شهدت ندوة "تحولات القصة القصيرة ومستقبلها" بمنتدى أوراق بمؤسسة الدستور، والتي يقدمها الناقد الدكتور يسري عبدالله ويشارك فيها الكتاب والمبدعون (حسين دعسة، ضحى عاصي، ومحمد الفخراني)، عددا من المداخلات المتعلقة بتحولات القصة القصيرة ومستقبلها وراهنها.
أسامة ريان: ثمة تهديد مترقب للذكاء الاصطناعي على القصة
وقال الكاتب القاص أسامة ريان: لعل معاناة كُتّاب القصة القصيرة الآن ليست في القصْ صياغة وفكرًا، بل هي تكمن في تمكن تلك المقولة الجوفاء اللامسئولة (أننا في زمن الرواية !) والتي شاعت بلا أسباب أو تبريرات، وتبعها جحافل من المهتمين بالأدب (بلا تعقُل).
وتابع ريان: هذا ما دفع دورالنشر- وحتى الحكومية - وقتها إلى الإحجام عن نشر مجموعات قصصية، وقد تم ذلك في توقيت تسارع إيقاع الحياة عمومًا، وتمكُن وسائل التواصل الاجتماعي من مجريات حياة البشر بما تحققه من سرعة وقهر لزمن التواصل بتغير أساليب الصياغة والتكثيف، وكلاهما شديد التأثير في الكتابة عمومًا، وفي القصة القصيرة خاصةً بما لها من حِيَل تناسب هذا التسارع، ولعلها تتزايد أيضًا مع تتابع الأجيال وتهديد مُترَقب للذكاء الاصطناعي مع تلمس موضوعات جديدة.
نهى محمود: القصة القصيرة بنت حلوة لا تكبر
من جهتها قالت الكاتبة الروائية والقاصة نهى محمود: القصة القصيرة بنت حلوة لا تكبر أبدا كما قال الكاتب الروائي محمد الفخراني، لكنها أيضا بنت شجاعة، فالقصة مشت طريق الوجود بنفسها، المغرمون بها الممتلؤون بكتابتها وقراءتها، واجهت مساندة ممتدة وتحويل الأعمال الروائية لسينما، كل ذلك أعطى الرواية شعبية وحضور لم يتوافر للقصة.
وأوضحت نهى محمود: أتصور أن القصة القصيرة حتى وإن كانت 50 صفحة كتلك التي يكتبها الكاتب سكوت فيزجيرالد فهي مقبولة تماما لدي لأن الفاصل ليس الكم ولكن الكتابة الحلوة.
حسين دعسة: التعليم سبب كبير في أزمة القراءة في عالمنا
من جهته أشار الكاتب والناقد الأردني إلى خطورة ما يجري في المشهد الصحفي الثقافي بتولي صحفيين مسؤولين على صفحات الثقافة يمررون ما لا يمكن وصفه بالقصة او يدخل في التصنيف، وللأسف إن مرور بعض من هؤلاء الكتاب عبر وسائط النشر المتعددة يشير إلى أزمة في الكيف، إلى جانب الأزمة التعليمية في مجتمعاتنا العربية التي تشير دائما إلى أزمة في القراءة، بالرغم من وجود الوسائط الرقمية وسهولة الوصول إلى عموم القراء فإن ثمة أزمة ليس فقط في سردية التكرار للأفكار والقضايا بل في الوقوع في مأزق العادي والمألوف والبعد عن التجريب.
0 تعليق