نشاط يحسس بمرض "سيليكوز" بجرادة‎

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نظمت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بجرادة يوما علميا حول مرض السحار الرملي “السيليكوز”، تحت شعار “السحار الرملي بإقليم جرادة أولوية الصحة المهنية والتكفل الصحي”؛ وذلك في إطار الأيام العلمية التحسيسية والانفتاح على فعاليات المجتمع المدني.

يهدف هذا اليوم العلمي، وفق الجهة المنظمة، إلى التعريف بمرض السحار الرملي ومضاعفاته وكيفية التقليل من خطورته وكذا التحسيس بهذه المشكلة الصحية في الأوساط المهنية.

محمد اجبيلو، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجرادة، أوضح أن السحار الرملي أو ما يُعرف بـ”سيليكوز” ينتج عن التعرض الطويل لجسيمات السيليكا الدقيقة التي تتسبب في تلف دائم للرئتين، الذي قد يؤدي إلى الوفاة في الحالات المتقدمة.

وأبرز اجبيلو، ضمن عرض قدمه بالمناسبة، أن الإحصائيات العالمية وتقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ما بين 15-20 في المائة من العمال المعرضين بشكل مزمن للسيليكا يصابون بالسحار الرملي.

وأضاف المسؤول الإقليمي ذاته أن البيانات الوطنية بالمغرب تظهر أن هذه المشكلة الصحية تتركز بشكل كبير في المناطق ذات النشاط المكثف لاستخراج المعادن؛ مثل مدينة جرادة، التي تُعاني من ارتفاع حالات الإصابة بالسحار الرملي، خاصة بين العمال السابقين في المناجم.

وفي الصدد، أفاد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجرادة بأن الإحصائيات المحلية تشير إلى أن 40 في المائة من العمال السابقين في جرادة أُصيبوا بأمراض تنفسية مزمنة؛ بما في ذلك السحار الرملي.

وأبرز المتحدث عينه أن العناية الموصولة التي يحيط بها الملك محمد السادس الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وإرادته في ضمان ولوج متكافئ للعلاجات الطبية تجسدت من خلال إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز وحدة متخصصة في التكفل بأمراض السحار الرملي والأمراض التنفسية بإقليم جرادة.

من جانبه، قال الدكتور أمين حيون، أخصائي في أمراض الرئة بالمركز الاستشفائي الإقليمي جرادة، إن السحار الرملي أو السيليكوز هو مرض رئوي مزمن ناجم عن استنشاق جزيئات السيليكا البلورية على مدى فترات طويلة، مضيفا أن هذه الجزيئات تسبب تندبًا في أنسجة الرئة؛ مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الرئة.

وأضاف الأخصائي في الأمراض التنفسية أن مدينة جرادة تعتبر مركزًا رئيسيًا لصناعة الفحم في المغرب؛ ما يجعلها بؤرة لتجمع حالات السحار الرملي.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حيون أن عمال المناجم، خاصة في مناطق مثل جرادة، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بسبب طبيعة عملهم حيث يتعرضون يوميًا لكميات كبيرة من غبار السيليكا؛ وهو ما يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض المزمن والمؤلم.

ولفت المتحدث نفسه إلى أنه لا يوجد علاج شافٍ للسحار الرملي؛ ولكن يمكن تخفيف الأعراض وإبطاء تطور المرض من خلال علاجات دوائية متطورة، من قبيل تقديم أحدث العلاجات الدوائية المتاحة لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للمرضى وإبعاد المرضى الذين يعانون من السحار الرملي عن بيئة التعرض وكذا استخدام موسعات الشعب الهوائية للمرضى الذين يعانون من أعراض اضطراب التنفس الانسدادي.

كما أوصى بشدة بالإقلاع عن التدخين؛ لأنه يزيد من تأثير المرض، مضيفا أن التطعيم ضد الإنفلونزا والمكورات الرئوية مفيد للحد من المضاعفات.

وبخصوص العلاج الشامل، أوصى الطبيب الاختصاصي نفسه باستخدام مزيلات البلغم لتخفيف الأعراض وإعطاء المضادات الحيوية عند الضرورة لعلاج التهابات الرئة المتداخلة، مشددا على أن زراعة الرئة تبقى هي الطريقة الوحيدة للعلاج؛ غير أن هذه الاستراتيجية محدودة بسبب نقص المتبرعين والرفض لعمليات الزرع.

وأبرز حيون أن إعادة تأهيل الجهاز التنفسي هي أفضل طريقة لعلاج مرضى السحار الرملي، والذي حددته منظمة الصحة العالمية في عام 1974 في “جميع الأنشطة التي توفر للمرضى الظروف البدنية والعقلية والاجتماعية المثلى التي تمكنهم من شغل مكان طبيعي قدر الإمكان في المجتمع بجهودهم الخاصة”.

وأورد المتحدث ذاته أن إعادة التأهيل رعاية شخصية تقدم للمرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة من قبل فريق متعدد التخصصات بهدف الحد من الأعراض وتحسين الحالة البدنية والنفسية والاجتماعية وتقليل تكاليف الرعاية الصحية للمرض من خلال استقرار الأعراض التنفسية ومعالجة الأعراض غير الصدرية.

وأشار إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بجرادة يعمل على إعادة تأهيل الجهاز التنفسي لمرضى السحار الرملي، عن طريق نهج شامل لرعاية المرضى يشمل فريقاً متعدد التخصصات لتحسين نوعية حياة المرضى عن طريق تقليل ضيق التنفس وزيادة القدرة على تحمل التمارين الرياضية.

يشار إلى أن اللقاء أطره ثلة من الأطباء والخبراء والفاعلين من قبيل البروفيسور مريم الكراط الأندلسي، أستاذة مساعدة أخصائية في أمراض الرئة بكلية الطب والصيدلة فاس، ومحمد اجبيلو، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم جرادة، والدكتور أمين حيون، طبيب أمراض الرئة، إلى جانب عبد العزيز سرغيني، رئيس المجلس العلمي المحلي جرادة، ومحمد ازواوي، المدير الجهوي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بجهة الشرق، والدكتور عزيز فريقش، طبيب عام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق