السبت 16 نوفمبر 2024 | 06:32 مساءً
إدارة الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب الجديدة تعتزم إعادة سياسة "الضغط الأقصى" بهدف "إفلاس" قدرة إيران على تمويل وكلائها الإقليميين وتطوير أسلحة نووية.
العقوبات على طهران
تشمل هذه الخطة تصعيد العقوبات على طهران، بما في ذلك صادراتها النفطية الأساسية، فور عودة الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض في يناير، كانون الثاني المقبل، وفقاً لمصادر مطلعة على المرحلة الانتقالية لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
قال خبير أمني قومي مطلع على المرحلة الانتقالية إن ترامب مصمم على تنفيذ استراتيجية الضغط الأقصى لإفلاس إيران بأسرع وقت ممكن.
هذه الخطة تعبر عن تحول في السياسة الخارجية الأميركية وسط اضطرابات في الشرق الأوسط بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما كشف الصراع الخفي بين إسرائيل وإيران.
رغم تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية التي أشارت إلى رغبته في إبرام اتفاق مع إيران لتجنب عواقب خطيرة، فإن فريقه يخطط لاستخدام الضغط الأقصى لدفع إيران إلى التفاوض مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، يعتبر الخبراء هذا السيناريو بعيد المنال.
في فترة ولايته الأولى، طبق ترامب سياسة "الضغط الأقصى" بعد انسحابه من الاتفاق النووي للعام 2015، حيث فرض مئات العقوبات على إيران. ورداً على ذلك، كثفت طهران أنشطتها النووية، وقامت بتخصيب اليورانيوم قرب مستويات الأسلحة النووية.
عهد إدارة بايدن
ورغم بقاء العقوبات في عهد إدارة بايدن، إلا أن تطبيقها كان أقل صرامة مع محاولات إحياء الاتفاق النووي.
زادت صادرات النفط الإيرانية أكثر من ثلاثة أضعاف في السنوات الأربع الماضية، من 400 ألف برميل يومياً عام 2020 إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يومياً في عام 2024، مع توجيه الشحنات بشكل رئيسي إلى الصين.
لكن فريق ترامب يخطط لإصدار أوامر تنفيذية فور توليه المنصب لتشديد العقوبات وإضافة عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية.
ووفق رئيس شركة رابيدان إنرجي ومستشار سابق لإدارة بوش، بوب ماكنالي، فإنه في حال تنفيذ هذه الخطط بالكامل، يمكن أن تعود صادرات النفط الإيرانية إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يومياً، مما يزيد من هشاشة الاقتصاد الإيراني.
يشدد فريق ترامب على ضرورة التحرك السريع تجاه طهران. وأكد أحد المطلعين على الخطط أن الرئيس الجديد سيظهر بوضوح جدية الولايات المتحدة في تطبيق العقوبات.
ومن ضمن الإجراءات، تشريع يقوده مايك والتز، مستشار الأمن القومي المقبل، لفرض عقوبات ثانوية على مشتريات الصين من النفط الإيراني، رغم أن هذا القانون لم يُقر في مجلس الشيوخ بعد.
حملة الضغط الأقصى
تهدف حملة الضغط الأقصى إلى حرمان إيران من العائدات التي تستخدمها لتطوير جيشها وتمويل الجماعات المسلحة الإقليمية، لكن الهدف النهائي هو دفع طهران للتفاوض حول اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى صعوبة تحقيق تقدم في هذا الاتجاه.
خلال الفترة الأخيرة، تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث دعمت إيران مجموعات مسلحة استهدفت إسرائيل، بينما تبادل الجانبان الهجمات الصاروخية.
يعبر فريق ترامب عن أمله في أن تدفع هذه الاستراتيجية إيران إلى الدخول في مفاوضات بنوايا حسنة، رغم أن شروط ترامب قد تكون أصعب مما تستطيع إيران قبوله.
تتضمن الإدارة الجديدة شخصيات بارزة، مثل السيناتور ماركو روبيو كمرشح لمنصب وزير الخارجية ومايك والتز كمستشار للأمن القومي، وهما معروفان بتوجههما المتشدد تجاه إيران. ويشير والتز إلى ضرورة العودة إلى الوضع الذي كانت فيه إيران تعاني من انهيار اقتصادي خلال فترة ترامب الأولى.
في المقابل، انتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه السياسة، محذراً من أن إعادة "الضغط الأقصى" ستؤدي إلى "هزيمة قصوى". ودعا إلى تبني "الحكمة القصوى" بدلاً من ذلك لتحقيق المنفعة المشتركة. وتؤكد الحكومة الإيرانية الجديدة، بقيادة الرئيس الإصلاحي مسعود بيزشكيان، على رغبتها في إعادة الانخراط مع الغرب لحل النزاع النووي وضمان تخفيف العقوبات لإنعاش الاقتصاد.
رغم رغبة الطرفين في التفاوض، فإن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة. يشير كريم سجادبور، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي، إلى صعوبة تصور اتفاق نووي أو إقليمي يُرضي رئيس وزراء إسرائيل والمرشد الأعلى لإيران في آنٍ واحد. وأضاف أن عملية اغتيال قاسم سليماني إبان ترامب يزيد من تعقيد الوضع.
تصاعدت التهديدات ضد مسؤولين في إدارة ترامب السابقة، بما في ذلك الرئيس المنتخب، منذ اغتيال سليماني في يناير، كانون الثاني 2020. ووجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات لإيران بمحاولة اغتيال أعداء النظام، وهي اتهامات نفتها طهران.
وفي سياق آخر، أثارت تقارير عن اجتماع إيلون ماسك مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة تكهنات حول رغبة ترامب في السعي للتوصل إلى اتفاق مع إيران، رغم عدم تعليق البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على هذه التقارير.
0 تعليق