في «معركة» الدبلوماسية.. لهذا «أطاح» ترامب بهاريس - سعودي فايف

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم في «معركة» الدبلوماسية.. لهذا «أطاح» ترامب بهاريس - سعودي فايف

ما السر الذي جعل دونالد ترامب يكسب «معركة» السياسة الخارجية ضد منافسته كامالا هاريس، رغم الانتقادات لأدائه بالولاية الأولى؟

استفهام يفرض نفسه وسط «انتصار» ولد من رحم تضارب وتناقضات كثيرة تصب جميعها في سر صغير، وهو أن الأمريكيين يفضلون «الرجل القوي»، وجزء منهم ممن انتخب ترامب يرى فيه هذا الرجل على ما يبدو.

وخلال الحملة الرئاسية لعام 2024، اتفقت مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية على عدم صلاحية ترامب للعمل كقائد أعلى.

وانضم أكثر من 100 من قادة الأمن القومي الجمهوريين، بينهم مسؤولون في إدارة ترامب الأولى، إلى الديمقراطيين لتأييد هاريس، وإدانة ترامب باعتباره سيقلب النظام العالمي الذي بنته واشنطن.

ومع ذلك، يعود ترامب إلى البيت الأبيض، ورغم أن قضايا السياسة الخارجية ليست بنفس أهمية الاقتصاد بالنسبة للناخبين، إلا أنها ساهمت في فوزه وفقا لاستطلاعات الرأي.

ربما يكون السر موقفه من الهجرة إلا أن ترامب أقنع الناخبين بأنه «زعيم قوي» وهي السمة التي يقدرها الأمريكيون أكثر من أي شيء آخر في القائد الأعلى، بحسب مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.

 في المقابل، كافحت هاريس لشرح كيف ستضخ حياة جديدة في السياسة الخارجية، في وقت يرى فيه معظم الأمريكيين أنهم غير راضين عن مكانة بلادهم في العالم.

والسؤال الآن هو: ما إذا كان ترامب قادراً على تقديم نوع القيادة في السياسة الخارجية التي وعد بها خلال حملته الانتخابية.

أكثر إقناعا

ربما تعطي ولاية ترامب الثانية فرصة لخصوم الرئيس المنتخب لانتقاده، لكن لكي يتمكن الديمقراطيون من المنافسة بفعالية على السياسة الخارجية في عام 2028، فسيحتاجون إلى تطوير رسالة أكثر إقناعاً.

وكانت القضية الدولية الأكثر أهمية في انتخابات 2024 هي الهجرة، والتي جعلها الجمهوريون في السنوات الأخيرة تهديدا للأمن القومي.

وخلال حملته، أشار ترامب إلى الولايات المتحدة باعتبارها "دولة محتلة" تواجه "غزوًا" للمهاجرين غير النظاميين، ووعد باستخدام الجيش لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية، وهو ما نال استحسان جزء كبير من الناخبين.

ووفقا لاستطلاعات الرأي، حظي ترامب بثقة الناخبين للتعامل مع السياسة الخارجية.

وقبل شهر من الانتخابات أظهرت استطلاعات تقدم ترامب بفارق 10 نقاط في السؤال حول أي المرشحين سيقوم بعمل أفضل في التعامل مع الدفاع الوطني، وبفارق 9 نقاط في السؤال حول أي المرشحين سيقوم بعمل أفضل في التعامل مع الحرب والإرهاب.

كما تقدم ترامب بفارق 5 نقاط في السؤال حول المرشح الذي سيتعامل بشكل أفضل مع السياسة الخارجية بشكل عام.

ووفق المصدر نفسه، فإن تأكيد ترامب على كونه زعيماً قوياً يقف في وجه أعداء الولايات المتحدة يشبه حملة رونالد ريغان الرئاسية عام 1980، حيث وعد الجمهوريون بتحقيق "السلام من خلال القوة".

وتباهى ترامب بأنه أعاد بناء الجيش الأمريكي بعد 8 سنوات من التراجع خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ورأى أن انسحاب بايدن من أفغانستان أدى إلى "انهيار المصداقية الأمريكية" في مختلف أنحاء العالم.

كما اعتبر أن حرب أوكرانيا لم تكن لتندلع لو كانت الولايات المتحدة "لديها رئيس حقيقي" يحترمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان لهذه الرسائل صدى لدى الناخبين، ففي أغسطس/آب الماضي، على سبيل المثال، عندما سأل خبراء استطلاعات الرأي في معهد الشؤون العالمية الناخبين في الولايات المتأرجحة عن المرشح الأكثر احتمالا ليكون "زعيما قويا يعزز مصالح أمريكا على الصعيد الدولي"، اختار 54% ترمب مقابل 46% لهاريس.

نجا من الفخ

مع أن إظهار القوة من خلال الخطاب المتشدد غالبا ما يظهر المرشحين الرئاسيين كمتهورين، لكن ترامب تجنب هذا الفخ في 2024.

وتفادى أن يبدو ميالا بشكل مفرط إلى استخدام القوة، فروجت حملته لأنه أول رئيس منذ جيمي كارتر لم تتورط الولايات المتحدة في عهده في صراع مسلح جديد، وهي رسالة أخرى وجدت قبولا لدي الناخبين.

