قالت الباحثة في الشؤون الدولية أميرة الشريف إن التطورات الأخيرة التي تشهدها الأزمة الروسية الأوكرانية، مقلقة وتنذر بتصعيد خطير ربما بفجر الأمور، لتصل إلي حرب أوسع بين حلفاء روسيا وحلفاء أوكرانيا، وعلى رأسهم أمريكا.
لكن الشريف استطردت قائلة إن انقساما حادا في أوروبا حول القرار الأمريكي بالسماح لأوكرانبا بضرب العمق الروسي بالصواريخ الأمريكية بعيدة المدى، واشارت إلي إلى أن ألمانيا على رأس المعترضين لتلك الخطورة، وهو الأمر الذي ناقشه بوتين والمستشار الألماني أولوف شولتس.
أكدت الشريف إن القرار الأمريكي تجاوز الخطوط الحمراء للحرب، إذ أن الأطراف المتحاربة تعارفت على أن ضرب العمق الروسي سيفجر الأوضاع وأن الضربات الأوكرانية ستقتصر على البلدات الروسية الحدودية. موضحة ان روسيا وأوكرانيا لهما حلفائهما الذين يقاتلون معهم على الأرض ولا يمكن أن يكون مشاركة كوريا الشمالية في الحرب إلى جانب روسيا هو سبب القرار الأمريكي، فأوكرانيا يقاتل معها مرتزقة من القوقاز وأفريقيا. لافتة إلي أن إدارة بايدين يبدو أنها تريد أن تعقد الملف مع قرب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي وعد بإنهاء الحرب.
وأثار سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية الصنع لضرب العمق الروسي ردود فعل متباينة بموسكو وفي دوائر القرار السياسي بالاتحاد الأوروبي.
فقد قال الكرملين، أمس الاثنين، إن الضوء الأخضر الأميركي سيؤدي إلى زيادة التوتر وتعميق انخراط واشنطن في الحرب، مُتهما إدارة الرئيس جو بايدن بتأجيج الصراع.
كما كرر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني موقف بلاده بشأن الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا، مشددا على أنه "لا يمكن استخدامها إلا داخل الأراضي الأوكرانية فقط".
وأعلن تاياني -على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل- أن "موقفنا بشأن استخدام أوكرانيا للأسلحة لم يتغير. لا يمكن استخدامها إلا داخل الأراضي الأوكرانية".
في المقابل، عبّر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أمله في أن تتفق الدول أعضاء التكتل على السماح لكييف باستخدام الأسلحة المقدمة لها في تنفيذ ضربات داخل روسيا.
وقال -قبيل اجتماع وزراء الخارجية- "قلت مرارا إن أوكرانيا يجب أن تكون قادرة على استخدام الأسلحة التي قدمناها لها، ليس فقط في الدفاع بل وفي استهداف المهاجمين".
وأضاف "ما زلت أرى أن هذا ما يتعين فعله. وأنا على يقين من أننا سنناقش الأمر مجددا. وآمل أن تتفق الدول الأعضاء على ذلك".
وتقول روسيا للغرب منذ أشهر إن من شأن سماح واشنطن لكييف باستخدام أسلحتها لضرب العمق الروسي أن يزيد من خطر المواجهة مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعند سؤال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عما ذكرته وكالة رويترز وصحيفة نيويورك تايمز عن أن إدارة بايدن اتخذت قرارا يتيح لأوكرانيا شن هجمات بأسلحة أميركية في عمق الأراضي الروسية، أشار إلى أن هذه التقارير لم تستند إلى أي بيان رسمي.
وقال "إذا جرى بالفعل صياغة مثل هذا القرار ونُقل لنظام كييف، فهذه جولة جديدة من التوتر وموقف جديد نوعيا من ناحية تورط الولايات المتحدة في هذا الصراع".
وأضاف أن الرئيس فلاديمير بوتين أوضح موقف روسيا بشكل قاطع عندما تحدث في سان بطرسبورغ في 12 سبتمبر الماضي.
0 تعليق