فضل الصدقة في دفع البلاء: كيف تعزز الكرم من عافيتك وتدرأ عنك المصائب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إن موضوع الصدقة ودورها في دفع البلاء يعتبر من الجوانب الجوهرية في التعامل مع الابتلاءات الحياتية،إذ إن الله عز وجل خلق الإنسان وجعله في عالمٍ مليءٍ بالأزمات والاختبارات التي تساهم في تنمية إيمانه وقوة نفسه،فكل إنسان يواجه مواقف صعبة على مدار حياته، ومن رحمة الله بنا أن زوّدنا بوسائل للتخفيف من وطأة هذه البلاءات، مثل الصدقة، التي تعتبر قربة إلى الله وتقديراً للمعاني الروحية والإنسانية،فسنستعرض في هذا المقال دور الصدقة في دفع البلاء، مستندين إلى نصوص من القرآن والسنة، بالإضافة إلى الوقائع المشاهدة.

فضل الصدقة في دفع البلاء

تتجلى مكانة الصدقة في دفع البلاء من خلال الأدلة المتعددة في الكتاب والسنة، حيث ثبت أن القيام بالصدقة يعد وسيلة عظيمة في مواجهة الصعوبات،فقد شهدنا حالات عديدة لأشخاص أصبحوا عوناً لأنفسهم بعد اللجوء إلى الصدقة، حيث استطاعوا تخطي محنهم بفضلها،وقد ورد في الأحاديث النبوية تأكيداً على هذا المفهوم، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (صنائع المعروف تقي مصارع السوء)، وهذا دليل واضح على أن الأعمال الصالحة مثل الصدقة تقي المرء من المفاسد والآفات،أيضاً، في حديث آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه (باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة)،مما يدل على أن التصدق يكون درعاً أمام البلاء.

كما نرى، قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة)، وهذا ينبهنا إلى أهمية الصدقة في علاج الأمراض الروحية والجسدية،وقد وردت أمثلة عديدة عن الصالحين الذين كانوا يفضلون تقديم الصدقة قبل الدعاء، سائلين الله أن يستجيب لهم، مما يُظهر قوة الإيمان لديهم وثقتهم برحمة الله وكرمه.

1- أفضل الصدقات

تعتبر أفضل أنواع الصدقات تلك التي يُقدّمها الشخص سراً، خالصةً لوجه الله، دون انتظار لأي مردود أو شهرة، فهي تأتي من خالص النية والإخلاص.

2- أهم آداب الصدقة

على المسلم أن يتحلى بعدد من الآداب المهمة أثناء تقديم الصدقات، وهي كما يلي

  • يجب أن تكون الصدقة خالصة لله، لا يسعى المتصدق منها لشهرة أو سمعة.
  • لا ينبغي للمتصدق أن يتبع صدقته بمنّة أو أذى، فإن ذلك يُفقده الأجر.
  • يجب أن تكون الصدقة من طيبات المال، حيث إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب.
  • من الأفضل توجيه الصدقات لأقارب وأهالي المحتاجين.
  • ينبغي على المسلم أن يسعى جاهدًا في البحث عن مستحق الصدقة، ويشمل ذلك جميع الأصناف من الفقراء والمساكين.
  • يفضل أن تكون الصدقة مما يحبه الإنسان، كما قال الله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
  • يجب أن يتصدق الإنسان وهو مبتسم وبشوش الوجه، منطلقًا من قلبه دون تذمر.
  • يستحسن أن يعتاد المسلم على الصدقة في السراء والضراء، حتى لو كانت المبالغ صغيرة.

لماذا يبتلى المسلم

لتكون الصورة أوضح حول أهمية الصدقة في مكافحة البلاءات، يجب أولاً تسليط الضوء على الأسباب التي تجعل الإنسان يبتلى، وهل يُقصد من وراء ذلك إحداث الألم فقط

من المعروف أن الله عز وجل أرحم بعباده، حيث لا يُحمّلهم فوق طاقتهم،الابتلاءات لها مقاصد تعليمية وسمو روحي، ومن بين أبرز تلك المقاصد نجد

  • الابتلاءات تأتي لتُذكر العباد أن هذه الدنيا دار فناء ولا بد من العمل لصالح الآخرة.
  • تمنح المحنة الفرصة للعبد ليجني الأجر الذي قد لا يدركه من الأعمال وحدها، بالصبر والاحتساب.
  • الابتلاء يُقرب العباد إلى الله، حيث تلجأ قلوبهم إلى الخالق في وقت الشدة.
  • كل اختبار يُظهر مدى إيمان العبد وصلابته في مواجهة الصعوبات.

فضل الصدقة

الصدقة تعني إنفاق الإنسان على غيره برغبة تخليص نية العطاء، سواء كان ذلك ماليًا أو بالأفعال،وقد أعدّ الله لهذه الأعمال الجزاء العظيم في الدنيا والآخرة،تشمل الصدقة الفعل الحسن والكلمة الطيبة بل وحتى الابتسامة في وجه الآخرين،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.

وردت أدلة واضحة تدل على مكانة الصدقة وأجرها، منها قوله تعالى (وَأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)، وأيضًا (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى).

أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كذلك تؤكد على فضائل الصدقة، مثل قوله “مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ، ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ”،كما أنه هناك ثمرات وفوائد عظيمة للصدقة، منها

  • تكون الصدقة منجاة من النار.
  • تؤدي الصدقة إلى مغفرة الذنوب وإطفاء غضب الله.
  • الصدقة تُحقق بركة ورزقٍ وافر للعبد.
  • تمنح المسلم دعاء الملائكة، حيث يُقال (اللهم أعطِ منفقاً خلفاً).
  • تساعد الصدقة في تقوية الروابط الاجتماعية وتحقيق السعادة لنفس المتصدق.

وفي الختام، تأملنا في فضل الصدقة كوسيلة فعالة لدفع البلاء و الأجر، وناقشنا ضرورة الالتزام بأدابها وأحكامها،أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لنتبع تلك التعاليم ونجعل من الصدقة عادة يومية، لنكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،إن الخيرات التي بجوارنا تحتاج منا همّة وحرصاً لرسم معالم المجتمع الفاضل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق