أحيانًا يصبح الكذب ضرورة حتمية، وأخرى يشار بأنه انتصار كبير خاصة عندما يرتبط الأمر بالمعارك الكبرى، تلك المعارك التي يصبح فيها الكذب أحد الأعمدة الرئيسية للانتصار، في كثير من الأوقات يجد الناس أن الكذب أحد أدوات نجاتهم حتى أن الأديان تجعل الاعتماد عليه أمر واجب، هو ليس بعيد عن حياتنا اليومية سنجده في كل أركان الكرة الأرضية داخل كل منا كذبة كبيرة، عن الكذب وتاريخه وأبرز الكتب التي تناولته يدور التقرير التالي:
تاريخ الكذب جاك دريدا
يأتي كتاب "تاريخ الكذب"للفيلسوف المفكر الجزائري الفرنسي جاك دريدا، ليلقى الضوء على ضرورة التمييز بين تاريخ الكذب كمفهوم وتاريخه فى حد ذاته، والذى يحيل على عوامل تاريخية وثقافية تساهم فى بلورة الممارسات والأساليب والدوافع التى تتعلق بالكذب، والتي تختلف من حضارة إلى أخرى، بل وحتى داخل الحضارة الواحدة نفسها.
يرى دريدا أن الكذب يتغلغل في كل مظاهر الحياة البشرية، من الأسرة إلى المؤسّسة السياسية أو الإعلامية، لا شيء ينأى بنفسه عنه، بل إن أكبر السرديات التي طوّرها الإنسان، كالعلم والتاريخ، مستفزة دائمًا بتهمة الكذب.
كتاب تاريخ الكذب للكاتب والباحث الأسباني خوان خاثينتو مونيوث
يأتي كتاب تاريخ الكذب للكاتب والباحث الأسباني خوان خاثينتو مونيوث، ومن ترجمة طه زيادة، والصادر عن دار الخان للنشر والتوزيع، لتقديم مجموعة من الافتراضات حول الذاكرة والهوية والتي قد تكون تعرضت للتشوية أو النسيان وصولًا إلى التأكيد على كلمة أن قصة الإنسان ليست أي شيء آخر سوى الوهم.
يذهب الكتاب إلى مراجعة واستعادة تاريخ الكذب الأول، بدءًا من الأسطورة، والتي يرى فيه أنه محض كذبة، فمثلًا يشير إلى تاريخ الشاعر والنبي والفيلسوف اليوناني" أبيمنيدس"، الذي نام لمدة 50 عامًا على حد تعبير بلوتارك، وتستيقظ بعدها ليعلن أن كل الكريتيين الذي هو أحدًا منهم أنهم كاذبون.
يذهب الكاتب إلى الإجابة عن سؤال كيف أن الكذب حولنا في كل مكان، حتى في أبسط الأشياء وأشدها تعقيدًا، حتى في الخرافات والخيال والحكايات، وأكثر الحقائق إثباتًا، هناك كذب خلفها يتوارى.
يري صاحب كتاب"تاريخ الكذب" أن أمر الكذب ليس فقط متعلق بالنساء والرجال، ففى الفترة لنشأة الحياة وقبل وجود الإنسان كانت هناك العديد من الحيوانات تعتمد على استمرار حياتها على التحايل مثل الفهد الأرقط والبومة وبعض الطيور التي تجيد تغيير لونه حسب طبيعة المكان ولونه.
الكتاب مشغول بإحالات لكتابات كبار الفلاسفة وكبار الأدباء والفنانين ليؤكد فيه على ما ذهب إليه العالم من مناقشة الواقع والتشكيك فيه، لذا يتضمن الكتاب جميع الأنماط المختلفة لتحليل الكذب، فلسفيًا واجتماعيًا ونفسيًا، وحتى أدبيًا.
"بلاغة الكذب" للناقد والأكاديمي الدكتور محمد بدوي
يأخذنا الناقد والأكاديمي الدكتور محمد بدوي عبر كتابه "بلاغة الكذب" في رحلة أدبية للكشف وشرح الأساليب اللغوية المستخدمة في الكذب، وتوضح تأثير الكذب على الفرد والمجتمع.
كما يتحدث الكتاب عن كيفية التعامل مع الكذب في الحياة اليومية والأخلاق والكذب، ويتناول الكذب في السياسة والإعلام.
يبدأ الكتاب بتعريف الكذب وأنواعه، ويشرح الأساليب اللغوية المستخدمة في الكذب، مثل التحريف والتلميح والتضليل، كما يتحدث الكتاب عن تأثير الكذب على الفرد والمجتمع، وكيفية التعامل مع الكذب في الحياة اليومية.
يتناول الكتاب أيضًا الأخلاق والكذب، ويشرح كيف يمكن للأخلاق أن تؤثر على قدرة الفرد على الكذب، وكيف يمكن للأخلاق أن تساعد في تقليل استخدام الكذب في المجتمع.
0 تعليق