تعتبر الطهارة والاغتسال من الأمور الأساسية التي ينظمها الدين الإسلامي لضمان تطهير الإنسان من الكفر والنجاسات، وفيما يتعلق بكيفية الاغتسال من الكفر، فإن هناك خطوات واضحة ينبغي اتباعها للراغبين في اعتناق الإسلام أو للذين قاموا بالارتداد عن دينهم،إن هذا الموضوع يمثل أهمية بالغة لأن الطهارة تعتبر مدخلاً مهماً إلى العبادة والتقبل من الله،سنستعرض في السطور القادمة كيفية الاغتسال من الكفر بالتفصيل، مع توضيح موجبات الغسل في الإسلام.
كيفية الاغتسال من الكفر
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله “عن قيسِ بنِ عاصمٍ، قال أتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أريدُ الإسلامَ، فأمَرني أن أغتسِلَ بماءٍ وسِدْرٍ” (صحيح)،هذا الحديث يؤكد أن الاغتسال يعد من الطقوس الأساسية لدخول الإسلام، وهو يأتي وفقاً لتعليمات معينة مشابهة للاغتسال من الجنابة، ونستعرض فيما يلي أهم الخطوات والانتباهات الضرورية لذلك.
1- نية الشخص
بداية، يجب على المستعد للاغتسال أن يضع في اعتباره أنه يقوم بذلك بدافع إيماني للدخول في دين الإسلام،فالنية تمثل الركيزة الأساسية لأي عمل وفقًا لما ورد في الإسلام،في هذا السياق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّما الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لِامْرِئٍ ما نَوَى” (صحيح)،يجب أن يعرف الشخص أنه لن يُقبل غسله ما لم تكن لديه النية الصادقة بأن يقوم بذلك للدخول في الإسلام.
2- القيام بالوضوء
بعد وضع النية، يتوجب على الشخص الراغب في الاغتسال أن يؤدي الوضوء كاملاً كما هو موضح في كتاب الله عز وجل،يجب أن يبدأ بتسمية الله ويغسل يديه ثلاث مرات، ثم يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه وأرجله إلى الكعبين،جاء في سورة المائدة، الآية 6 “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ…” فنرى هنا أهمية الوضوء كأحد الطقوس الأساسية.
3- تعميم الماء على الجسم
ينبغي على المرء الذي يشرع في الاغتسال أن يقوم بتعميم الماء على جسده بالكامل،تبدأ هذه المرحلة من خلال غسل الشق الأيمن ثلاث مرات، تليها غسل الشق الأيسر ثلاث مرات، ثم يتم تعميم الماء على بقية أجزاء الجسم مع التأكد من أن الماء قد وصل إلى الشعر وفروة الرأس بالكامل،بعد الانتهاء من تعميم الماء، يُغسل القدمين ثلاث مرات، بدءًا من اليمنى ثم اليسرى.
موجبات الغسل في الإسلام
في سياق الحديث عن كيفية الاغتسال من الكفر، من المهم أيضًا التطرق إلى الموجبات التي تقتضي الغسل في الإسلام، والتي تشمل عدة حالات،هذا الفهم ضروري لكل مسلم؛ لأنه يضمن له الالتزام بالقواعد الشرعية المتعلقة بالطهارة.
1- ممارسة العلاقة الزوجية
وفقًا للتعاليم الإسلامية، فإنه عند خلوص العلاقة الزوجية بشكل كامل، يلزم الغسل،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ” (صحيح)،لذا يجب على المسلمين أن يكونوا مدركين لهذا الأمر، فهو يمثل نقاءً وارتباطًا بعلاقة مقدسة.
2- خروج المني
إن خروج المني لأي كان بسبب الاحتلام أو الاستمناء يتطلب الاغتسال،وقد نُقل عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله عن ذلك، فأجاب بأن من يتعرض لمثل هذه الحالة عليه أن يغتسل،في حين أن الاحتلام أو الاستمناء دون خروج المني لا يفرض الغسل، بل يحتاج إلى الوضوء فقط.
3- انقضاء حيض المرأة
مرأة مضطرة للاغتسال بمجرد انتهاء فترة الحيض، وهي تختلف من امرأة لأخرى، لكن غالبًا ما تكون بين 3 إلى 7 أيام،للتأكد من انتهاء الدورة، يفضل البحث عن علامات مثل القصة البيضاء، ويمكن للمرأة الثقة في هذه العلامات للعودة إلى عبادتها.
4- الانتهاء من فترة النفاس
بالإضافة إلى ما سبق، عندما تنتهي المرأة من فترة النفاس، يتوجب عليها أن تغتسل،فترة النفاس تمتد عادة لما يقرب من أربعين يومًا، وهي فترة حساسة جدًا تتطلب طهارة قبل العودة للصلاة.
5- غسل الميت
عند وفاة المسلم، يجب أن يُغسل قبل التكفين إلا في حالة الشهادة، حيث يُدفن كما وافته المنية،هذا يشير إلى أهمية الطهارة حتى في الموت، مما يعكس الفهم العميق لقيمة الطهارة في ديننا.
إنّ ديننا الحنيف الذي يدعو إلى الطهارة والنظافة يفرض علينا الالتزام بتلك الوصايا الهادفة للمحافظة على نقاء النفس والجسد سواء قبل اعتناق الإسلام أو بعده،ومن خلال فهمنا لهذه التعاليم، نكون قد أعطينا لأنفسنا الفرصة لنكون من عباد الله الصالحين.
0 تعليق