وعندما سأل معهد الشؤون العالمية الناخبين في الولايات المتأرجحة عن المرشح الذي سيكون أكثر ميلاً لإرسال قوات للقتال في حرب غير ضرورية، تقدمت هاريس بنسبة 6 نقاط مئوية.

وأظهرت الاستطلاعات باستمرار اعتقاد الأمريكيين بأن ترامب سيقوم بعمل أفضل من هاريس في التعامل مع حربي غزة وأوكرانيا.

تصوّر 

بالنسبة لهاريس، قد تكون الخسارة أمام ترامب في السياسة الخارجية مزعجة بشكل خاص لأنها أمضت الأيام الأخيرة من حملتها في تسليط الضوء على التحذيرات المروعة التي أطلقها مستشارو السياسة الخارجية السابقون لترامب.

لكن الأمريكيين لم يروا في هاريس قائدا عاما جذابا، وتتحمل جزءا من المسؤولية عن هذا التصور، فقد تلقت ردود فعل سلبية كبيرة خاصة بسبب رفضها النأي بنفسها عن الرئيس جو بايدن.

لكن ليس من الواضح أن هاريس كان بإمكانها الاستفادة من رسم التناقضات مع بايدن في قضايا السياسة الخارجية، فمثلا قد يكون تشديد موقفها تجاه إسرائيل قد ساهم في تعزيز الدعم بين الأمريكيين من أصول عربية وبين الناخبين التقدميين الشباب.

 لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن نسبة الناخبين الذين اعتقدوا أن دعم إدارة بايدن لإسرائيل كان ضعيفًا للغاية كانت تقريبًا نفس نسبة الناخبين الذين اعتقدوا أن دعم بايدن لإسرائيل كان قويًا للغاية.

وخلال الحملة كان بإمكان هاريس اقتراح تخفيف القيود التي فرضها بايدن على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية.

ومع ذلك فإن هذه الخطوة كانت تحمل مخاطر أخرى، فرغم أن معظم الناخبين يؤيدون استمرار الدعم لكييف فإنهم يقولون أيضًا إن إضعاف روسيا أو استعادة حدود أوكرانيا قبل الحرب أقل أهمية من منع التصعيد.

وتفوقت هاريس في قضية تغير المناخ، لكن 7% فقط من الناخبين اعتبروها القضية الأكثر أهمية للبلاد وفقا لاستطلاعات الرأي التي أشارت أيضا إلى أن القضية حظيت بأولوية منخفضة في الولايات المتأرجحة.

وربما كانت هناك طرق لهاريس لجني المكافآت الانتخابية من مواقفها في السياسة الخارجية لكن خبرتها الضئيلة نسبيا وضيق الوقت مع وجود 3 أشهر فقط لتقديم نفسها للناخبين لم تكن المرشحة الديمقراطية في وضع جيد.

لقد كانت السياسة الخارجية قضية رابحة لحملة ترامب لكن عندما يتولى منصبه، سيواجه نفس التعقيدات التي أزعجت بايدن وهاريس.

تعقيدات تتكرر

ستكون حرب أوكرانيا اختبارا مبكرا لترامب الذي وعد بإنهاءها بسرعة لكن من الصعب تخيله وهو يتفاوض على تسوية يؤيدها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو ما يضع الرئيس المنتخب الذي سيكتشف أنه لا يملك لمسة سحرية لحل الحروب.

وقد يفرض ترامب صفقة لا تدعمها أوكرانيا وهو ما يعني أن زيلينسكي والحلفاء في الغرب سيدينون الرئيس المنتخب لاستسلامه لروسيا وقد ترفض كييف الصفقة ويستمر القتال.

وفي الشرق الأوسط، قد يحقق ترامب فوزا مبكرا إذا نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تأمين وقف إطلاق النار في لبنان.

لكن سيكون من الصعب تحقيق إجماع على منح الفلسطينيين مسارا نحو إقامة الدولة، كما أن نتنياهو يعتقد أن فوز ترامب يمنحه تفويضاً مطلقاً لتوسيع حملته العسكرية ضد إيران ووكلائها، مما يشوه سمعة الرئيس المنتخب باعتباره صانع سلام.

وقد ينجح ترامب في تنفيذ أجندته ليجد أنها تسببت في ردود فعل سياسية عنيفة، فقد يكون استخدام الجيش لترحيل المهاجرين صعباً ومثيراً للجدل، كما أنه قد يلحق الضرر بالاقتصاد حيث يؤدي إبعاد الملايين من العمال ذوي الأجور المنخفضة من سوق العمل إلى ارتفاع التضخم.

كما أن وعد ترامب بفرض تعريفات جمركية على جميع الواردات قد يؤدي إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية.

ولذلك، فإن الديمقراطيين لديهم العديد من الأسباب للاعتقاد بأن حزبهم سيكون في وضع أفضل لمناقشة السياسة الخارجية بعد أربع سنوات من الآن.

aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg

جزيرة ام اند امز

US
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق