اتفاق لبنان وإسرائيل.. هل يشكل بداية لنهاية حزب الله؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، يبرز تساؤل مهم حول مستقبل حزب الله، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، في ظل التصعيد العسكري الذي شهدته الأيام الأخيرة من الحرب. وبينما ترى إسرائيل أن الاتفاق قد يضعف قدرات الحزب، يؤكد قادة حزب الله ومحللون أن الجماعة ستبقى قوة فاعلة في لبنان والمنطقة.

تصعيد إسرائيلي عنيف قبيل الاتفاق

رغم اقتراب توقيع الاتفاق، لم تتراجع إسرائيل عن تصعيدها العسكري في لبنان، حيث شهدت الأيام الأخيرة غارات مكثفة على بيروت وهجمات برية في جنوب البلاد.

وأفادت تقارير ميدانية بأن فرقة تابعة للواء الإسكندروني الإسرائيلي خاضت مواجهات مباشرة مع مقاتلي حزب الله خلال عمليات مداهمة عند نهر الليطاني.

كما صادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالتنسيق مع رئيس هيئة الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية على مجموعة من الأهداف لضربها في لبنان، ما يشير إلى نية إسرائيل تحقيق مكاسب ميدانية قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
 

التزامات لبنانية بنشر الجيش في الجنوب

على الجانب اللبناني، أعلن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن التزام لبنان بنشر خمسة آلاف جندي في جنوب البلاد، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المناطق الحدودية وتقليص احتمالية تجدد الاشتباكات.

رد حزب الله: إعادة الإعمار وتأكيد البقاء

في تصريح للنائب عن حزب الله حسن فضل الله، أكد أن الحزب سيستمر في أداء دوره بعد الحرب، بما في ذلك مساعدة النازحين اللبنانيين في العودة إلى قراهم وإعادة إعمار المناطق المتضررة.

ورفض فضل الله أي فكرة عن انتهاء دور الحزب، مشيرًا إلى أن المقاومة اللبنانية أصبحت جزءًا من معادلة المنطقة، وأن آلة الحرب الإسرائيلية فشلت في كسر إرادة المقاومة.

تحليل الموقف الإسرائيلي: رؤية للنهاية أم تعزيز للمقاومة؟

يرى الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الستار أن إسرائيل تحاول تكرار سيناريو عام 2006، من خلال تكثيف ضرباتها في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الاتفاق، في محاولة لتغيير المعادلة الميدانية لصالحها.

وأكد عبد الستار أن حزب الله سيخرج من الحرب أكثر قوة، مشيرًا إلى أن الحزب يتمتع بدعم شعبي متزايد في لبنان وقدرته على التصدي للهجمات الإسرائيلية تعزز من موقفه في الداخل والخارج.

دور إيران ومستقبل الدعم الإقليمي

من جهته، أشار الخبير في السياسة الخارجية جوناثان جيليام إلى أن إيران ستستمر في دعم حزب الله بعد الاتفاق، ما يمنحه القدرة على استعادة قوته وإعادة تسليح نفسه.

وأوضح جيليام أن هذا الدعم قد يمتد إلى جماعات أخرى مثل حماس في غزة، والتي تواجه تحديات كبيرة بعد تفكيك بنيتها التحتية في القطاع والضفة الغربية.

التحديات الداخلية والخارجية أمام حزب الله

رغم التأكيدات على بقاء حزب الله، هناك إشارات إلى انقسام داخلي في صفوف الحزب بشأن كيفية التعامل مع الوضع الراهن، وهو ما يختلف عن وضع حركة حماس التي تبدو أكثر توحيدًا في مواقفها.

وأشار جيليام إلى أن إسرائيل قد تجد التعامل مع حماس أسهل في المستقبل، خاصة مع إنشاء منطقة عازلة محتملة في غزة، ما يتيح لإسرائيل فرض سيطرة أكبر على العمليات هناك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق