عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم «حوار في الظلام».. محاكاة لحياة المكفوفين في شوارع مصر - سعودي فايف
محمد علاء
نشر في: السبت 9 نوفمبر 2024 - 11:10 ص | آخر تحديث: السبت 9 نوفمبر 2024 - 11:12 ص
يسرا مختار: الشخص الكفيف يرشد المبصر ويقدم المساعدة خلال التجربة
مديرة المشروع: التجربة ستؤثر فيك.. ولن تنساها طول عمرك
شادي: دوري مساعدة المشاركين في التعامل مع المواقف المختلفة
خالد: نسعى لتوعية الناس بقدرات المكفوفين على المشاركة بفاعلية في المجتمع
هل جربت يومًا كيف يتحرك الكفيف في شوارع مصر؟ كيف يشتري الخضراوات أو يجلس على مقهى وغيرها من الأنشطة اليومية في ظلام دامس؟ تجربة أتاحها مشروع "حوار في الظلام" للمشاركين في المنتدى الحضري العالمي الذي تستضيفه القاهرة بين 4 و8 نوفمبر الجاري.
التجربة، التي خاضها محرر "الشروق"، تستغرق نحو 15 دقيقة، تبدأ باستلام عصا المشي، وتقديم أحد أعضاء الفريق ورقتين نقديتين من البلاستيك، واحدة من فئة 10 جنيهات والأخرى 20 جنيها؛ لاستخدامها لاحقًا.
وفي البداية يتجمع المشاركون، من جنسيات مختلفة، في صف عند مدخل الغرفة المظلمة تمامًا؛ لتبدأ التجربة بالمشي باستخدام العصا والسير باتجاه صوت المرشدين داخل ممرات.
ويقف أحد أعضاء الفريق على بعد خطوات ينادي على خضراوات يعرضها في أطباق أعلى طاولة، ويقدم شنطة بلاستيكية للمشاركين ويطلب منهم شراء ثمرة واحدة من الليمون والخيار والبطاطس مقابل 5 جنيهات، وهنا يبدأ تحدٍ جديد لتحديد المبلغ بين الورقتين النقديتين.
ويواصل المشاركون، التجربة حتى الوصول إلى موقع يحاكي مقهى شعبي في مصر، ويطلب عضو بالفريق من المشاركين الجلوس ثم يقدم علبة عصير يطلب فتحها والتعرف على الطعم.
ويتبادل المشاركون وأعضاء الفريق، الحديث لدقائق قبل استكمال التجربة حتى باب الخروج، حيث عاد النور.
ويستقبل شخص آخر المشاركين لسؤالهم عن انطباعهم، ويحصل منهم على المبلغ المتبقي من النقود، فيحدد من أجاد التعامل في تجربة الشراء.
وخارج غرفة التجربة، دوّن مشاركون، انطباعاتهم عنها على سبورة بيضاء، وكان منها "تجربة مؤثرة، وأرجو الاهتمام بكل الاحتياجات الخاصة لكل إنسان"، و"أنتم الأبطال الحقيقيون"، و"التجربة إنسانية، وصعبة جدا، ورغم علمي أني مبصرة، وأنتم محاربون"، و"تجربة رائعة حسستني بالنعمة اللي مش مقدراها وإزاي هما أبطال فعلًا".
ويشرح خالد أحد المرشدين في الفريق، أهمية هذه التجربة قائلاً: "نحن لا نتحدث بشكل أكاديمي أو نظري، لكن نضعك في قلب التجربة نفسها، في ظروف الشخص الكفيف بتحدياتها وفوضتها وظلامها لمدة من الوقت فتبدأ تتصرف صح بالصدمة".
وتابع: "نسعى لتوعية الناس بوجود فئات أخرى في المجتمع، لها تحدياتها والصعاب التي تواجهها ورغم ذلك بإمكانهم أن يصبحوا أعضاء فاعلين جدًا في المجتمع".
أما شادي الذي انضم مرشدًا بالفريق منذ عام 2019 فيؤمن بأن مشاركته في هذه التجربة توصل رسالة مفادها أن هناك أشخاص كثيرين بحاجة لأن يكون لديهم دور فاعل في المجتمع قائلًا: "لازم كلنا يبقى لنا دور، ودور فاعل جدًا، بأكثر من طريقة للوصول إلى الهدف المنشود".
وأضافت التجربة إلى شادي مهارات أخرى منها التواصل والعرض والتقديم، قائلًا: "التجربة وضعتني في تعامل مع ثقافات مختلفة جعلتني استحضر روح الشخص المغامر".
وتابع: "تعلمت واستفدت الكثير من المشاركة في التجربة، باصطحاب الناس إلى قلب التجربة ليعيشوا تحديات معينة، ويكون دوري مساعدتهم ودعمهم على التعامل بعض المواقف بطريقة ما".
وقالت يسرا مختار المدير العام لمشروع حوار في الظلام – مصر Dialogue in The Dark Egypt، إنه بدأ عام 2019 بشراعة مع جمعية النور والأمل لرعاية الكفيفات بالتعاون مع شركة ألمانية.
وأشارت إلى أن المشروع موجود في 40 موقعًا حول العالم، وهو الوحيد في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، بمعرض دائم في مدينة نصر بالقاهرة.
وكشفت عن وجود 22 شخصا كفيفا بالفريق، من بين العديد تقدموا إلى المشروع مع بدايته، لافتةً إلى أن الشركة الألمانية اختارتهم ودربتهم جيدًا.
وأوضحت أن التجربة عبارة عن 4 قاعات مظلمين تمامًا، بهم محاكاة لأماكن من مصر، وفيها تمارس أنشطة تخوضها في يومك العادي لكن هذه المرة في الظلام، ومن يرشدك يكون شخص كفيف.
وتابعت: "داخل التجربة يحدث تبادل للأدوار. المعتاد أن الشخص المبصر يساعد الكفيف، لكن في التجربة الشخص الكفيف هو من يقدم المساعدة، فتبدأ الشعور بقدراته دون كلام إنشائي".
وترى أن التجربة تساعد على انتهاء نظرة التعاطف أو الشفقة تجاه الشخص الكفيف بعدما تلمس كيف أنه شخص واثق في نفسه و"يقدر يعمل كل حاجة"، مضيفةً أن التجربة تُطلعك على طريقة تعاملهم مع المواقف المختلفة ؛ فتخرج منها بتفهم أكبر لقدراتهم.
وأكدت أن التجربة تجذب زوارا كثر، بعضهم في مجموعة من شركات أو جامعات أو مدارس، وبعدها ننظم جلسات يطرح فيها المشاركين كل الأسئلة التي تدور في أذهانهم إلى المكفوفين عن الإعاقة نفسها، ومن هنا تبدأ مشروعات مع هذه الشركات لدمج المكفوفين في مختلف المجالات، سواء توظيف أو رياضة أو صحة وغيرها.
وأوضحت أن التجربة توعوية ترفيهية تتعلم فيها أيضًا استخدام الحواس الأخرى، وتخوض فيها تحديات مختلفة، مشيرة إلى أن التجربة في مقر المشروع بمقابل مادي يذهب لدعم المكفوفين.
وتحكي يسرا، عن ردود أفعال الناس بعد التجربة، قائلة: "في ناس بتطلع تعيط، وفي ناس بتقولنا دي أحسن تجربة عملتها في حياتي"، مضيفةً: "هي تجربة هتفضل فاكرها طول عمرك، وهتأثر فيك".
0 تعليق