رحبت الأسواق المالية العالمية باختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لـ"سكوت بيسنت" لتولي منصب وزير الخزانة الأمريكي.

حيث ارتفعت العملات في جميع أنحاء العالم على أمل أن يتمكن مدير صندوق التحوط المختار للمنصب "سكوت بيسنت" من تخفيف حدة آراء ترامب الاقتصادية الأكثر تطرفًا.

وبحسب "سي إن بي سي"، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس العملة الخضراء مقابل 6 عملات رئيسية، بنسبة 0.8٪ إلى 106.69 يوم الاثنين، مما قلص بعض مكاسبه الأخيرة بعد ارتفاع ملحوظ منذ أواخر سبتمبر/أيلول.

وكان اليورو من أفضل العملات أداءً استجابة لاختيار ترامب، حيث ارتفع بنحو 1٪ ليتداول عند 1.0517 دولارًا في الساعة 6:25 مساءً بتوقيت أبوظبي.

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي يتفاعل فيه المستثمرون العالميون مع الأخبار الواردة في أواخر يوم الجمعة والتي تفيد بأن ترامب أشار إلى نيته ترشيح بيسنت لقيادة أحد أكثر الأدوار تأثيرًا في الحكومة الأمريكية.

وتتمتع وزارة الخزانة بإشراف واسع النطاق على السياسة الضريبية والدين العام والتمويل الدولي.

ويرى الاستراتيجيون أن بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار Key Square Group ومقرها كونيتيكت، "يد أمينة"، ومشارك معروف في السوق واختيار أكثر اعتدالا مقارنة ببعض منافسيه.

ومن المتوقع أن يدفع الرجل البالغ من العمر 62 عاما ترامب إلى النظر في نهج أكثر ليونة للتعريفات الجمركية، وتقليص التنظيم لتعزيز النمو واستهداف خفض الإنفاق بالعجز.

وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون، في مذكرة بحثية، "لقد أدى اختيار ترامب لمنصب وزير الخزانة إلى زيادة معنويات المستثمرين بشكل أكبر مع استعداد الأسهم في وول ستريت لموجة أخرى من المكاسب".

وأضافت، "لقد عززت مسيرة مدير صندوق التحوط سكوت بيسنت الطويلة في التنقل بين التقلبات والمنعطفات في الأسواق الثقة في السياسات القادمة المؤيدة للأعمال ورفعت الآمال في أن تكون أي تعريفات مستهدفة للغاية وربما أقل تضخمية في طبيعتها".

وقد أدى فوز ترامب التاريخي في الانتخابات في وقت سابق من هذا الشهر إلى تفاقم المخاوف بشأن احتمال ارتفاع الأسعار، مما دفع الاستراتيجيين إلى إعادة النظر في آفاق عائدات السندات والعملات العالمية.

ويُعتقد على نطاق واسع أن تعهد ترامب بتقديم تخفيضات ضريبية ورسوم جمركية باهظة قد يعزز النمو الاقتصادي الأمريكي، لكنه قد يؤدي إلى توسيع العجز المالي وإعادة تغذية التضخم.

وفي محاولة لزيادة الإيرادات، اقترح ترامب أنه قد يفرض تعريفة جمركية شاملة بنسبة 20٪ على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، مع تعريفة تصل إلى 60٪ للمنتجات الصينية وأخرى تصل إلى 2000٪ على المركبات المصنعة في المكسيك.

وبينما يشكك العديد من خبراء الاقتصاد في فعالية التعريفات الجمركية، دافع بيسنت عنها باعتبارها "أداة مفيدة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للرئيس"، ومع ذلك، فقد دعا أيضًا إلى "تدرج" التعريفات الجمركية في عملية تطبيقها.

وقال محللون في رابوبانك في مذكرة بحثية، "إن الأخبار التي تفيد بأن سكوت بيسنت هو الخيار الأول لوزير الخزانة الأمريكي القادم أثارت احتمال تخفيف بعض سياسات ترامب".

وأضافوا، "بيسنت، مدير صندوق التحوط الكلي الناجح، مرتبط بتفضيل خفض عجز الميزانية الأمريكية إلى 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي، مما يشير بوضوح إلى انخفاض الرغبة في الإنفاق وسط العجز".