وزير خارجية السودان الجديد

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عشية زيارته القاهرة، الإثنين الماضى، التى شارك خلالها فى افتتاح النسخة الثانية عشرة لـ«المنتدى الحضرى العالمى»، أجرى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، تعديلًا وزاريًا، جرى بموجبه تعيين أربعة وزراء جدد، من بينهم الدكتور على يوسف أحمد الشريف، وزير الخارجية، الذى زار مصر، الأربعاء، واستقبله الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية.

المدير العام الأسبق لوكالة أنباء السودان، تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة الخرطوم، سنة ١٩٧٢، وتنقل بين إدارات الخارجية السودانية المختلفة، قبل أن يصبح سفيرًا لبلاده لدى الصين والاتحاد الأوروبى وبلجيكا وجنوب إفريقيا، ومنذ سنة ٢٠١٧، اختير أمينًا عامًا لـ«رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية»، ورئيسًا لـ«المبادرة الشعبية لدعم العلاقات المصرية- السودانية». وفى تأكيد جديد على خصوصية العلاقات بين مصر والسودان، والروابط التاريخية، التى تجمع الشعبين الشقيقين، كانت القاهرة وجهته الأولى، وكان لقاؤه وزير خارجيتنا أول لقاءاته الرسمية بعد تعيينه وزيرًا للخارجية. 

كانت مصر، أيضًا، وجهة البرهان، فى ٢٩ أغسطس ٢٠٢٣، حين غادر السودان، لأول مرة، بعد بداية الأزمة السودانية، ثم زارها، مرة ثانية، فى ٢٩ فبراير الماضى، و... و... وعلى هامش مشاركته فى افتتاح النسخة الثانية عشرة لـ«المنتدى الحضرى العالمى»، استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، وناقش معه تطورات الأوضاع فى البلد الشقيق، والجهود الرامية لتسوية أزمته، ما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة ومؤسساتها، ويلبى تطلعات الشعب السودانى الشقيق نحو تحقيق الأمن والاستقرار. وخلال الزيارات الثلاث، ثمّن رئيس مجلس السيادة السودانى، الدور المصرى، وأشاد بمساندة مصر المخلصة، لجهود التهدئة فى السودان، وحرصها على وحدته وسلامته واستقراره، مؤكدًا تقديره، وجميع أبناء الشعب السودانى، لاستضافة الشعب المصرى لأشقائه السودانيين خلال الأزمة. 

موقف مصر الراسخ الداعم للبلد الشقيق، فى هذا الظرف الدقيق، أكده، أيضًا، وزير خارجيتنا، خلال لقائه نظيره السودانى، يوم الأربعاء، مشددًا على دعم مؤسسات السودان الوطنية واحترام سيادته ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض أى تدخل فى شئونه الداخلية. كما أكد، مجددًا، أن الدولة المصرية ستظل تقف بجوار السودان وشعبه خلال الظرف الحرج والمنعطف التاريخى الخطير الذى يمر به، وستواصل تقديم كل أوجه الدعم، على المستويين السياسى والإنسانى، لافتًا إلى أن القاهرة استضافت مؤتمرًا للقوى المدنية والسياسية السودانية، فى يوليو الماضى. كما أشار، أيضًا، إلى الزيارة الناجحة التى قام بها «مجلس السلم والأمن الإفريقى» إلى بورسودان، أوائل أكتوبر، فى ظل الرئاسة المصرية للمجلس. 

ويختص «مجلس السلم والأمن الإفريقى»، بإدارة وتسوية النزاعات فى القارة السمراء، عبر أربعة هياكل رئيسية: القوة الإفريقية الجاهزة، صندوق السلم، نظام الإنذار المبكر، وهيئة الحكماء. وتأسيسًا على جهودها السابقة، والمستمرة، حرصت مصر، خلال رئاستها المجلس، على تنظيم زيارة بورسودان، التى كانت هى الأولى منذ اندلاع الأزمة السودانية، منتصف أبريل ٢٠٢٣، لتعزيز التضامن مع الشعب السودانى، ودعم مؤسسات دولته، وتهيئة المجلس، والاتحاد الإفريقى، لمتابعة الأوضاع على الأرض، وتحمل مسئولياتهما فى دفع جهود التوصل إلى حل سلمى للأزمة. 

فى السياق نفسه، جاءت استضافة مصر مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، استكمالًا لجهودها ومساعيها، لوقف الحرب فى السودان، وتأكيدًا لموقفها الثابت، قولًا وفعلًا، بأن أى حل سياسى حقيقى للأزمة لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون إملاءات أو ضغوط خارجية، وفى إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها. ولعلك تتذكر أن ذلك المؤتمر، الذى استضافته العاصمة الإدارية الجديدة، جمع لأول مرة، منذ بداية الأزمة، الفرقاء المدنيين فى الساحة السياسية السودانية، الذين توافقوا على ضرورة وقف الحرب، وتجنيب المرحلة اللاحقة كل الأسباب، التى أدت إلى إفشال الفترات الانتقالية السابقة، وصولًا إلى إعادة تأسيس الدولة السودانية.

.. وتبقى الإشارة إلى أن لقاء وزيرى خارجية مصر والسودان عكس تطابقًا كاملًا فى المواقف بشأن الأمن المائى، إذ أكد الوزيران أن تحقيقه يمثل مسألة وجودية للبلدين لا يمكن التهاون فيها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق