هيئة تحرير الشام (HTS) هي واحدة من أبرز الجماعات المسلحة في شمال غرب سوريا، ولها دور كبير في النزاع السوري المستمر.
ونشأت الهيئة في البداية تحت مسمى "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، لكنها تحولت لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام في محاولة لتوسيع نطاقها السياسي والعسكري.
و في السنوات الأخيرة، برزت قوة الهيئة بشكل واضح، وأصبح لها تأثير كبير على مجريات الأحداث في سوريا، خاصة في الشمال الغربي.
ولتحرير الشام دور كبير في الأحداث السورية الأخيرة .
أسباب قوة هيئة تحرير الشام في الأحداث الأخيرة
ويقول المحلل السياسي السوري نبيل صبري، إن هيئة تحرير الشام بتنظيم عسكري محكم، حيث تتبنى هيكلية عسكرية معقدة وأسلوبًا في القيادة يسمح لها بالتكيف مع التحديات المختلفة.
وأكد في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز "، أنه على الرغم من الانتقادات التي طالت الهيئة بسبب هيمنتها على مناطق معينة، إلا أنها تملك قدرة على تحقيق الانتصارات بفضل استراتيجياتها العسكرية المدروسة، وهذا للأسف أمر خطير.
وأوضح، أنه على مر السنين، استطاعت هيئة تحرير الشام بناء تحالفات قوية مع بعض الفصائل المسلحة في الشمال السوري، مما جعلها تتفوق على منافسيها، و هذه التحالفات كانت ضرورية لمواجهة الهجمات المتواصلة من قبل القوات النظامية وحلفائها، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة.
وتابع، كما أن الهيئة تتمتع بخبرة طويلة في القتال، فهي تضم العديد من المقاتلين الذين كانوا جزءًا من تنظيمات متشددة أخرى، و هذه الخبرة القتالية جعلتها قادرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية معقدة، بالإضافة إلى قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة.
وأشار المحلل السياسي، إلى أنه وللأسف الشديد تسيطر هيئة تحرير الشام على مناطق واسعة في الشمال السوري، خاصة في إدلب، ومن خلال هذا السيطرة، تتمكن الهيئة من تنظيم الحياة اليومية وتقديم الخدمات للمواطنين، مما يمنحها قاعدة شعبية تساعدها على تعزيز قوتها، كما أن هذه المناطق أصبحت بمثابة ملاذ آمن للمجموعات المعارضة الأخرى.
وأضاف، أن الهيئة تعتمد الهيئة في تمويلها على مصادر متعددة تشمل التجارة والمساعدات الخارجية، كما أن لها علاقات مع بعض الجهات الدولية التي توفر لها الدعم اللوجستي، والدعم المالي يعزز من قدرتها على شراء الأسلحة والذخائر، مما يسهم في تعزيز قوتها العسكرية.
وبحسب قوله، أنه في السنوات الأخيرة، سعت الهيئة إلى التقليل من ارتباطها بتنظيم القاعدة وأعلنت عن نفسها ككيان مستقل، ز هذا التحول منحها مرونة أكبر في التعامل مع المجتمع الدولي، بالإضافة إلى تعزيز قدرتها على بناء علاقات مع جهات محلية ودولية.
هذا بالإضافة إلى قوتها العسكرية، إذ أنها تستفيد من قدرتها على التحكم في الأوضاع المعيشية في المناطق التي تسيطر عليها، حيث تفرض نوعًا من الاستقرار النسبي في ظل الفوضى التي تعيشها باقي المناطق السورية.
0 تعليق