عاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الأربعاء، لأول مرة منذ فوزه في الانتخابات، الأسبوع الماضي، وعقد اجتماعاً يهدف إظهار الانتقال السلس للسلطة مع الرئيس جو بايدن الذي تعهد للرئيس المنتخب بـ"انتقال سلمي للسلطة".

وصافح بايدن ترمب، وهنأه بالفوز بالانتخابات الأميركية، وقال: "تهانينا لك، ونتطلع إلى انتقال سلس للسلطة، والتأكد من استيعاب مع تحتاجه، ولدينا فرصة اليوم للحديث عن ذلك"، وختم حديثه بالقول: "مرحباً بعودتك".

ورد ترمب بالقول: "شكراً لك. السياسة صعبة، وفي كثير من الحالات، ليست مجالاً لطيفاً جداً، لكنه لطيف اليوم، وأنا أقدّر ذلك كثيراً، وأن يكون الانتقال سلس".

ورجحت وكالة "رويترز" أن يناقش بايدن وترمب عدداً كبيراً من الموضوعات، من بينها السياسة الخارجية. وقد يحث بايدن ترمب على دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، غير أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا أصبح محل شك بعد فوز ترمب بالانتخابات، وتعهده بإنهاء الحرب سريعاً بدون أن يوضح كيفية تحقيق ذلك.

وجاء اللقاء بعد اجتماع عقده ترمب الذي وصل صباح الأربعاء إلى وشنطن، مع المشرعين الجمهوريين ورئيس مجلس النواب مايك جونسون.

تقليد رئاسي

واستقبال الرئيس السابق والتالي في المكتب البيضاوي، وهو تقليد يقوم به الرؤساء المنتهية ولايتهم، لكن ترمب لم يفعله مع بايدن عندما فاز في عام 2020.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين، الثلاثاء، عن قرار بايدن دعوة ترمب: "إنه يؤمن بالأعراف، يؤمن بمؤسستنا، يؤمن بالانتقال السلمي للسلطة، هذا هو العرف. هذا الذي من المفترض أن يحدث".

وتبادل بايدن وترمب الانتقادات الشديدة لسنوات، ويتخذ فريقاهما مواقف مختلفة تماماً بشأن السياسات من تغير المناخ إلى روسيا إلى التجارة.

واعتبر بايدن (81 عاماً) ترمب "تهديداً للديمقراطية"، بينما صوّر الأخير (78 عاماً) الرئيس الحالي على أنه "غير كفء". وخرج ترمب بمزاعم كاذبة بشأن تزوير واسع النطاق في انتخابات 2020.

ورغم أن بايدن سعى من خلال الاجتماع مع ترمب إظهار أهمية عملية تعاقب السلطة، إلا أن عملية انتقال السلطة نفسها لا تزال متوقفة جزئياً.

وقال البيت الأبيض، إن فريق ترمب، الذي أعلن بالفعل عن بعض أعضاء إدارته، لم يوقّع بعد على اتفاقيات من شأنها أن تؤدي إلى توفير مساحات مكتبية ومعدات حكومية بالإضافة إلى الوصول لمسؤولين حكوميين ومنشآت ومعلومات.

وقال المتحدث باسم فريق ترمب لتسلم السلطة برايان فانس، في إشارة إلى القانون الذي يحكم عملية الانتقال: "يواصل محامو عملية انتقال (السلطة) إلى ترمب و(نائبه جي دي) فانس التواصل بشكل بناء مع محامي إدارة بايدن و(نائبة الرئيس كامالا) هاريس فيما يتعلق بجميع الاتفاقيات المنصوص عليها في قانون انتقال الرئاسة".

وذكرت فاليري سميث بويد مديرة مركز الشراكة من أجل الخدمة العامة لانتقال الرئاسة، وهي منظمة غير ربحية تقدم المشورة لأي إدارة مقبلة، أن الاتفاق يؤكد على أن للولايات المتحدة رئيساً واحداً فقط في كل مرة، ويتضمن تعهدات بتوقيع مواثيق أخلاقية بعدم التربح من المعلومات المقدمة في عملية الانتقال.

وأضافت: "لا بد من التوقيع على ذلك لبدء التواصل مع الأجهزة الاتحادية، وكل شيء متوقف على ذلك".