عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم الاحتفاء بالذكاء الاصطناعي (٢) - سعودي فايف
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
هل تم تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشر؟ للإجابة على هذا التساؤل لابد وأن نفكر بحذر شديد. فالبشر هم من اختاروا بأنفسهم وبإرادتهم الحرة تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على إتمام العديد من المهام بسرعة فائقة وبكفاءة أعلى كالأعمال اليدوية كالبناء والحصاد والتركيب والتغليف وبعض العمليات الجراحية وبعض أعمال الكتابة.
وهي أعمال يمكن أن تساعد البشر في دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء لأنها قد توفر المجهود والوقت للقيام بأعمال أهم. فيمكن الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي للقيام بالمهام التكرارية التي قد لا تتطلب ابداعا وابتكاراً للحلول أوتفكيراً فلسفياً عميقاً.
لكن الأمر تعدى هذه الاعمال بكثير إلى أعمال أخرى ومجالات أوسع وتم أيضا ً تطويرها برغبة البشر الحرة وبإرادتهم المستقلة وإنما لأسباب محددة يأتي في مقدمتها تراجع معدلات النمو السكاني في أوروبا تحديداً ثم الولايات المتحدة الامريكية بسبب نمو آراء وتيارات فكرية بين جمهور الشباب والنساء تحديداً تتعلق بأهمية دور الفرد وضرورة تطوير وتحقيق هذا الدور بعيداً عن التزامات الاسرة والانجاب، فضلاً عن وصول الإيمان بالحرية الفردية إلى مستويات تعدت الأطر والالتزامات الدينية واعتدت على حقوق المجتمع. ويبدو أن الحل في مثل هذه الظروف هو البحث وتطوير أدوات وآلات تعوض هذا التراجع والنقص في البشر.
كما كان من أهداف تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التغلب على تراجع الكفاءة والمهارات البشرية في دول العالم الاخذة في النمو والتي بدأ سكانها يتدفقون نحو الدول المتقدمة بحثاً عن فرص عمل. وهو ما طرحه كل من "إريك شميدت" المدير التنفيذي لشركة جوجل و"دانييل هوتنلوشير" عميد كلية "شوارتزمين" في معهد ماساتشوتيس للتكنولوجيا.
ولم يقف هذا الأمر عند أوروبا بل شمل دولا مثل اليابان التي شهدت أيضاً تراجعاً في معدلات الانجاب وكوريا الجنوبية. حتى وصل الأمر إلى سباق دولي محموم للهيمنة والسيطرة على ابتكار أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل الهيمنة على تلك التقنية.
إذن، يمكن القول للمحتفيين بأدوات الذكاء الاصطناعي بأن الهدف منها هو حل المشكلات الاجتماعية والفكرية التي اجتاحت أوروبا وبصفة خاصة الاستجابة للتحولات المجتمعية وتطوير سوق العمل من أجل تحقيق المزيد من النمو الاقتصادي واحتكار الأسواق الدولية، ومن ثم تغيير المجتمع البشري وتغيير علاقات البشر بالمعرفة والسياسة. كما أن التوسع في تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي قد يهدد الوجود البشري برمته وبصفة خاصة في دول العالم الثالث التي لا تملك تلك التقنيات كما لا تملك فرص العمل الكافية لتشغيل مواطنيها بسبب تراجع الإنتاجية فيها ومن ثم تراجع النمو والتنمية معاً!.
0 تعليق