تعريف الزكاة لغة واصطلاحا: مفهوم روحي ومالي يعكس قيمة العطاء والتكافل الاجتماعي

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعتبر الزكاة من أبرز شعائر الإسلام، وهي واحدة من الأركان الخمسة التي يقوم عليها هذا الدين الحنيف،فهي تُعبر عن الطهارة والعطاء، حيث يتمكن المسلم من تقاسم ثرواته مع الفقراء والمحتاجين، مصداقًا لمبدأ العدالة الاجتماعية،لقد أُقيمت الزكاة تاريخيًا قبل البعثة النبوية وهي مشروطة بأحكام شرعية محددة، لذلك علينا أن نفهم الجوانب اللغوية والاصطلاحية لهذه الشعيرة، وأهمية ما تؤول إليه من آثار اجتماعية واجتماعية في حياة المسلمين،لذا، سنتناول تعريف الزكاة ومكانتها وأثرها في المجتمع.

تعريف الزكاة لغة واصطلاحا

تعريف الزكاة لغة ً

  • كلمة “زكاة” تأتي من الجذر “زكو”، وهو المصدر الذي اشتقت منه،
  • الزكوات هو جمع كلمة زكاة وكثيرًا ما تُستخدم للإشارة إلى العديد من الزكوات،
  • توجد عدة تعاريف في اللغة، ومن بينها الزكاة بمعنى تطهير المال، ويتمثل في التصرف اللغوي بـ زكى، يزكّي، تزكية،
  • تعني الزكاة أيضًا الصلاح، حيث يُطلق على الرجل الذكي بأنه شخص صالح ومتقي.
  • تشير إلى النمو والازدهار، مثل زكا الزرع يزكو زكاء؛ أي فيه ونمو.
  • تصف الزكاة أيضًا الأشياء التي تعتبر جيدة أو مناسبة، كما في قولنا “هذا الفعل لا يزكو”، أي لا يتماشى مع المعايير الأخلاقية.
  • الزكاة تُشير إلى البركة التي تظهر بعد تأديتها، فيقال “زكا الشيء” إذا كان فيه بفضل الله.
  • قال ابن عرفة بأن الزكاة سُمّيت بذلك لأنها عمل يتقرب به المسلم إلى الله من خلال القيام بالأعمال الصالحة، لذا فهي تُعتبر عمل “تزكي”.
  • كما يُذكر في (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ) و(قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) فيكون المقصود منها التقرب إلى الله بالأعمال الخيرة.

تعريف الزكاة اصطلاحاً

  • تم تعريف الزكاة بأنها الحصة المقدرة من الأموال المفروضة من قبل الله لمن يستحقها، وقد تم تحديد تلك الفئات بشكل دقيق في القرآن الكريم.
  • يُمكن أن تعرف أيضًا على أنها المقدار الواجب إخراجه لمن يستحقه، شريطة أن يبلغ المال النصاب المحدد وفق شروط مستوفية.
  • الزكاة تُطلق أيضًا على المبالغ المخصصة لفئات معينة، وبهذا يحمل لفظ الزكاة دلالة على الأموال المخصصة التي يتم إخراجها.
  • في الإسلام، تُسمى الزكاة أحيانًا بالصدقة، كما جاء في قول الله (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ)،
  • يُظهر الحديث الشريف الذي يرويه عبد الله بن عباس عن رسول الله أن الزكاة تعد فرضًا في أموال المسلمين، ومن ثم هي واجبة وفريضة.

من هم مستحقي الزكاة

حدد الله عز وجل في كتابه الكريم الفئات المستحقة للزكاة، كما جاء في قوله (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، وسنستعرض بالترتيب الفئات المستحقة للزكاة بشكل تفصيلي

الفقراء

الفقراء هم الأفراد الذين يواجهون صعوبات مالية، حيث لا يستطيعون تدبير احتياجاتهم الأساسية، بل لا يحصلون على أقل ما يكفيهم.

المساكين

  • المساكين هم أولئك القادرون على تدبير بعض احتياجاتهم ولكن لا ينالون الكفاية التامة لهم ولعائلاتهم.
  • إذاً، يُعتبر المساكين في حالة أفضل قليلاً من الفقراء، لأن الفقراء هم الأكثر احتياجًا.
  • لكي نوضح، إذا تم ذكر الفقراء بمفردهم فهم يشملون الفقراء والمساكين، ولكن في حال ذكر كلا المصطلحين، يتضح أن الفقراء هم الأكثر احتياجًا.

العاملين عليها

  • هؤلاء هم الأفراد المكلفون بجمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها، فيتلقون حصة أيضًا مقابل مجهوداتهم.
  • قد جعل الله لهم نصيبًا ليكون حافزًا لمواصلة عملهم في خدمة المجتمع.

المؤلفة قلوبهم

المؤلفة قلوبهم هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم لتثبيت إيمانهم أو استمالتهم للدخول في الإسلام، حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الكرام على دعمهم،

في الرقاب (المكاتب)

  • الزكاة تُنفَق لتمويل تحرير المُعَاملين الذين يعيشون في الرق أو العبودية، مما يساهم في تعزيز قيم الحرية لدى المجتمع.

الغارمين

الغارمين هم فئتين الأُولى تتعلق بالإصلاح بين الناس والثانية تتعلق بديون لا يستطيع أصحابها سدادها، لذا يُساعد ويُعفى هؤلاء من الزكاة.

في سبيل الله

  • هنا، قد تُستخدم الزكاة في تجهيز الجيوش للقتال في سبيل الله، أو لمساعدة المجاهدين بلا راتب شهري.

ابن السبيل

  • إنه المسافر الذي تتقطع به السبل، فيُعتبر من مستحقي الزكاة حتى لو كان ماليًا مستقرًا في بلاده.

حكم الزكاة ودليل مشروعيتها

إن الزكاة حكم شرعي واجب بالدليل القاطع من القرآن الكريم، ومنها

  • قال الله (وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ).
  • في الآية (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ).
  • كما ورد النص (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادهِ).
  • وقوله (وَالَّذِينَ فِي أمْوَالِهِمْ حَقٌ مَعْلومٌ لِلْسَّائِل واْلمَحْرُومِ).

وفي السنة، ذكرت الأحاديث الشريفة الكثير من المواضع التي تؤكد على وجوب الزكاة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن.

شروط وجوب الزكاة

تشير شروط الزكاة إلى ما يلزم قبل فرضها، ومن هذه الشروط

  • البلوغ، حيث لا تجب الزكاة على الصبي.
  • العقل، حيث لا تجب الزكاة على المجنون،ومع ذلك، يعتبر بعض العلماء أن ولي الأمر يمكنه إخراج الزكاة عن المجنون.
  • يجب إخراج الزكاة من المال الخاص بالمالك فقط، ويجب أن يبلغ المال النصاب المحدد.
  • يشترط أيضًا مرور حول كامل على المال المُزال عنه الزكاة.

ختامًا، تعد الزكاة من الركائز الأساسية للإسلام التي تعزز الروابط الاجتماعية وتمنح الفقراء والمحتاجين الدعم اللازم،ينبغي للمسلمين أن يدركوا المعنى العميق للزكاة وأن يتبنوها كجزء من حياتهم اليومية،من خلال الالتزام بدفع الزكاة، نتعرف على أهمية العطاء والمساهمة في تحسين حالة المجتمع والوفاء بالتزاماتنا الدينية والاجتماعية،لعلنا نكون قد وفقنا في تقديم معلومات شاملة حول الزكاة وأثرها في الحياة الإسلامية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق