كشف الخبير التربوي مهتدي سلطان عن تفاصيل خطيرة تتعلق بتأثير المشاكل الأسرية على الطلاب، مشيرًا إلى ما ينتج عنها من عنف وسوء سلوكيات. وأوضح في تصريحات خاصة لـ"كشكول" أن الطلاب الذين يعانون من المشاكل الأسرية، سواء بسبب الانفصال أو غيره، يواجهون تحديات كبيرة تؤثر على مستقبلهم الدراسي والاجتماعي.
غياب الطموح والمبالاة بمستقبلهم
أشار سلطان إلى أن أكثر ما يلاحظه على الطلاب الذين يعيشون في بيئة أسرية مضطربة هو اللامبالاة وعدم الاهتمام بمستقبلهم.
وقال: "من خلال تجربتي الواقعية، وجدت أن هؤلاء الطلاب غالبًا ما يفتقدون للطموح والرغبة في تحقيق مكانة اجتماعية أو مهنية في المستقبل. المشاكل الأسرية تقتل لديهم الحافز حتى للاهتمام بمستقبلهم الدراسي، بل وحتى الخوف من الرسوب أو الضياع. لقد لاحظت ذلك عندما نبهت أحد الطلاب إلى أهمية الالتزام بكراسة الحصة والواجبات وتأثيرها على درجاته. لم يكترث لكلامي أو للنتائج السلبية التي قد تترتب عليه".
وأضاف: "حتى إذا وصلت الأمور إلى الرسوب، لا يبدي هؤلاء الطلاب أي اهتمام بالحصول على درجات عالية أو تحقيق هدف أكاديمي محدد مثل دخول كلية بعينها. يغيب لديهم الأمل والطموح، ويعيشون في حالة من التبلد تجاه مستقبلهم".
نصيحة للآباء والأمهات
وجه سلطان نصيحة للآباء والأمهات قائلًا: "من الضروري الحفاظ على هيكل الأسرة، حتى ولو تطلب الأمر تضحيات من أحد الطرفين من أجل استقرار الحياة. هذه التضحيات قد تكون العامل الحاسم في إنقاذ الأبناء من الضياع النفسي الذي قد يؤدي إلى خسارة فئة مهمة في المجتمع كان يمكن أن يكون لها دور متميز".
دور المدرسة في العلاج
وأكد سلطان على أهمية دور المدرسة في التعامل مع هذه الحالات، مشددًا على ضرورة وجود تعاون بين الأخصائي النفسي وفريق المدرسين المعنيين بالفصل الذي يضم هؤلاء الطلاب. وقال: "علاج الآثار السلبية الناتجة عن التشتت الأسري يتطلب تضافر الجهود بين المدرسة والأسرة. يجب أن تبدأ مرحلة العلاج فورًا قبل أن تتفاقم المشكلة وتؤدي إلى دمار نفسي للطالب أو الطالبة، مما يجعل العلاج لاحقًا أكثر صعوبة".
وختم حديثه بالتأكيد على أهمية البدء في علاج هذه الحالات بشكل مبكر لضمان مستقبل أفضل للطلاب وحماية المجتمع من الآثار السلبية لهذه الظاهرة.
0 تعليق