في إحدى أحياء منطقة الهرم، كانت "سارة" فتاة في العقد الثالث من عمرها، تعيش حياة روتينية عادية، لكن خلف ابتسامتها، كانت تخفي شعورًا عميقًا بالحزن والقلق. منذ عدة سنوات، أصبحت حياة سارة تتمحور حول حلم واحد، وهو الزواج وتأسيس أسرة، لكن مع مرور السنوات، كان ذلك الحلم يبدو بعيدًا، وكأن الزمن يمر سريعًا بينما هي في مكانها لا تستطيع أن تتقدم.
فتاة تقفز من الطابق الثاني بالهرم
كانت سارة قد دخلت في العديد من القصص العاطفية، لكنها لم تجد الشخص الذي يلبي طموحاتها أو يتفق مع أفكارها، ومع مرور الوقت، بدأ المجتمع المحيط بها يشير إلى تأخرها في الزواج، ما زاد من شعورها بالوحدة والانعزال، فكانت تتساءل كل يوم عن السبب وراء تأخرها، وماذا عن باقي صديقاتها اللاتي تزوجن بسرعة، بينما هي لا تزال في نفس المكان.
منزلها الصغير في الطابق الثاني كان يحتوي على العديد من الذكريات، فتلك الذكريات التي كانت تذكرها دومًا بماضيها وتزيد من آلامها، وعلى الرغم من أنها كانت تتلقى العلاج النفسي من فترة إلى أخرى، إلا أن شعورها بالإحباط كان يزداد، وكان الاكتئاب يعصف بها أكثر من أي وقت مضى.
اقرأ أيضا
وفي إحدى الليالي، وفي لحظةٍ من الضعف، قررت سارة أن تغادر هذا العالم الذي بدا لها قاسيًا وصعبًا، في تلك اللحظة التي شعر فيها قلبها بالخذلان، قررت أن تفعل ما كانت تفكر فيه طوال الأشهر الماضية: أن تضع حداً لحياتها. في تلك الساعة المتأخرة من الليل، بينما كانت أسرتها نائمة، تسللت بهدوء إلى الشرفة.
ونظرت إلى الأسفل، إلى سيارتها المركونة في الشارع، ثم ألقت نظرة أخيرة على الجدران التي كانت تحيط بها منذ سنوات، لم تكن هناك ضجة في الشارع، ولا صوت سوى همسات الرياح الباردة. بدت وكأن كل شيء في العالم قد توقف للحظة. وبكل قسوة، وبخفة مفاجئة، قفزت.
نجاة فتاة من الانتحار بالهرم
كانت سيارتها هي ما أنقذ حياتها ولو مؤقتًا، حيث سقطت عليها، لكن جروحها كانت عميقة للغاية، أصابتها كسور في جسدها، وارتجاج في دماغها، وتسبب السقوط في تهشم السيارة بشكلٍ شبه كامل. تم نقلها على الفور إلى المستشفى، لكن الجروح التي أصابتها كانت أكثر من أن يتحملها جسدها الضعيف، وما لبثت أن فارقت الحياة في صمت.
0 تعليق