من روائع الادب العالمى
الأربعاء 27/نوفمبر/2024 - 08:28 ص 11/27/2024 8:28:53 AM
"الأخضر والأحمر"، هى واحدة من القصص المبهرة للكاتب للفلسطينى الشهيد غسان كنفاني، والتى استطاع فيها بمهارته العالية أن يجعل الفانتازيا تغوص فى بحر الوجع.
كما استخدم فيها أسلوبا فلسفيا عميقا ومصحوبا بلغة شاعرية رقيقة لم تطغ على لغة السرد الأدبى، وكأن غسان كنفانى أراد من قصته الأخضر والأحمر أن يبعث برسالتين الأولى منهما تقول إن القضية الفلسطينية لم ولن تموت برغم تجبر المحتل الصهيونى الغاشم، أما الرسالة الثانية فمفادها أنه موجوع حد الموت.
تفاصيل القصة
لقد قسم "كنفانى" قصته الأخضر والأحمر إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول جاء بعنوان النزال ويحكى فيه "كنفانى" عن شاب فلسطينى لم يذكر اسمه تأكيدا على عمومية الشخصية كان هذا الشاب يحلم ببناء البيت والزواج وانجاب لأبناء، كان يحلم كما يحلم أى شاب فى اى بقعة فى الأرض، ولم يكن يتخيل أنه سيلاقى الموت وجها لوجه دون اية مقدمات، لذا دافع الشاب عن حلمه متشبثا بالحياة فنازل الموت.
القسم الثانى.. جدول الدم
بينما كان الشاب ينازل الموت وهو يواجه خصمه سقط من عينه قبل موته، طفل وسط الرمال كان صغير جدا بمقدار عقلة الأصبع، له نفس ملامح البشر
لكنه ضئيل جدا لدرجة أن أحدا لم يره، كان لونه أسود وعينيه مقفلتين وشفتين مغلقتين. لكن قلبه كان أبيضا، حمل الناس نعش أبيه وتركوه وسط الرمال ذلك لأنه لا يكاد يرى.
القسم الثالث.. الموت للند
حكى غسان كنفانى عن المخلوق العجيب الذى ولد من عين رجل كيف أكل الرمال وشرب من عرق الرمال وتنفس كالخنفساء وسط الرمال، ذاك المخلوق العجيب الذى لم يمت برغم كل ما يدفع للموت، ثم سأله الكاتب لماذا لم تمت ؟ماذا تنتظر وأنت لا ترى ؟ ماذا تنتظر وأنت تداس بالأقدام ؟، لكن الكاتب رجع عن أسئلته وقال له لا تمت فالموت لخصمك هو الأفضل.
الهدف من القصة
أراد الكاتب غسان كنفانى أن يقول من خلال قصته الغرائبية المبهرة الأخضر والأحمر، أن الشهيد الفلسطينى باق أمد الدهر، وإن ظنه الناس قد انتهى ولن تقوم له قائمة.
0 تعليق