المعلم هو العنصر المحوري وحجر الزاوية في النظام التربوي. وتُعد مسئوليات وأدوار المعلم - كقائد، ومرشد، ومعلم، ومدير، وعضو في فريق عمل - متنوعة وصعبة، وتحتاج إلى درجة عالية من الكفاءة المهنية والدافعية. ويعتمد الأداء العام للمدارس على مستوى الرضا الوظيفي لدى المعلم لتحقيق الأهداف التربوية بكفاءة.
ويترتب على رضا المعلم عن وظيفته وظروف عمله نواتج إيجابية عديدة، تشمل وقايته من الآثار السلبية للضغوط المهنية، وارتفاع فعالية أدائه، واتجاهاته الإيجابية نحو التدريس، وتحسين علاقاته مع الطلاب والزملاء داخل المدرسة، بل وارتفاع مستوى تحصيل طلابه.
ويُعد الرضا الوظيفي لدى المعلم أحد العوامل الرئيسية في تحقيق فعالية أي مدرسة، حيث يسهم في تعزيز التزامه المهني ورغبته في المشاركة في أنشطة النمو المهني.
من ناحية أخرى، فإن انخفاض الرضا الوظيفي قد يؤدي إلى فشل أي نظام تربوي، وإلى عجز المعلم عن القيام بأدواره بالشكل المناسب، ونقص حماسته للتدريس، وتكرار غيابه عن المدرسة، وشعوره بالضغط، وتراجع أداء الطالب، وترك المهنة للبحث عن مجالات عمل أكثر جاذبية، كما يمكن أن يؤدي إلى التأخر عن العمل، وظهور الصراعات داخل المدرسة سواء مع الطلاب أو الزملاء أو أولياء الأمور، والشكاوى المستمرة.
والرضا المهني هو شعور المعلم بالرضا عن وظيفته بشكل عام أو عن جوانب معينة منها، مثل العلاقات الاجتماعية مع الرؤساء أو الزملاء أو أولياء الأمور أو الطلاب، أو الراتب، أو الترقية، أو الإشراف، أو المكافآت، أو ظروف العمل، أو طبيعة العمل والتواصل، ويتحقق هذا الرضا في ضوء قدرة الوظيفة على تلبية احتياجات المعلم النفسية والمادية.
وتتضمن هذه الاحتياجات حصول المعلم على دخل مناسب له ولأسرته، مما يجعله غير مضطر إلى إعطاء دروس خصوصية، ويشعره بالاستقرار المادي والنفسي، وهذا ما تسعى إليه وزارة التربية والتعليم حاليًا من خلال إتاحة الفرص للمعلمين للمشاركة في مجموعات التقوية والحصول على النسبة الأكبر من دخلها بشكل فوري، بالإضافة إلى منح المعلمين مكافآت مالية عن الحصص الزائدة عن نصابهم.
كما أن وجود عدد مناسب من الطلاب في كل فصل دراسي يُمكن المعلم من التحكم في إدارة العملية التعليمية ويعزز شعوره بالرضا، وقد تحقق ذلك بدرجة كبيرة هذا العام من خلال تقليل كثافة الفصول لتصبح بحد أقصى 49 طالبًا في الفصل الواحد.
ويحتاج المعلم أيضًا إلى تعاون أولياء الأمور معه، وعدم تدخلهم في أسلوب عمله أو تعامله مع الطلاب، طالما التزم بالمبادئ النفسية والتربوية، كما يحتاج إلى مزيد من المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعملية التعليمية، باعتباره الأكثر دراية بمشكلات التعليم الفعلية والأقدر على تقديم حلول فعالة لها.
0 تعليق