تعد أسعار الذهب من المؤشرات الاقتصادية الحيوية التي تعكس الحالة المالية العالمية، وقد شهدت الأسواق يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2025 تراجعًا ملحوظًا، حيث هبطت الأسعار إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوع،أولاً، كانت الضغوط الناتجة عن ارتفاع الدولار وازدياد الثقة في المخاطرة العام من العوامل الأساسية التي ساهمت في هذا الانخفاض،يربط الكثيرون هذا الهبوط بالتقارير التي تحدثت عن احتمالية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مما خفض الطلب على الذهب كملاذ آمن.
تراجع أسعار الذهب في المعاملات الفورية
سجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.4 بالمئة ليصل إلى 2614.56 دولار للأونصة، حيث كان هذا السعر هو الأدنى منذ 18 نوفمبر،بالإضافة إلى ذلك، تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بمعدل 0.1 بالمئة إلى 2614.80 دولار،وقد أثرت الأحداث السياسية، مثل استعداد إسرائيل لقبول مقترح وقف إطلاق النار وحدث ترشيح دونالد ترامب لسكوت بيسنت كوزير للخزانة، بشكل كبير على الأسعار، مما أدى إلى صدمة في السوق، حيث شهدت أسعار الذهب خلال يوم الاثنين تراجعًا كبيرًا بلغ 3.2 بالمئة، وهو أدنى تراجع لها منذ عدة أشهر.
تحليل تأثير صعود الدولار على سوق الذهب
تعتبر التقلبات في قيمة الدولار الأمريكي من العوامل الرئيسية المؤثرة في أسعار الذهب،صرح المحللون مثل سوني كوماري من إيه.إن.زد بأن ارتفاع الدولار أدى إلى تقليل الإقبال على الاستثمار في الذهب،مع القوة النسبية للدولار، يصبح المعدن الثمين أقل جاذبية لحاملي العملات السلبية،فدائماً ما يظهر تأثير الأحداث الاقتصادية والسياسية كسبب رئيسي يقود إلى تحركات أسعار الذهب،وفي هذا السياق، ارتفع الدولار بنسبة 0.3 بالمئة بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية على عدد من البلاد، مما زاد من قوة الدولار وأحدث تأثيرًا سلبيًا على أسعار الذهب.
ترقب الأسواق للاجتماع الفيدرالي وتنبؤات أسعار الذهب
تسود الأسواق حالة من الترقب قبل الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، حيث يترقب العديد من المتداولين بيانات ثقة المستهلكين ومحضر الاجتماع الخاص بشهر نوفمبر،وقد صرح نيل كاشكاري من بنك الاحتياطي الفيدرالي في منيابوليس بأنه منفتح لإمكانية خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل،يشير المحللون إلى أن الذهب قد يتداول في نطاق ضيق على المدى القصير مع احتمال حدوث طفيفة في الأسعار،كما تراجعت أسعار الفضة، البلاتين، والبلاديوم، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.1 بالمئة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 1.1 بالمئة والبلاديوم بنسبة 0.2 بالمئة.
في الختام، يعكس تراجع أسعار الذهب والتحركات في أسواق السلع الأولية عدة متغيرات اقتصادية وسياسية معقدة،تشير البيانات الأخيرة إلى أن عوامل مثل ارتفاع قيمة الدولار، والتوجهات السياسية، والاتفاقات الاقتصادية المحتملة، تلعب دوراً محورياً في تحديد أسعار الذهب،من المتوقع أن تتأثر الأسواق في المستقبل القريب بالاجتماعات الاقتصادية المقبلة والتقلبات السياسية، مما سيخلق بيئة غير مستقرة للأسعار،ستظل توقعات الأسعار واستجابة السوق للتغيرات المحيطة موضوعًا مثيرًا للاهتمام ومتغيرًا في عالم الاقتصاد.
0 تعليق