حذر علماء من أن الانهيار المحتمل لدوران انقلاب خط الزوال الأطلسي (AMOC) قد يؤدي إلى عواقب كارثية على المناخ العالمي، بما في ذلك تقليص قدرة المحيطات على امتصاص غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية.
ما هو دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي؟
يُعد هذا النظام من التيارات المحيطية العميقة أحد أهم العوامل المؤثرة في تنظيم حرارة الأرض، إذ ينقل المياه الدافئة شمالاً والباردة جنوباً عبر المحيط الأطلسي. ويعتبر جزءًا من الدورة الحرارية الملحية التي تعتمد على درجات الحرارة ومستويات الملوحة. هذا النظام الحيوي يدعم الحياة البحرية بنقل المغذيات بين المحيطات.
ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن تدفق المياه العذبة الناتج عن ذوبان الجليد في غرينلاند والأنهار الجليدية الكندية يُضعف هذه الدورة، حيث إن المياه العذبة أقل كثافة من المالحة، ما يبطئ حركة التيارات.
نتائج مقلقة وأبحاث حديثة
دراسة جديدة من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية أشارت إلى أن دوران الأطلسي أصبح أضعف من أي وقت مضى خلال الألفية الماضية. وبحسب العلماء، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة قد يقلل من قوة الدورة بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2040، وهو توقيت أقرب بعشرين عاماً مما كان متوقعاً.
تحذيرات العلماء
قال الدكتور ستيفان رامستورف، الخبير في الدورة الحرارية الملحية، إن العالم يواجه خطراً حقيقياً وغير محدد بدقة، مشبهاً ذلك بالإبحار في مياه مليئة بالصخور المخفية. وأضاف أن انهيار الدورة سيكون تدريجياً، لكنه قد يبدأ خلال العقود القليلة المقبلة، ما سيؤدي إلى تأثيرات شديدة تتطلب مزيداً من الدراسة.
وفي رسالة مفتوحة لمجلس وزراء الشمال الأوروبي، حذر 44 عالماً دولياً من مخاطر تجاوز نقطة التحول، بما في ذلك انهيار دوران الأطلسي. وأشارت الدكتورة أنيستاسيا رومانوا من وكالة ناسا إلى أن النماذج الحالية لا تعكس بشكل كافٍ الأحداث المتطرفة مثل ذوبان الجليد السريع.
الحلول المطروحة
أوضح البروفيسور وي ليو من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد أن الحل الوحيد لمنع انهيار الدورة يتمثل في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة. وأشار إلى أهمية عدم تجاوز العتبات الحرارية الحرجة، إذ إن تخطي ارتفاع 1.5 درجة مئوية يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من نقاط التحول المناخية، وفقاً لدراسة نشرت عام 2022.
مع تصاعد الاحترار العالمي، تزداد خطورة انهيار النظام المناخي. العلماء يشددون على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب كارثة محققة.
0 تعليق