابة العامة للأطباء تلقيها شكاوى ضد الطبيبة، تتهمها بنشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قامت خلاله بالتشهير بالمرضى والتحدث بألفاظ لا تليق، تمثل اعتداءً على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.

وأعلنت النقابة إحالة الشكاوى المقدمة ضد الطبيبة إلى لجنة آداب المهنة للتحقيق، مشددة على استنكارها لأي أفعال فردية من شأنها الإساءة إلى المريض والمهنة معًا.

وأكدت النقابة أنها تتعامل بحزم مع أي مخالفات لأعضائها في حال ثبوتها، وأن أي طبيب يخرج عن قواعد ولائحة آداب المهنة والأصول الطبية المستقرة والمعمول بها يتم إحالته للتحقيق والهيئة التأديبية؛ لتحديد العقوبة المستحقة عليه، والتي قد تصل إلى الشطب من جدول نقابة الأطباء، مما يترتب عليه منعه من ممارسة مهنة الطب.

ولفتت النقابة إلى أن لائحة آداب المهنة تؤكد ضرورة أن يكون الطبيب قدوة حسنة في المجتمع، ملتزمًا بالمبادئ والمثل العليا، وأمينًا على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة، منزّهًا عن الاستغلال بجميع صوره تجاه مرضاه أو زملائه أو تلاميذه، وأن يراعي الأمانة والدقة في جميع تصرفاته، ويلتزم بالسلوك القويم ويحافظ على كرامته وكرامة المهنة، وفقًا لما ورد في قسم الأطباء ولائحة آداب المهنة.

تحقيق نيابي

وفي ذات السياق، أمر المستشار عبد الراضي صديق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، وحدة شؤون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة، برئاسة المستشارة بريهان محسن، بفحص ما تم رصده من قِبل مركز الإعلام والرصد بشأن تداول مقطع فيديو منسوب لإحدى الطبيبات، يتضمن ما قد يشكل انتهاكًا لحقوق المريضات ومخالفة لأخلاقيات مهنة الطب ولائحة آداب ممارسة المهنة.

"وسام شعيب" ترد

دافعت وسام شعيب عن الفيديو الذي بثته عبر حسابها الشخصي، قائلة إن "الفيديو كان بغرض توعية البنات من الحالات التي تحدث يوميًا وأواجهها أثناء عملي".

وقالت شعيب، في مداخلة هاتفية لبرنامج "تحت الشمس" على قناة "الشمس"، مساء الاثنين: "غرضي من الفيديو التوعية، وليس الريتش، ولم أذكر أسماء شخصيات، ولم أذكر إلا وقائع"، مضيفة: "حالات الحمل غير الشرعي أصبحت متزايدة في مصر مؤخرًا، وأنا أخاف على بلدي، والموقف أصبح مقلقًا. أنا أحترم الناس الذين انتقدوني بسبب الفيديو، لكن النبي محمد نفسه لم يجتمع عليه كل الناس، فلن يجتمعوا جميعًا على كلامي".

جدل متواصل

ولا يزال الجدل مستمرًا بشأن الطبيبة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ علّق حساب يحمل اسم "حسام" على منصة "إكس" على الأزمة قائلًا: "تركوا كل ما تحدثت عنه وتمسكوا بشخصيتها (...) تركوا كل ما تحدثت عنه وركزوا على شرف المهنة".

في المقابل، انتقد حساب يحمل اسم "رانيا عادل" ما ذكرته الطبيبة قائلًا: "ليس لدي مشكلة في ما حكت، المشكلة أنها عممت الحكايات التي روتها على الجميع، واستمرت بانتقاد التربية الإيجابية، وأن مكان الأمهات في المنزل لتربية بناتهن، رغم أنها تعمل، أو أن الأمهات اللاتي لديهن أبناء ذكور لا يربينهم". وأضافت: "حتى وصلت لقولها إن كل شخص يجب أن يجري تحاليل DNA لأطفاله لأنه لم يعد هناك شيء مضمون".