يهتم الباحثون في الوقت الحالي بالتحقيق في تأثير المواد الكيميائية السامة المستخدمة في منتجات العناية الشخصية على صحة الحوامل والرضع،أظهرت دراسة مؤخرًا أن استخدام صبغة الشعر الملونة بعد يوم أو يومين من الولادة يؤدي إلى تركيز المواد الكيميائية في حليب الثدي بنسبة تتراوح بين 16% إلى 18%،وتبرز هذه النتائج الحاجة الملحة لتوعية النساء الحوامل والمريضات حول تأثير هذه المنتجات على صحة أطفالهن، حيث تُظهر الدراسة أن دم الأمهات وحليب الثدي يحتويان على مستويات مرتفعة من المواد الكيميائية السامة المعروفة باسم PFAS.
التحذيرات المتعلقة باستخدام منتجات العناية الشخصية
حذر الباحثون النساء الحوامل والمرضعات من الاستمرار في استخدام منتجات العناية الشخصية، بما في ذلك طلاء الأظافر، مستحضرات التجميل المختلفة، وصبغات الشعر،فقد أظهرت النتائج أن التعرض لهذه المواد الكيميائية قد يكون له عواقب وخيمة على صحة الأجنة،وقد أوصى الباحثون بدلاً من ذلك باستخدام أقل عدد ممكن من المنتجات الشخصية للحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة.
تأثير منتجات العناية الشخصية على مستويات المواد الكيميائية
قام فريق البحث بإجراء تحليل شامل لتأثير هذه المنتجات على مستويات المواد الكيميائية في الدم أثناء الحمل، وفي حليب الثدي بعد الولادة،ومن المثير للاهتمام أن الدراسة أظهرت ارتباطًا بين استخدام منتجات العناية بالأظافر، والعطور، ومستحضرات التجميل وصبغات الشعر، وبين ارتفاع مستويات المواد الكيميائية في بلازما الدم،وقد أظهرت النتائج أن النساء اللواتي استخدمن الماكياج يوميًا خلال الثلثين الأول والثالث من الحمل سجلن مستويات مرتفعة من المواد الكيميائية السامة بواقع 14% و17% في الدم وحليب الثدي على التوالي.
التعرض لمواد كيميائية سامة من PFAS
تسعى الدراسات إلى استكشاف التبعات الصحية الناجمة عن التعرض لمواد كيميائية سامة من PFAS أثناء الحمل،تشير الأبحاث إلى أن هذا التعرض قد يؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة، الولادة المبكرة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات العصبية، وضعف الاستجابة للقاحات في مرحلة الطفولة،وقد شملت هذه الدراسة أكثر من 2000 امرأة حامل قمن بالإبلاغ عن استخدام منتجات العناية الشخصية خلال فترة الحمل وبعده، مما يعكس المخاطر المحتملة لهذه المنتجات على الأمهات وأطفالهن.
خطورة الولادة المبكرة وتأثيرها على النساء الحوامل
تشكل خطورة الولادة المبكرة واحدة من أبرز المخاوف التي تواجه النساء الحوامل، خاصة في الحمل الأول،وغالبًا ما يرتبط هذا الخطر بمستوى الأحماض الدهنية أوميغا 3 عند الأم، وهو ما تم التحقق منه في دراسة سابقة أجريت في جامعة أديليد في أستراليا،حيث أظهرت النتائج أن تناول مكملات أوميغا 3 ساهم في تقليل خطر الولادة المبكرة بنسبة تصل إلى 77%،وعلى الرغم من هذه النتائج، لا يزال الغموض يحيط بالأسباب التي تربط نقص أوميغا 3 بالولادة المبكرة، ما يستدعي مزيدًا من البحث والدراسة.
التوازن بين أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6
هناك علاقة معقدة بين انخفاض مستويات أوميغا 3 و مستويات أوميغا 6، وهي الدهون غير الصحية،إن الحفاظ على توازن سليم بين هذه الأحماض يعد أمرًا أساسيًا لضمان النظام الغذائي الصحي أثناء الحمل،تتواجد دهون أوميغا 6 بصورة رئيسية في سلتهم الزيت النباتي، وزيت عباد الشمس، وزيت دوار الشمس، والمنتجات المصنعة منها، مما يستدعي الحذر من تناولها بكمية كبيرة خلال هذه الفترة الحرجة.
ختامًا، يتضح أن التعرض للمواد الكيميائية السامة من المنتجات الشخصية يشكل تهديدًا محتملاً لصحة الأمهات والأطفال،لذا من الضروري أن تتخذ النساء الحوامل والمريضات خطوات وقائية لتقليل المخاطر،تتطلب هذه المسائل المزيد من البحث والتوعية لضمان صحة الأجيال القادمة وتحسين جودة الحياة في المستقبل.
0 تعليق